ارتفاع النفط.. تأثر الأسعار باضطرابات الإمدادات وهبوط الدولار

أسعار النفط ترتفع بسبب اضطرابات الإمدادات وتراجع الدولار

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من واحد بالمئة اليوم “الاثنين” نتيجة المخاوف من تعطل الإمدادات عقب تكثيف الضربات الجوية بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب تراجع قيمة الدولار الأمريكي، مما جعل النفط أقل تكلفة للمشترين بحيازات عملات أخرى؛ حيث صعد خام برنت 83 سنتاً، بنسبة 1.2% ليبلغ 68.31 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 83 سنتاً، بمعدل 1.3% إلى 64.84 دولار للبرميل؛ في ظل توقعات بتداول هادئ بسبب عطلة رسمية في الولايات المتحدة.

تأثير الصراعات الجوية الروسية الأوكرانية على أسعار النفط

تشكل الضربات الجوية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا عاملاً حاسماً في ارتفاع أسعار النفط، حيث تخشى الأسواق اضطرابات محتملة في الإمدادات؛ فالأسابيع الأخيرة شهدت تصعيداً من خلال استهداف منشآت الطاقة الحيوية في الشمال والجنوب الأوكراني بواسطة الطائرات المسيّرة الروسية، وردت كييف بتهديدات بضربات عميقة داخل الأراضي الروسية. هذا التصعيد أدى إلى ضغط متزايد على البنية التحتية للطاقة، مما أثر سلباً على تدفقات النفط الروسية التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها في أربعة أسابيع، مسجلةً 2.72 مليون برميل يومياً وفق بيانات تعقب الناقلات. هذه التطورات تؤجج القلق بين المستثمرين بشأن مستقبل إمدادات النفط، مما يدعم ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية.

دور تراجع الدولار وتجاذبات سوق النفط وسط مؤتمرات دولية واجتماعات أوبك+

يلعب تراجع الدولار دوراً مهماً في ارتفاع أسعار النفط؛ إذ هبط الدولار الاثنين إلى أدنى مستوى خلال خمسة أسابيع، مما يجعل النفط أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، ويحفز الطلب على السلع الأولية. رغم ذلك، يظل التداول ضعيفاً هذا الأسبوع بسبب عطلة رسمية في الولايات المتحدة. من ناحية أخرى، يجذب اجتماع تحالف أوبك+ المقرر في 7 سبتمبر اهتمام المستثمرين، لا سيما بعد أن سجل الخامان انخفاضاً شهرياً في أغسطس لأول مرة بعد أربعة أشهر متواصلة من التراجع بنسبة تفوق 6%، بسبب زيادة إنتاج تحالف أوبك+، التي تضغط على الأسعار. ويأتي ذلك في ظل تركيز المستثمرين على القمة الإقليمية التي تجمع الزعماء؛ الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في بكين، ما يضيف مزيداً من التعقيد لسوق النفط العالمية.

توقعات الأسواق العالمية والتحديات التي تواجه أسعار النفط في نهاية 2025 وبداية 2026

تشير تحليلات بنك إتش.إس.بي.سي إلى توقعات بارتفاع مخزونات النفط في الربع الأخير من عام 2025 والربع الأول من 2026، مع وجود فائض يصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً، ما يضع ضغطاً نزولياً على الأسعار. كذلك، كشفت استجابة استطلاع رويترز أن فرص اكتساب أسعار النفط زخم صعودي حقيقى خلال بقية العام ضئيلة، نظراً لتزايد الإنتاج لدى كبار المنتجين العالميين، إلى جانب التهديدات المستمرة بفرض رسوم جمركية أمريكية تُقلل من نمو الطلب العالمي. بالإضافة إلى ذلك، سيشكل تقرير سوق العمل الأمريكي القادم مؤشراً مهماً لصحة الاقتصاد الأمريكي، وقد يؤثر بصورة مباشرة على ثقة المستثمرين، خصوصاً فيما يتعلق بتوقعات خفض أسعار الفائدة قريباً، الأمر الذي يعزز شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، ومنها السلع الأولية.

الخام السعر الحالي (دولار/البرميل) النسبة المئوية للارتفاع
خام برنت 68.31 1.2%
خام غرب تكساس الوسيط 64.84 1.3%
  • تكثيف الضربات الجوية الروسية والأوكرانية يؤثر على إمدادات النفط
  • تراجع الدولار يدعم ارتفاع أسعار النفط
  • زيادة إنتاج أوبك+ يضغط على الأسعار على المدى القصير
  • توقعات بزيادة المخزونات النفطية وفائض العرض في نهاية 2025
  • تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على تقلبات السوق

تمثل التوترات بين روسيا وأوكرانيا حالة من عدم الاستقرار بالنسبة لسوق النفط العالمي، لا سيما مع استمرار انخفض التدفقات النفطية الروسية، وتزامن ذلك مع تحركات تحالف أوبك+ بشأن الإنتاج، والانخفاض النسبي للدولار الأمريكي، الذي يجذب المشترين من خارج منطقة الدولار، مما يدفع أسعار النفط للارتفاع؛ بينما لا تزال التحديات مثل زيادة المخزونات والفوائض المحتملة تهدد بخفض الأسعار في المستقبل القريب، في ظل اهتمامات متزايدة بسير الاقتصاد العالمي وتأثيره على الطلب العالمي على النفط.