خرافات المعاشات.. فهم غير دقيق يؤدي إلى قرارات تقاعدية خاطئة

المفاهيم الخاطئة حول أنظمة المعاشات التقاعدية تمثل تحدياً كبيراً أمام ضمان استقرار المؤمن عليهم والمتقاعدين، لذا تؤكد الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية التزامها الكامل بدعم وتحسين جودة حياة هذه الفئات عبر حملات توعوية شاملة توفر معلومات موثوقة تمكنهم من التخطيط المالي السليم لفترات تقاعدهم.

تصحيح المفاهيم الخاطئة حول توزيع معاش المرأة في أنظمة المعاشات التقاعدية

تسعى الهيئة إلى تصحيح العديد من المعلومات المغلوطة التي تنتشر عن أنظمة المعاشات التقاعدية، وأبرزها ما يتعلق بتوزيع معاش المرأة بعد وفاتها؛ إذ يعتقد البعض أن المعاش يتوقف ولا يُوزع على أسرتها، في حين أن الحقيقة تؤكد انتقال المعاش إلى المستحقين من أفراد الأسرة، مما يضمن استمرار الدعم المالي لهم، ولا يقتصر ذلك على الزوج وحده، بل يشمل جميع من لهم حق استحقاق. كما تشير الهيئة إلى أنه في حال حصول الزوجين على معاشات تقاعدية من الهيئة، تقتصر المستحقات على المعاش الأعلى قيمة، نظراً لأن القانون يمنع الجمع بين معاشين من الهيئة ذاتها. كما أن تصور أن المعاش التقاعدي ميراث تقليدي بعيد عن الدقة؛ إذ يخضع المعاش لقوانين محددة لتنظيم استحقاقاته وليس لقواعد الإرث الشرعي، حيث ينص القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 1999 للمعاشات والتأمينات الاجتماعية وتعديلاته على شروط محددة في التوزيع، مثل حق الابن في استلام نصيبه حتى عمر 21 سنة مع وجود تفاصيل خاصة، في حين تستمر الابنة في تلقي حصتها بعد هذا العمر ما لم تتزوج أو تعمل، ويتم توزيع المعاش على الأبناء بالعدل بين الذكر والأنثى، اعتماداً على مبدأ الدعم حسب الحاجة لا حسب تقاليد الميراث.

فهم الاستحقاقات الصحيحة بين المعاش التقاعدي ومكافأة نهاية الخدمة

يوجد اعتقاد شائع خاطئ بأن المؤمن عليهم يمكنهم اختيار الحصول بين المعاش التقاعدي أو مكافأة نهاية الخدمة، وهذا غير دقيق؛ فحق الاستحقاق مرتبط مباشرة بمدة الخدمة أو السن أحياناً، فالموظف الذي أمضى 19 سنة و11 شهراً في الخدمة يستحق مكافأة نهاية الخدمة، إلا أن إضافة يوم واحد فقط تمنحه الحق في المعاش التقاعدي، حيث يُحسب جزء الشهر كشهر كامل وفق القانون، ما يبرز كيف أن فارق يوم واحد قد يؤثر بشكل جذري على الاستحقاقات. كذلك، فإن فكرة حصول المتقاعد على المعاش ومكافأة نهاية الخدمة معاً غير صحيحة، حيث يحصل المؤمن عليه عادة على أحدهما فقط، ويُعد الاستثناء لمن تجاوزت مدة خدمته 35 عاماً، حيث يستحق المعاش التقاعدي إضافة إلى مكافأة تعادل ثلاثة أشهر راتب حساب المعاش عن كل سنة تزيد على هذه المدة، تقديراً لعطائه المهني الطويل.

آلية احتساب المعاش التقاعدي وكيفية تجنب المفاهيم المغلوطة

تؤكد الهيئة أن المعاش التقاعدي لا يعادل مجرد آخر راتب حصل عليه الموظف، بل يُحسب وفق آلية واضحة تتضمن خطوات محددة تبدأ بتحديد راتب حساب الاشتراك، ثم احتساب متوسطه، بعدها تَطبيق النسبة المحددة بناءً على سنوات الخدمة. على سبيل المثال، يحظى الموظف الذي أمضى 15 سنة في الخدمة بمعاش نسبته 60% من متوسط راتب حساب الاشتراك، ويضاف له 2% عن كل سنة خدمة إضافية، ما يضمن شفافية وعدالة في احتساب المعاشات. يمكن بيان ذلك من خلال الجدول التالي:

مدة الخدمة (بالسنوات)نسبة المعاش من متوسط راتب الاشتراك
15 سنة60%
سنة إضافية واحدة+2%

كما توضح الهيئة أن الالتزام بتوضيح هذه المفاهيم الخاطئة يعزز قدرة المؤمن عليهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن تقاعدهم، ويحول دون التأثير السلبي الذي قد ينجم عن المعلومات المغلوطة التي تضعف أمنهم المالي في المستقبل.

  • المعاشات تستند إلى قوانين واضحة لا إلى إرث شرعي
  • حق التوزيع يعتمد على شروط الاستحقاق المحددة في القانون
  • الاستحقاق بين المعاش التقاعدي ومكافأة نهاية الخدمة مرتبط بمدة الخدمة بدقة
  • احتساب المعاش يتبع خطوات منهجية تضمن العدالة والشفافية