تراجع النفط.. الأسعار تنخفض وسط زيادة المخاوف من تخمة المعروض والتوترات الجيوسياسية

انخفضت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً مع تركيز المتعاملين على مخاطر تخمة المعروض والتوترات الجيوسياسية التي تؤثر على السوق العالمي، حيث اتجه خام برنت إلى مستوى 67 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 64 دولاراً، في ظل الضغوط الأميركية على الهند لوقف وارداتها من النفط الروسي عبر تشديد الرسوم الثانوية، وذلك قبل اللقاء المرتقب بين رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام قمة إقليمية تُعقد في الصين.

تأثير تخمة المعروض والتوترات الجيوسياسية على أسعار النفط

شهدت أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً بعد تسجيلها هبوطاً شهرياً في أغسطس، مع تصاعد المخاوف من تخمة المعروض في الأسواق العالمية والتوترات الجيوسياسية المستمرة، خاصة مع زيادة الإمدادات من تحالف أوبك+ الذي يشمل روسيا. ويأتي هذا التراجع في ظل ترقب المستثمرين رد فعل تحالف المنتجين الذي يخطط لعقد اجتماع افتراضي في 7 سبتمبر لبحث الخطوة المقبلة في التحكم بالإنتاج. توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يواجه السوق تخمة قياسية في المعروض خلال العام المقبل، مما يزيد الضغط على الأسعار. قال غاو مينغيو، كبير محللي الطاقة في شركة SDIC Essence Futures: “ينصب التركيز الآن على الاجتماع المرتقب لتحالف أوبك+، حيث سيتم مناقشة إمكانية إعادة التخفيضات الطوعية البالغة 1.65 مليون برميل يومياً في الإنتاج، وبعد انتهاء موسم الذروة سيتضح بشكل أكبر ضغط فائض المعروض في سوق النفط”.

الهند تمسك علاقاتها النفطية مع روسيا رغم الضغوط الأميركية

تأتي جهود الولايات المتحدة للضغط على الهند لوقف واردات النفط الروسي في إطار محاولة أوسع لوقف دعم روسيا في الصراع الحالي، غير أن نيودلهي أكدت تمسكها بالعلاقات النفطية مع موسكو، ووصفت الخطوات الأميركية بأنها “غير عادلة وغير منطقية وغير مبررة”. وفي الوقت ذاته، يواصل المنتجون المحليون في الهند شراء النفط الروسي، رغم تسجيل صفقات محدودة لشراء شحنات نفط أميركية بأسعار انتهازية. تأتي هذه الخطوات في ظل تصور أن الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة قد تؤثر سلباً على الطلب العالمي على الطاقة، حيث انخفض النفط القياسي العالمي بنحو 10% منذ بداية العام.

• تعزيز العلاقات النفطية بين الهند وروسيا رغم الضغوط الأميركية
• شراء الخام الروسي مقابل صفقات أمريكية محدودة
• تصاعد المخاوف من تأثير الحرب التجارية على الطلب العالمي

تداعيات السياسة الأميركية على سوق النفط العالمي وأسواق الاستثمار

تزامناً مع الإجراءات الأميركية المشددة ضد الهند، خفضت صناديق التحوّط مراكزها الشرائية في الخام الأميركي إلى أدنى مستوى خلال 18 عاماً، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاوف من فائض الإمدادات المتوقع. وقد أكد بيتر نافارو، المستشار التجاري في البيت الأبيض، في مقابلة مع “فوكس نيوز صنداي” أن نيودلهي تغذي “آلة الحرب الروسية”، متهمًا إياها باستخدام النفط كأداة دعم للكرملين، ووصفها بأنها “غسالة أموال”. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن لم تفرض رسوماً مماثلة على الصين، ما يعكس تعقيدات السياسة الدولية ضمن الصراع المستمر في أوكرانيا. ولم يستبعد غاو مينغيو أن تستمر الضغوط النازلة على أسعار النفط ما لم تحدث اضطرابات جيوسياسية إضافية، مشيراً إلى حساسية السوق لتوازن العرض والطلب في الوقت الراهن.