أمن الدقهلية يكشف اليوم حقيقة منشور ادعاء سيدة اعتداء والدها عليها

تداولت منصات التواصل الاجتماعي منشورًا ادعت فيه صاحبة الحساب تعرضها للتعدي الجنسي من قبل والدها في مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، إلا أن التحقيقات الأمنية كشفت أن الواقعة ملفقة بهدف الابتزاز المالي. كشفت تحريات ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية أن الهدف من المنشور هو محاولة تحصيل مبالغ مالية من والد الفتاة.

أوضحت المصادر الأمنية أن الفتاة “أ.م”، المقيمة في عين شمس بمحافظة القاهرة، سبق أن رفعت شكوى اتهمت فيها والدها بالتعدي عليها جنسيًا، وذلك في محضر إداري رقم 6471 لسنة 2025 بمركز شرطة طلخا. وبعد ضبط المتهم، وأثناء العرض على النيابة العامة، اعترفت المجني عليها بكيدية الشكوى، مؤكدة أنها تأتي نتيجة اتفاق بينها وبين طليقها للسعي لتحصيل نفقات المعيشة من والدها. كما تنازلت عن المحضر أمام النيابة، بعد قرار عرضها على مصلحة الطب الشرعي التي رفضت المثول أمامها.

كما أكدت التحقيقات السابقة أن صاحبة المنشور كانت تخضع لعلاج نفسي، ومرّت بحالة من الاكتئاب شجعتها على محاولة الانتحار، في ظل الظروف النفسية الصعبة التي كانت تمر بها. وبالرغم من هذه الحقائق، استمرت الفتاة بنشر منشورات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدعي فيها تعرضها مرة أخرى للتعدي من والدها.

تفاصيل التحقيقات الأمنية حول ادعاءات التعدي الجنسي في طلخا

كانت التحقيقات الأمنية دقيقة وشاملة لكشف ملابسات هذه القضية، والتي بدأت بتداول منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تثير الرأي العام. أسفرت التحريات عن أن الادعاءات الواردة في تلك المنشورات لا أساس لها من الصحة، وأن الواقعة تهدف إلى الابتزاز المالي. استجوبت الجهات المختصة الطرفين، وحصلت على اعترافات صريحة تفيد باتفاقهما على رفع الشكوى كوسيلة لضغط مالي على والد الفتاة.

وضبطت الشرطة المتهم، وعُرضت القضية على النيابة التي أمرت بتحويل الفتاة للطبيب الشرعي الذي أبدى رغبته بعدم القيام بالفحص الطبي، ما عزز من موقف المتهم وابتعاد الشبهة عنه. وتأتي هذه الإجراءات ضمن النهج القانوني لتأكيد الحقيقة وراء ادعاءات التعدي.

دور الحالات النفسية في قضايا الادعاء بالتعدي على الأبناء

أظهرت أبحاث طب النفس والاجتماع أن الضغوط النفسية والعوامل المجتمعية قد تؤدي إلى إطلاق ادعاءات كاذبة في بعض قضايا العنف الأسري والإيذاء الجنسي، خصوصًا في حالة انعدام الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد. في حالة الفتاة “أ.م”، كشفت التحقيقات أنها تعاني من اضطرابات نفسية وعانت من محاولات انتحار نتيجة معاناتها النفسية، مما قد يفسر تكرار نشر المنشورات المتنافية مع الواقع.

من الضروري التأكيد على أهمية تقديم الدعم النفسي والعلاجي المناسب للأشخاص الذين يمرون بأزمات نفسية، لتجنب تحول حالة اليأس لديهم إلى ادعاءات مغلوطة تؤثر على سمعة الآخرين وتفاقم المشكلات الأسرية.

الإجراءات القانونية المتبعة لحماية الحقوق ومحاسبة المتلاعبين بالادعاءات

تتابع الجهات القضائية والشرطية في محافظة الدقهلية حالة الفتاة عن كثب، بالتزامن مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال تكرار نشر الادعاءات المغلوطة. ويُذكر أن القانون يعاقب بشدة كل من يحاول استغلال الادعاءات الكاذبة لتحقيق مكاسب مادية أو انتقام شخصي.

يتمثل الإجراء القانوني في ضبط المتهمين بحالات الابتزاز ورفع قضايا تزوير بحقهم، مع تقديم الفتيات والأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية إلى الجهات الصحية المعنية لتلقي الدعم اللازم. وتتضمن هذه الإجراءات:

• فتح تحقيق شامل في كل شكوى يتم تقديمها للتحقق من صحتها.
• الاستعانة بالخبراء النفسيين والطبيين لفحص البلاغات.
• تنفيذ حملات توعية بأضرار الادعاءات الكاذبة وتأثيرها على المجتمع.
• تقديم الدعم القانوني والنفسي للضحايا الحقيقيين، وحماية المجتمع من الابتزاز.