نموذج الطلب:
الكابشن.. العنوان المعاد صياغته
ارتفاع قياسي.. الأسهم الأمريكية تتصاعد بفضل ترقب نتائج إنفيديا القادمة

تراجع سعر النحاس خلال جلسة الأربعاء، لينهي بذلك سلسلة مكاسب استمرت لأربع جلسات متتالية، متأثراً بقوة الدولار، وارتفاع المخزونات، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن ضعف الطلب من الصين، أكبر مستهلك للمعادن عالمياً؛ حيث شهد عقد النحاس القياسي لأجل ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن (LME) انخفاضاً بنسبة 0.7% ليصل إلى 9,772 دولاراً للطن المتري، عقب وصوله يوم الثلاثاء لأعلى مستوى في أسبوعين عند 9,862 دولاراً.

تراجع سعر النحاس وتأثير قوة الدولار على سوق المعادن العالمية

يشهد تراجع سعر النحاس ارتباطاً وثيقاً مع صعود قيمة الدولار الأميركي، الذي أثر سلباً على أسعار المعادن كافة، بعد القرار المفاجئ للرئيس الأميركي بإقالة عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، مما أثار قلق المستثمرين حول استقلالية البنك المركزي؛ ويشير ذلك إلى أن ارتفاع الدولار يزيد من كلفة المعادن المقومة به لمن يستخدمون عملات أخرى، ما يحد من الطلب الفعلي ويعزز ضغوط هبوط الأسعار. ويرى محللون أن تماسك أسعار النحاس رغم البيئة الاقتصادية المعقدة يعود جزئياً إلى تحسن بعض المؤشرات الاقتصادية، إلا أن التحديات تظل قائمة مع استمرار الضغوط العالمية.

مخاوف الطلب الصيني وتأثيرها على تراجع سعر النحاس في بورصة لندن

تُعد الصين أكبر مستهلك للمعادن على مستوى العالم، ويلعب الطلب الصيني دوراً محورياً في تحديد اتجاهات أسعار النحاس؛ فقد شهد الطلب في الصين مؤشرات تباطؤ واضحة، كما أشارت إيفا مانثي، محللة السلع في بنك ING، إلى أن الاقتصاد الصيني يواجه رياحاً معاكسة تشمل الرسوم الجمركية وقطاع العقارات المتعثر، مما ألقى بظلاله على الطلب. وعليه، كشفت البيانات أن أرباح القطاع الصناعي في الصين تراجعت للشهر الثالث على التوالي خلال يوليو، لتعكس ضعف الطلب المستمر، وانكماش أسعار المنتجين، رغم أن التراجع كان أقل حدة مقارنة بشهري مايو ويونيو، في حين سجل قطاع التصنيع ارتفاعاً في الأرباح بنسبة 6.8%، مما يعبر عن تباين في أداء القطاعات الصناعية.

زيادة المخزونات وتأثيرها على استقرار أسعار النحاس وسط تقلبات السوق

يرتبط تراجع سعر النحاس بزيادة مخزونات المعدن في المستودعات المسجلة لدى بورصة لندن للمعادن وبورصة كومكس الأميركية، وهي عامل رئيسي يؤثر على معنويات السوق. فقد أوضحت بيانات الأربعاء ارتفاع مخزونات النحاس في بورصة لندن بمقدار 1,100 طن إضافي، مسجلة زيادة بنسبة 72% منذ أواخر يونيو إلى 156,100 طن؛ أما مخزونات كومكس فشهدت قفزة تقارب ثلاثة أضعاف منذ بداية العام. هذه الزيادة في المعروض تعزز الضغوط على الأسعار، خاصة مع وجود مخاوف مستمرة حيال الطلب. إلى جانب النحاس، شهدت المعادن الأخرى تغيرات ملحوظة شهدها سوق المعادن مؤخرًا، جاء ترتيبها كالتالي:

  • تراجع الألمنيوم بنسبة 0.8% إلى 2,616 دولاراً للطن
  • انخفاض الزنك بنسبة 1% إلى 2,785 دولاراً
  • هبوط النيكل بنسبة 1.1% إلى 15,120 دولاراً
  • ارتفاع الرصاص بنسبة 0.2% إلى 1,992.50 دولار
  • صعود القصدير بنسبة 0.8% إلى 34,465 دولاراً
المعدن السعر الحالي بالدولار للطن النسبة المئوية للتغير
النحاس 9,772 -0.7%
الألمنيوم 2,616 -0.8%
الزنك 2,785 -1%
النيكل 15,120 -1.1%
الرصاص 1,992.50 +0.2%
القصدير 34,465 +0.8%

وعلى الرغم من تراجع سعر النحاس مؤخراً، فقد سجل المعدن ارتفاعاً بنسبة 11% منذ بداية العام، متجاوزاً أدنى مستوياته في أكثر من 16 شهراً عند 8,105 دولارات مطلع شهر أبريل، ما يعكس قدرة السوق على التعافي وسط تقلبات اقتصادية متعددة. ويرى محللو المعادن أن التحسن في بعض المؤشرات يعود جزئياً إلى الإجراءات التي تتخذها الحكومة الصينية للحد من الطاقة الإنتاجية الزائدة في القطاع الصناعي، مما يدعم تماسك الأسعار رغم ضعف البيئة الاقتصادية الكلية وصعود الدولار.

يبقى تراجع سعر النحاس خلال الفترة الراهنة نتيجة مركبة تجمع بين تباطؤ الطلب الصيني، ارتفاع الدولار الأميركي، وزيادة المخزونات في الأسواق العالمية، مع استمرار حالة الترقب لدى المستثمرين في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تحيط بأسواق المعادن الأساسية.