القرآن الكريم: مبادرة اليوم العالمي للسرد القرآني ودورها في نشر القيم الإسلامية تعد مبادرة اليوم العالمي للسرد القرآني من أبرز الفعاليات التي ينظمها الأزهر الشريف لتعزيز صلة الأجيال الجديدة بالقرآن الكريم وتفسير معانيه العميقة، حيث أعلنت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بإشراف الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر عن إطلاق النسخة الثانية من المبادرة في رحاب الأزهر، بهدف نشر العلم الشرعي وتعميق القيم الإسلامية في نفوس الشباب.
أهداف مبادرة اليوم العالمي للسرد القرآني في تعزيز القيم الإسلامية
تتخطى مبادرة اليوم العالمي للسرد القرآني حدود التلاوة التقليدية للقرآن الكريم لتصل إلى غرس القيم القرآنية النبوية في نفس كل مشارك، حيث تُعتبر هذه المبادرة جسرًا يربط الأجيال الجديدة بنصوص الله تعالى لتكون منهاج حياة وسراجًا ينير دروبهم. ويكتسب اختيار شهر ربيع الأول أهمية كبيرة إذ يوافق ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله هاديًا للناس بالقرآن الكريم نورًا يهدي البشرية. يشدد الدكتور محمد الضويني على أن السرد القرآني ليس فقط تلاوة، بل هو امتداد لسنة النبي الكريم، معيدًا إحياء القيم العالية التي تبقى منارة للأمة عبر العصور، ويشجع فهم القرآن بشكل عملي يتماشى مع حياة المسلم اليومية وتوجيهاته الأخلاقية والاجتماعية.
مشاركة كبيرة من داخل مصر وخارجها في اليوم العالمي للسرد القرآني
شهدت النسخة الثانية من اليوم العالمي للسرد القرآني تفاعلًا وحضورًا مميزًا، حيث شارك نحو 86 ألف فرد من مصر ودول مختلفة، معبرين عن النجاح المتزايد للمبادرة التي خصص الأزهر يوم 30 أغسطس من كل عام للاحتفال بها على المستوى العالمي. تشارك في المبادرة عدة مؤسسات وجهات داخل مصر وخارجها، من بينها:
- مكاتب تحفيظ القرآن الأهلية تحت رعاية الأزهر
- المعاهد الأزهرية الحكومية والخاصة بالمحافظات المختلفة
- المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف داخل مصر وخارجها
- مجمع البحوث الإسلامية ومدينة البعوث وجامعة الأزهر
- مؤسسات ومراكز إسلامية متنوعة على مستوى العالم
يمتد تأثير المبادرة ليشمل دولاً مثل إندونيسيا ونيجيريا وأوغندا والصومال والعراق وجنوب إفريقيا وتشاد والنيجر وتنزانيا، مما يرسخ مكانتها كحدث عالمي يوحد المسلمين حول رسالة القرآن الكريم.
تطوير تجربة اليوم العالمي للسرد القرآني في نسخته العالمية الثانية
تُعد النسخة الثانية من اليوم العالمي للسرد القرآني تتويجًا للنجاحات العديدة التي حققتها النسخة الأولى، إذ تم سرد القرآن الكريم كاملاً في جلسة واحدة تاريخية في مصر، مع توسع المشاركة لتشمل أفرادًا من مختلف الدول، مما أضفى بعدًا عالميًا لترديد الترتيل القرآني تباعًا وفي وقت متزامن. يركز الحدث على تدريب المشاركين على الترتيل الصحيح للقرآن وتعليمهم فهم معانيه وربطها بحياتهم اليومية، مما يعزز الانتماء للأمة الإسلامية ويقوي الروابط بين الأجيال المختلفة والعلماء.
عدد المشاركين | التوزيع الجغرافي |
---|---|
85,784 | داخل مصر وخارجها |
دعت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم كافة طلاب وطالبات المعاهد، ومكاتب تحفيظ القرآن، وكذلك الأفراد من مختلف الفئات إلى المشاركة لتوسيع الأثر المجتمعي للمبادرة.
أثر اليوم العالمي للسرد القرآني في نشر القيم الإسلامية وتعميقها
يسهم اليوم العالمي للسرد القرآني في تعزيز قيم عظيمة في المجتمع الإسلامي، مثل الصبر، والعدل، والأخلاق الطيبة، والتسامح، عبر وسيلة تربوية فعالة تمكن الشباب من تعلم تعاليم القرآن بشكل عملي بعيدًا عن الحفظ المجرد، ليتحول القرآن إلى منهج حياة حقيقي. كما تعمل المبادرة على إحياء روح التلاوة والتدبر في نفوس المشاركين، وربط ذلك بالبعد الروحي والاجتماعي، بالإضافة إلى:
- تعزيز الوعي الديني لدى الأطفال والشباب
- تشجيع القراءة اليومية المنتظمة للقرآن الكريم
- دعم التواصل والتنسيق بين المؤسسات التعليمية والدينية محليًا وعالميًا
ويجدر بالذكر أن تلاوة القرآن الكريم تلعب دورًا جوهريًا في حياة المسلم، فهي لا تقتصر على الجانب الروحي، بل تمتد لتعزيز الشخصية وتنمية قيم هادفة كالتمسك بالتقوى وفهم أحكام الشرع، والتمييز بين الحق والباطل وفقًا لهدي الله سبحانه وتعالى. وفي هذا السياق، يمثل السرد القرآني وسيلة فريدة تجمع بين التعلم والروحانية، مساعدة الأفراد على السير في طريق الهداية بثقة واطمئنان.
يمثل يوم السرد القرآني العالمي نموذجًا حيًا لمجهودات الأزهر الشريف المتواصلة لنشر القرآن الكريم وتعزيز القيم القرآنية النبوية بين الأجيال الجديدة، إذ توحد هذه المبادرة الأفراد من مختلف بقاع العالم في تجربة روحية ومعرفية تعزز الهوية الإسلامية وترسخ ثقافة التلاوة والتدبر وتفعيل دور القرآن في الحياة اليومية.