انخفاض الدولار الشهري اليوم مع توقعات خفض الفائدة والتحديثات الجديدة

دولار الولايات المتحدة يشهد تذبذبًا ملحوظًا اليوم الجمعة مع توجه واضح نحو الانخفاض بنسبة اثنين في المئة خلال أغسطس مقابل العملات الرئيسية، وذلك مع تصاعد التوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة الشهر المقبل، وسط استمرار المخاوف المتعلقة باستقلالية البنك. وفي ضوء هذه التطورات، يتأثر أداء الدولار أيضًا بمحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز نفوذه على السياسة النقدية، بما في ذلك المبادرات الخاصة بإقالة ليسا كوك، إحدى أعضاء مجلس محافظي البنك المركزي، والتي تصدت برفع دعوى قضائية تنفي صلاحية ترامب لإزالتها.

تأثير الخلافات السياسية على أداء دولار الولايات المتحدة

شهدت العلاقات بين البيت الأبيض ومجلس الاحتياطي الفيدرالي توترًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، ما انعكس بشكل مباشر على أداء دولار الولايات المتحدة في الأسواق العالمية، خاصة مع محاولات ترامب المتكررة للتدخل في السياسة النقدية. فقد حاول ترامب إقالة ليسا كوك، عضو مجلس محافظي البنك المركزي، التي رفضت الاستقالة ورفعت دعوى قضائية تؤكد عدم وجود سلطة لرئيس الجمهورية لإقالتها، وهو ما يسلط الضوء على جدلية استقلالية البنك المركزي الأمريكي. هذه المعارك القانونية تمثل أحدث محطات الصراع حول إعادة تشكيل البنك المركزي، بعد انتقادات ترامب المتكررة للرئيس جيروم باول ورفضه لخفض أسعار الفائدة، الأمر الذي يزيد من حالة عدم اليقين حول مستقبل السياسة النقدية وأداء الدولار.

تذبذب سعر صرف الدولار مقابل العملات العالمية وأداء الأسواق

افتتحت أسواق العملات تداولات الجمعة على تذبذب واضح في سعر صرف العملات الرئيسية مقابل دولار الولايات المتحدة، حيث سجل اليورو تغيرًا طفيفًا عند 1.1675 دولار، مع توجهه لتحقيق مكاسب بنحو اثنين في المئة خلال أغسطس. كما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.3509 دولار أمريكي، في حين استقر الين الياباني عند 146.97 ين للدولار الواحد. وأما الدولار الأسترالي، فثبت عند 0.6533 دولار ويستعد لتسجيل مكاسب شهرية مقدارها 1.6%، في حين أن مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية، استقر عند 97.917 ويتجه إلى تسجيل انخفاض شهري بنسبة اثنين في المئة. وكان المؤشر قد تراجع بحوالي 10% منذ مطلع العام بسبب السياسات التجارية الأمريكية المتقلبة التي دفعت المستثمرين للبحث عن أصول بديلة.

توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على دولار الولايات المتحدة

تُشير مؤشرات الأسواق إلى تصاعد احتمالات خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر المقبل، حيث تصل توقعات أداة “فيد ووتش” التابعة لس.إم.إي إلى 86%، مقارنة بنسبة 63% خلال الشهر السابق؛ ما يعزز الضغوط على أداء دولار الولايات المتحدة. وعكست بيانات النمو الاقتصادي الأمريكية للربع الثاني من العام تسارع وتيرة النمو بشكل أكبر مما كان متوقعًا، لكن استمرار الرسوم الجمركية على الواردات يلقي بثقله على الأوضاع بشكل عام، مما يضيف بعدًا آخر للحذر وسط المتغيرات الاقتصادية الحالية. وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون بشغف تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد المقياس المفضل للتضخم لدى البنك المركزي، والمقرر أن يُنشر في وقت لاحق اليوم الجمعة، والذي من المتوقع أن يحدد إلى حد كبير مسار السياسة النقدية القادمة وأداء الدولار.

• ارتفاع توقعات خفض الفائدة إلى 86% في سبتمبر مقابل 63% سابقًا
• نمو اقتصادي أسرع من المتوقع في الربع الثاني مع استمرار الرسوم الجمركية
• تأثير تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي على قرارات البنك المركزي
• مخاوف متواصلة حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي