القصور الذاتي.. كيف تعزز بريطانيا استقرار شبكتها الكهربائية بوسائل جديدة؟

تسخير تقنية عجلات القصور الذاتي لتثبيت الشبكة الكهربائية في بريطانيا يمثل حلًا مبتكرًا لضمان استقرار الإمدادات الكهربائية في ظل التطور السريع نحو الطاقة المتجددة، حيث تعتمد هيئة تشغيل الشبكة الوطنية للطاقة على هذه الأجهزة لتلافي الانقطاعات الكهربائية والتعامل مع تقلبات العرض والطلب. تقنية عجلات القصور الذاتي، التي تعود أصولها إلى العصور القديمة، تخزن الطاقة الحركية عبر دوران كتلة معدنية كبيرة بسرعة عالية، لتوفير خصائص القصور الذاتي الشبيهة بتلك التي توفرها التوربينات التقليدية.

دور عجلات القصور الذاتي في تعزيز استقرار الشبكة الكهربائية البريطانية

في الماضي، كانت محطات الفحم والغاز توفر استقرار الشبكة الكهربائية عبر مولدات ضخمة تحافظ على تردد التيار الكهربائي وتمنع الاضطرابات المفاجئة، أما الآن فقد تغيرت المعادلة مع تزايد الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية التي تفتقر بطبيعتها إلى خاصية القصور الذاتي، ما يزيد من تعرض الشبكات الكهربائية لتقلبات في الجهد والتردد. تجلت خطورة هذه المشكلة في أوروبا بوضوح، حيث شهدت شبكتا إسبانيا والبرتغال في أبريل 2025 انقطاعًا واسع النطاق نتيجة عجزهما عن مواجهة حدة التذبذبات الكهربائية، كما واجهت بريطانيا انقطاعًا جزئيًا مماثلًا عام 2019 دفعها لإطلاق برنامج رائد عالميًا يستهدف التعاقد على مشاريع تعزز تثبيت الشبكة.

مشاريع فعالة باستخدام عجلات القصور الذاتي لتثبيت الشبكة الكهربائية في بريطانيا

تتبنى بريطانيا اليوم مشاريع رائدة مثل «الحديقة الخضراء للشبكة» التي تديرها شركة ستاتكرافت في ليفربول، حيث تستخدم عجلات قصور ذاتي ضخمة تصل كتلة الواحدة منها إلى 40 طنًا، قادرة على توفير ما يقرب من 1% من احتياجات القصور الذاتي للشبكة الكهربائية الوطنية، مما يحسن من القدرة على التعامل مع التذبذبات بسرعة وفعالية. مع خطط الحكومة لرفع نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة إلى 95% بحلول عام 2030، والسعي نحو شبكة كهربائية بلا انبعاثات كربونية في العقد القادم، من المتوقع توسع هذه المشاريع بشكل كبير لتلبية الطلب المتزايد، الذي يتزامن مع زيادة استخدام السيارات الكهربائية وتوسع مراكز البيانات.

العنصرالتفاصيل
وزن عجلة القصور الذاتي40 طنًا
النسبة المأمونة للشبكة1% من القصور الذاتي
هدف الاعتماد على الطاقة المتجددة95% بحلول 2030
الهدف طويل المدىشبكة كهربائية خالية من الانبعاثات

تحديات وتطلعات عجلات القصور الذاتي في دعم الشبكة الكهربائية المتجددة

على الرغم من التقدم الملموس نحو دمج تقنية عجلات القصور الذاتي لتثبيت الشبكة الكهربائية في بريطانيا، إلا أن الخبراء يحذرون من أن وتيرة توسع هذه الحلول لا تزال أبطأ من المطلوب للتعامل مع التغيرات السريعة في مزيج الطاقة، لا سيما مع ازدياد أحمال السيارات الكهربائية وانتشار مراكز البيانات التي ترفع الطلب على الكهرباء بشكل مستمر. ورغم هذه المعوقات، تبقى بريطانيا وأيرلندا من الدول الرائدة في أوروبا التي تستثمر في حلول مبتكرة لتحسين استقرار الشبكات مع التحول للطاقة النظيفة، ما قد يؤسس نموذجًا يُحتذى به في دول أخرى تواجه تحديات مماثلة. يحتاج الأمر إلى:

  • زيادة الاستثمارات في مشاريع عجلات القصور الذاتي
  • تطوير البنية التحتية لدعم التقنيات الجديدة
  • تعاون أوسع بين الجهات الحكومية والخاصة

بهذه الخطوات، يتحقق الاستقرار الكهربائي المطلوب في وقت تنتشر فيه مصادر الطاقة المتجددة بشكل أسرع، محققًا شبكة أكثر كفاءة وأمانًا ومرونة.