وترقب السوق.. وول ستريت تراقب تحركات المستثمرين مع بداية سبتمبر

تقلبت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ مع بداية الأسبوع الجديد، في ظل تقييم المستثمرين لأحدث التطورات المتعلقة بالتجارة، مستهلين بذلك شهراً تاريخياً ضعيف الأداء للأسهم الأمريكية. شهدت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز ارتفاعاً بنحو 41 نقطة أي ما يعادل 0.09% قبل أن تتراجع إلى مستويات سالبة، وعرفت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً بنسبة 0.12% قبل أن تخسر هذه المكاسب، في حين زادت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.13% قبل أن تستقر دون تغير واضح.

التقلبات في العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وتأثير التعريفات الجمركية

شهدت تحركات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية انعكاس ردود الفعل عقب صدور حكم من محكمة استئناف فيدرالية يوم الجمعة بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب؛ حيث قضت المحكمة بأغلبية 7-4 بأن السلطة الحصرية لفرض رسوم جمركية شاملة تعود للكونغرس فقط، واعتبر ترامب القرار “متحيزاً للغاية” معلناً عزمه الطعن أمام المحكمة العليا الأمريكية. وفي سياق متصل، أشار أنيكيت شاه، رئيس قسم الاستدامة واستراتيجية التحول في جيفريز، إلى أن قرار المحكمة العليا المحتمل بشأن استخدام قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية في حالات الطوارئ (IEEPA) للرسوم الجمركية المتبادلة قد يخفف من احتمال تصعيد رسوم جمركية واسعة النطاق، الأمر الذي يُعتبر إيجابيًا للسوق بصفة عامة، لكنه حذر من زيادة حالة عدم اليقين على المدى القصير، مع احتمال إعادة التفاوض على بعض الاتفاقيات التجارية.

هذه التطورات قد تؤثر على معنويات المستثمرين مع بداية شهر تداول جديد، خاصة مع سجل تاريخي يُظهر أن شهر سبتمبر هو الأسوأ أداءً للأسهم الأمريكية؛ إذ انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.2% خلال السنوات الخمس الماضية، وبمعدل 2% خلال العقد الأخير. عقب هذه الأحداث، استمرت تقلبات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في السيطرة على حركة السوق وسط اضطرابات سياسية وتجارية.

تقلبات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وسط تحديات استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

زاد مستوى القلق من حالة عدم اليقين التي تواجه الأسواق، خاصة مع التساؤلات المتزايدة حول مستقبل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وسط محاولات إدارة ترامب لإقالة بعض المسؤولين في البنك المركزي. فعلى سبيل المثال، انتهت جلسة استماع قضائية يوم الجمعة رفضت السماح لترامب بإقالة ليزا كوك بشكل مؤقت دون صدور حكم قضائي. ومن المنتظر عقد جلسة استماع أخرى لستيفن ميران، مرشح ترامب، أمام لجنة المصارف في مجلس الشيوخ بأوائل سبتمبر.

وعلى الرغم من هذه الأجواء المتوترة، شهدت وول ستريت أداء قوياً خلال أغسطس الماضي، إذ ارتفع مؤشر داو جونز بأكثر من 3%، وزاد مؤشر ستاندرد آند بورز حوالي 2%، بينما سجل مؤشر ناسداك، المتخصص في أسهم التكنولوجيا، ارتفاعاً بنسبة 1.6%. ويُعد أغسطس الشهر الرابع على التوالي لتحقيق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب. ويراقب المتداولون بحذر تقرير الوظائف لشهر أغسطس المُرتقب صدوره يوم الجمعة، لمعرفة تأثيره على قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة المنتظر منتصف الشهر المقبل.

توقعات زيادة قيمة الأسهم الأمريكية وتأثيرها على تقلبات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية

تنبأ محللو شركة إيفركور “آي إس آي” بأن مؤشر سوق الأسهم الأمريكي الأوسع نطاقًا سيواصل مسيرته الصاعدة حتى نهاية عام 2026، نتيجة الحماس العالمي المتزايد تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي التي من المتوقع أن تحدث تحولات جوهرية في الاقتصاد والأسواق. وقدرت الشركة، في مذكرة صادرة يوم الاثنين، أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 سيصل إلى مستوى 7750 نقطة بنهاية العام المقبل، محققًا ارتفاعًا بنسبة 20% مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي، معتبراً المرحلة القادمة “ثورة تكنولوجية جديدة”.

وقد وضعت إيفركور عدة سيناريوهات للمستقبل، تتراوح بين تحقيق المؤشر 9000 نقطة إذا تحسنت ثقة المستثمرين والمستهلكين، إلى تراجع المؤشر إلى 5000 نقطة حال استمرار ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي المعتاد. فيما تم رفع توقعات إيفركور لعام 2025، حيث حددت مستهدف نهاية العام المقبل عند 6250 نقطة، وهو أقل قليلاً من متوسط توقعات السوق عند 6370 نقطة، وأيضاً أدنى من مستوى الإغلاق الأخير عند 6460 نقطة.

العام توقع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الاحتمالات
2024 7750 نقطة ارتفاع 20% مدعوم بالذكاء الاصطناعي
2025 6250 نقطة زيادة متوسطة دون تخطي التوقعات
مع عدة سيناريوهات 9000 – 5000 نقطة تعتمد على ثقة المستثمرين والتضخم

وعلى الجانب الآخر من الأسواق، تواصل مبيعات شركة تيسلا تراجعها في عدة أسواق أوروبية خلال أغسطس، مقابل ارتفاع مستمر في مبيعات الشركات الصينية المنافسة، ما يُظهر ضغطًا إضافيًا على الأسواق وسط تقلبات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية. ففي فرنسا، هبطت مبيعات سيارات الشركة بنسبة 47.3% مقارنة بالعام الماضي، مع نمواً في سوق السيارات بنسبة 2.2%. كما سجلت مبيعات تيسلا انخفاضًا حادًا في السويد والدنمارك بنسبة تزيد عن 84% و42% على الترتيب، بينما لم تُعلن أرقام ألمانيا والمملكة المتحدة حتى الآن. وفي النرويج، على العكس من ذلك، ارتفعت مبيعات تيسلا بمعدل 21.3%، لكنها شهدت تراجعاً مقارنة بارتفاع منافستها الصينية “بي واي دي” بنسبة 218%.

تجدر الإشارة إلى أن البيانات التي صدرت عن فرنسا والدنمارك والسويد كشفت أن السيارة المحدثة “موديل واي” لم تُسهم بشكل ملحوظ في وقف هبوط مبيعات تيسلا، ما يعكس تحديات إضافية تواجه الشركة في الأسواق الأوروبية. وفي خضم هذه التقلبات، تتداخل العوامل السياسية والتجارية والاقتصادية لتعكس حالة عدم استقرار مؤقتة في تحركات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بشكل عام.

  • تقييم المستثمرين للتطورات التجارية يؤثر بشكل مباشر على تقلبات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية
  • الحكم القضائي الأخير حول التعريفات الجمركية يزيد من حالة عدم اليقين في السوق
  • استقلالية الاحتياطي الفيدرالي تعتبر عاملاً مؤثرًا في توقعات المستثمرين
  • توقعات شركات التحليل تؤكد احتمالية نمو ملحوظ لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال السنوات القادمة
  • مبيعات تيسلا في أوروبا تواجه تحديات قوية وسط تنافس الشركات الصينية وتذبذب الطلب