3600 دولار.. الذهب يتحدى التوقعات مع تزايد ضغوط خفض الفائدة

أسعار الذهب واستمرار ارتفاعها القياسي مع توقعات خفض الفائدة في سبتمبر

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القياسي، الأربعاء، حيث استقرت فوق حاجز 3500 دولار للأوقية، بينما تجاوزت العقود الآجلة مستوى 3600 دولار، مع تصاعد ثقة المستثمرين في احتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة خلال سبتمبر أيلول؛ وهو ما يعزز الطلب على المعدن النفيس الذي لا يُدر عائداً.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير خفض الفائدة المتوقع في سبتمبر

شهد الذهب في التداولات الفورية صعودًا بنسبة 0.2 بالمئة ليصل إلى 3540.64 دولار للأوقية، فيما تجاوزت العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر كانون الأول 3607.60 دولار، بارتفاع نسبته 0.4 بالمئة، في ظل توقعات المتعاملين التي تشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 92 بالمئة في اجتماع 17 سبتمبر؛ حسب أداة “فيد ووتش” التابعة لبورصة “سي.إم.إي”. من المعروف أن الذهب يستفيد عادةً من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تقلل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاكه، ما يفسر ارتداده وتعزيز مكانته ملاذًا آمنًا في ظل هذه التوقعات.

مؤشرات السوق ودور المستثمرين في دعم ارتفاع أسعار الذهب

أكد صندوق “إس.بي.جي.آر جولد تراست”، وهو أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته قد ارتفعت بنسبة 1.32 بالمئة لتصل إلى 990.56 طن يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2022، مما يعكس رغبة المستثمرين المتزايدة في الالتزام بالمعدن كأداة تحوطية ضد المخاطر الاقتصادية. وفي سياق متصل، دعت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضرورة خفض «جاد للغاية» لأسعار الفائدة، منتقدًا مجلس الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول على عدم اتخاذ خطوات سريعة في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى انتقاده لتكاليف تجديد مقر البنك المركزي في واشنطن. هذه التلميحات أضافت إلى حالة التفاؤل التي تسبق بيانات سوق العمل المنتظر صدورها الجمعة، والتي ستؤثر على مدى حجم خفض الفائدة المتوقع لتلبية الأوضاع الاقتصادية.

تأثير بيانات الوظائف والتوترات التجارية على أسعار الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

التركيز في الأسواق حاليًا يتجه نحو تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس، الذي تتوقع استطلاعات رويترز نموًا بحوالي 78 ألف وظيفة مقابل 73 ألفًا في يوليو، وهي أرقام قد تؤثر بشكل مباشر على قرار السياسة النقدية ومرونة خفض الفائدة. إضافة إلى ذلك، يشكل النزاع التجاري وعدم اليقين الناتج عن إعلان إدارة ترامب طلب إصدار حكم عاجل من المحكمة العليا بشأن الرسوم الجمركية المثيرة للجدل، عامل توتر جديد في الأسواق العالمية. وقد انعكس هذا المناخ على أداء المعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 بالمئة لتستقر عند 40.81 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 0.6 بالمئة إلى 1412.30 دولار، والبلاديوم بنسبة 1 بالمئة إلى 1145.69 دولار.

• ثقة المستثمرين ترتفع مع توقع خفض سعر الفائدة
• حيازات صناديق الذهب تسجل مستويات تاريخية
• انتظار بيانات الوظائف لتحديد اتجاه السياسة النقدية
• توترات تجارية تضيف بعدًا غير مؤكد للسوق

تُظهر هذه المعطيات كيف أن أسعار الذهب في تصاعد متواصل مدعومة بتوقعات السوق المرتبطة بخفض الفائدة الأمريكية وخطط المستثمرين لتعزيز تواجدهم في المعدن الأصفر، الذي يظل مؤشرًا قويًا على حالة الاقتصاد العالمي وتحولات السياسة النقدية، مترافقًا مع مؤشرات متباينة في أداء المعادن النفيسة الأخرى التي تعكس التوازن الحذر في الأسواق العالمية.