اللجنة الثالثة.. إعلان رسمي عن مهنة أحمد سهروني السياسية في البرلمان

أحمد ساهروني وتحوير منصبه في مجلس النواب من نائب رئيس اللجنة الثالثة إلى الأولى أثار اهتمامًا واسعًا في الساحة السياسية، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها مؤخراً وأدت إلى نقاشات حول دوافع هذا التغيير. هذه الخطوة التي جرت في 29 أغسطس 2024 تندرج ضمن حركة تجديد داخلية في حزب ناسديم؛ وهو ما شرحها الأمين العام للحزب هيرماوي تسليم بأنها ليست طفرة، بل تناوب طبيعي ضمن الآليات التنظيمية للحزب.

تغير منصب أحمد ساهروني داخل لجنة مجلس النواب وأثره السياسي

في إطار حركة التناوب التي شملت أعضاء مجلس النواب، تم تحوير النائب عن حزب ناسديم، أحمد ساهروني، من نائب رئيس اللجنة الثالثة التي تتناول قضايا القانون وحقوق الإنسان والأمن إلى اللجنة الأولى، التي لها مهام رقابية أكبر. جاء هذا التحوير في سياق حركة تجديد داخلية لتجديد الدماء وتعزيز كفاءة العمل البرلماني، وهو ما أكده هيرماوي تسليم مؤكداً أنه لا يوجد ما يسمى طفرة، بل تحديث طبيعي وروتيني. الجدير بالذكر أن ه. روسدي ماسي ماباسيو هو الذي استلم منصب نائب رئيس اللجنة الثالثة، قادماً من اللجنة الرابعة، ليبدأ العمل بهذا التناوب منذ 29 أغسطس الجاري.

لكن هذا التغيير لم ينفصل عن الجدل الساخن الذي أثير إثر تصريحات أحمد ساهروني خلال زيارة عمل في شرطة شمال سومطرة بتاريخ 22 أغسطس، حيث أشار إلى أن فكرة حل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية تعكس عقلية “tolol” أي غبية بالعامية، مما أثار ردود فعل واسعة في الساحة العامة والنقد السياسي. قال ساهروني في حديثه: “العقل البشري مرتبط بالتحكم والسيطرة على الشعوب في العالم. الشخص الذي يصر على حل المجلس هو نفسه من يريد السيطرة العالمية”.

رحلة أحمد ساهروني من البدايات المتواضعة إلى مجلس النواب

وُلد أحمد ساهروني في 8 أغسطس 1977 في منطقة تانجونغ بريوك، جاكرتا؛ وهي منطقة معروفة ببساطتها وأهلها ذوي الدخل المحدود، حيث كان والده ووالدته يعملان في بيع أرز بادانج داخل المنطقة الساحلية. منذ طفولته، خاض مراحل متعددة من العمل الشاق، شملت مهنة تلميع الأحذية، وسائق ينقل أطفال المدارس، ثم عمل كسائق سيارة أجرة مظلة، وهو نموذج للعمل الدؤوب لمساعدة الأسرة في مواجهة التحديات الاقتصادية.

قبل توجهه إلى التعليم العالي، عمل ساهروني في غسل الزجاج على متن يخت أجنبي، ثم تطورت خبرته المهنية تدريجياً. بعد إنهاء الدراسة الثانوية، التحق بكلية العلوم الاقتصادية في Pelita Bangsa وحصل على شهادة البكالوريوس عام 2009، ثم تابع دراسته للحصول على الماجستير من InterStudi Stickom في 2020، ولم يكتفِ بذلك بل أنهى درجة الدكتوراه من جامعة بوروبودور في جاكرتا عام 2024.

قبل انخراطه في الحياة السياسية، عمل أحمد ساهروني كسائق شاحنة لنقل الوقود داخل إحدى الشركات، حيث تمكن من التفوق والحصول على مناصب قيادية متعددة حتى وصل إلى مدير العمليات، ثم المدير العام لعدة شركات متخصصة في نقل زيت الوقود، مثل PT. ساغاكوس إنتيك و PT. إيكاسامودرا ليما.

المسيرة السياسية والنشاط الحزبي لأحمد ساهروني في حزب ناسديم

بدأ أحمد ساهروني مسيرته السياسية في 2013 عندما انضم إلى حزب ناسديم، لتنطلق بعدها رحلته البرلمانية. بعد عام، فاز بمقعد في مجلس النواب الإندونيسي ممثلاً للدائرة الثالثة في منطقة دي كي آي جاكرتا. دوره البرلماني ابتدأ في اللجنة الحادية عشرة، ثم تم نقله إلى اللجنة الثالثة المعنية بالقانون وحقوق الإنسان والأمن، حيث خدم بجد واجتهاد.

في عام 2019، تم تعيينه نائبًا لرئيس اللجنة الثالثة لمجلس النواب، وهو المنصب الذي أعيد انتخابه فيه لفترة أخرى، مما يعكس ثقة حزبه بأدائه ومساهمته البرلمانية. بجانب نشاطه التشريعي، شغل ساهروني أيضاً منصب أمين الخزانة العام في حزب ناسديم DPP منذ 2019، مما يبرز دوره التنظيمي داخل هيكل الحزب.

• التحوير السياسي لأحمد ساهروني جاء ضمن حركة تجديد داخلية طبيعية.
• تصريحاته الأخيرة أثارت جدلاً سياسياً واسعاً وتوجّه نقدي لأفكار السيطرة العالمية.
• بدأ حياته المهنية من الوظائف البسيطة ووصل إلى مناصب قيادية وتجارية ناجحة.
• نشاطه الحزبي والسياسي متواصل ويتمتع بثقة الحزب وأعضائه.

رحلة أحمد ساهروني من طفل ينتمي لأسرة بسيطة تعمل في بيع الطعام إلى رائد أعمال ناجح وسياسي بارز تجسد مدى الإصرار على النجاح رغم كل الصعوبات، وهو مثال حي على أن البدايات المتواضعة لا تعيق التقدم على المسرح الوطني.