النزوح إلى جنوب غزة اليوم يكلف نحو ألف دولار بسبب ندرة المواصلات

قطاع غزة يتعرض لتدمير واسع ونزوح داخلي شديد يفاقم الأزمة الإنسانية، مع استمرار العدوان الإسرائيلي وارتفاع أعداد الضحايا، وسط انعدام واضح لإمكانات الحياة الأساسية ودعم المساعدات. هذا المشهد يؤكد مدى تعقيد الوضع في غزة، حيث الدمار الشامل وعدم الأمان يحولان دون استقرار السكان أو تمكنهم من تأمين احتياجاتهم.

التدمير والدمار الشامل في قطاع غزة وتأثيره على السكان

أكد المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، أن الجيش الإسرائيلي تسبب في تدمير 70% من قطاع غزة، مع استمرار العمليات العسكرية في المناطق الأكثر كثافة سكانية التي تضم ما يقارب مليون فلسطيني، حيث تتعرض كل المناطق لتدمير شامل. وأضاف أبو حسنة في حديثه لـ”المملكة” من القاهرة أن أكثر من مليون نازح فلسطيني يتكدسون في مساحة لا تتجاوز 40 كيلومترًا مربعًا، مما يزيد من معاناة سكان القطاع.

ويشير أبو حسنة إلى أن النزوح نحو جنوب غزة يكلف النازحين نحو ألف دولار بسبب شح وسائل المواصلات، مضيفًا أن نحو 95% من أهالي القطاع يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، وهو ما يوضح محدودية الموارد المتاحة للسكان في ظل تزايد الخسائر وازدياد الحاجة. إضافة إلى ذلك، يعمل المئات من موظفي الأونروا في غزة، إلا أن اللبنانيين لا يجدون مخرجا واضحًا من حالة القصف والجوع، خاصة مع وجود جنوب غزة الذي لا يجد فيه النازحون مكانًا آمنا للتوجه إليه.

حالة النزوح الداخلي في قطاع غزة والآثار الإنسانية المرتبطة بها

سلط أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، الضوء على حجم الخطر الذي يهدد حياة الغزيين بسبب عمليات النزوح الداخلية، والتي تفاقم التحديات بسبب غياب ضروريات الحياة الأساسية. وأكد الشوا في تصريح لـ”المملكة” أن المساعدات التي تصل إلى القطاع بالكاد تغطي 10% فقط من احتياجات السكان، فيما تقل حصة الفرد من مياه الشرب عن خمسة لترات يوميًا، وهو مؤشر خطير على أزمة توفر المياه الصالحة للشرب.

وأضاف الشوا أن العديد من السكان عاجزون عن التنقل بسبب الأوضاع الأمنية والمعيشية، ما يجعلهم يعملون ضمن دائرة مغلقة من المعاناة، تتزايد مع حصر السكان في مناطق محدودة ولاسيما في ظل تصاعد العمليات العسكرية وتدهور البنية التحتية والخدمات الأساسية.

تفاقم الأوضاع الأمنية والصحية في قطاع غزة مع ارتفاع أعداد الشهداء والإصابات

أعلن الجيش الإسرائيلي اعتبار مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، مع إلغاء التوقف التكتيكي في العمليات العسكرية، ما يعكس تصاعد وتيرة المواجهات في معظم أحياء المدينة. وذكر جيش الاحتلال في بيانه أن القرار جاء بعد تقييم ميداني وتوجيهات من القيادة السياسية، في ظل استمرار العمليات العسكرية، مع انتشار القوات الإسرائيلية في أحياء واسعة، وبالأخص في المناطق الغربية، حيث يقيم معظم السكان.

من جانبه، قال عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، إن الأحياء مثل الشجاعية والتفاح والزيتون تعرضت لدمار شبه شامل، كما سجل شمال القطاع، وخصوصًا بيت حانون وبيت لاهيا، تدميرًا واسعًا يشمل معظم مساحتهما، مشيرًا إلى أن الأضرار طالت المدارس والمستشفيات والعيادات، وشبكات المياه والأنابيب، وما يزيد الطين بلة هو الدمار الشامل للبنية التحتية، مما يخلق كارثة إنسانية مركبة.

أما وزارة الصحة في قطاع غزة فقد أصدرت إحصائية مروعة أكدت ارتفاع عدد الشهداء إلى 63,025، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر 2023، مع تسجيل 159,490 حالة إصابة. بالإضافة إلى أن فرق الإسعاف والدفاع المدني تعجز عن الوصول إلى جثث تحت الأنقاض، في ظل استمرار المواجهات. خلال الساعات الأخيرة، وصلت إلى المستشفيات 59 شهيدًا و224 مصابًا، فيما بلغت أعداد الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي، عقب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار:

وذكرت الوزارة أن مستشفيات القطاع تشهد يوميًا حالات وفاة ناتجة عن التجويع وسوء التغذية، أغلبهم من الأطفال، في ظل منع دخول الغذاء والدواء والوقود اللازم لتشغيل المرافق الصحية، ما يفاقم مأساة السكان ويؤكد أزمة إنسانية غير مسبوقة.

• تدمير 70٪ من قطاع غزة وتزاحم النازحين في مساحات ضيقة
• ندرة المواصلات وارتفاع تكاليف النزوح تتسبب في تفاقم المعاناة
• نقص حاد في المساعدات، خاصة المياه والمواد الغذائية
• تدهور البنية التحتية بشكل شامل في جميع المناطق
• ارتفاع مخيف في أعداد الشهداء والإصابات مع استمرار العمليات العسكرية
• تسجيل حالات وفاة يومية ناجمة عن التجويع وسوء التغذية