الهوية مهددة.. كيف يواجه رياضيو غزة خطر الإبادة الإسرائيلية؟

رياضيّو غزة في مواجهة الإبادة الإسرائيلية: استهداف متواصل للهوية الوطنية الفلسطينية عبر الرياضة يجسد الاحتلال الإسرائيلي محاولة ممنهجة لمحو الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال ضرب الرياضة الفلسطينية بكل قوة، مسعياً للقضاء على كل من يرفع راية فلسطين في المحافل الرياضية. استشهد العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور، قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في خانيونس، نتيجة نيران الاحتلال، وتُضاف هذه الجريمة الجديدة لسلسلة طويلة من الاعتداءات التي حوّلت الرياضة في فلسطين إلى مسرح حرب مفتوح.

استهداف متعمد للرياضيين الفلسطينيين يحول الملاعب إلى مقابر للأحلام

لم يستثنَ الاحتلال الإسرائيلي الرياضيين الفلسطينيين من حملته الظالمة، إذ تحولت الملاعب التي كانت منابر أمل وفرح للشباب الفلسطيني إلى مقابر جماعية تحفر تحتها أحلام جيل كامل وطموحاته. تشي الإحصائيات غير الرسمية بمقتل أكثر من 800 رياضي فلسطيني منذ بدء العدوان، بينما تُظهر المؤسسات الرياضية العالمية، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، غياباً مريباً في الرد إزاء تلك الانتهاكات الصارخة ضد الرياضة الفلسطينية. ينتظر الكثيرون موقفاً أكثر حزماً من هذه الهيئات التي يُفترض أن تحمي حقوق الرياضيين حول العالم، إلا أن صمتها له أثرٌ سلبيٌ واضح على استمرار استهداف هذه الشريحة الحيوية في المجتمع الفلسطيني.

قصص رياضيين فلسطينيين رمزية تحرك الضمير العالمي تجاه الرياضة الفلسطينية

تُبرز قصة النجم الفلسطيني سليمان العبيد، المشهور بلقب “بيليه فلسطين”، واحدة من أبرز محطات تسليط الضوء على حجم القمع الإسرائيلي للرياضيين الفلسطينيين. بعد أن تناول نجم ليفربول محمد صلاح مأساة الرياضيين الفلسطينيين في تصريحات له، بدأت بعض المؤسسات الأوروبية الرياضية تتفاعل مع هذه الكارثة، مطالبة بوقف الاعتداءات. العبيد، هداف منتخب فلسطين ونادي خدمات الشاطئ، صار رمزاً حياً لمعاناة الرياضة الفلسطينية، تعبيراً عن البطولات التي صمدت رغم العدوان الممنهج الذي يحاول نزع الحياة من الرياضة الفلسطينية وهويتها الوطنية.

تدمير المنشآت الرياضية ودور الرياضة الفلسطينية في التحصين الوطني

لم يقتصر استهداف الاحتلال الإسرائيلي على الرياضيين فقط، بل شمل البنية التحتية الرياضية التي تمثل ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية في غزة. فقد دُمرت نحو 300 منشأة رياضية، منها 184 تدميراً كاملاً و116 بشكل جزئي، بما في ذلك 12 ملعباً تم إنشاؤها بتبرعات وتمويل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. وتحولت ملاعب رياضية تاريخية مثل اليرموك، فلسطين، ومحمد الدرة إلى ملاجئ للنازحين، مشيرة إلى الاستهداف المنهجي الذي تفرضه سياسة الاحتلال على الرياضة الفلسطينية. وبحسب الإحصاءات التي رُصدت خلال الأشهر القليلة الماضية، استشهد 30 رياضياً فلسطينياً في يوليو فقط، منهم 11 رياضيًا خلال الأسبوع الثاني، بمعدل شهيدين يومياً، بينما استشهد 13 رياضياً آخرين في يونيو.

الشهر عدد الشهداء الرياضيين
يونيو 13
يوليو 30

الأسماء التي ارتقت مؤخرًا تشمل: محمد عبد المنعم الجعبري، عماد يوسف السمهوري، مصطفى ميط، وأحمد علي صلاح، إضافة إلى لاعبين من رياضات متعددة ككرة الطائرة، الكاراتيه، المواي تاي، وكرة اليد، ما يعكس شمولية الاستهداف وعدم تمييزه بين مختلف الرياضات. وسعى الاحتلال من خلال قتل الرياضيين، تدمير المنشآت، واعتقال اللاعبين إلى محو الأثر الوطني الذي تمثله الرياضة الفلسطينية، كأحد أعمدة صمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات الإبادة والتشريد.

  • قتل الرياضيين لتقويض الروح الوطنية
  • تدمير المنشآت الرياضية لدفع حركة الرياضة إلى التوقف
  • اعتقال اللاعبين لمنع تمثيل فلسطين في المحافل الدولية

هذا المخطط يحمل دعماً سياسياً وعسكرياً من قوى دولية مثل الولايات المتحدة، وسط غياب دور حقيقي للمجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت تجاه قرارات محكمة العدل الدولية التي تطالب بوقف هذا العدوان، مما يُعزز مأساة الرياضة الفلسطينية التي تمثل نبض الهوية الوطنية.