أسعار الأرز.. تعرف على أسباب الارتفاع رغم وفرة المعروض حسب غرفة صناعة الحبوب

أسعار الأرز في مصر 2024 تسجل ارتفاعًا ملحوظًا بسبب دخول المحصول الجديد بنسبة رطوبة عالية، مما جعل التجار والمصانع والمستهلكين يفضلون التعامل مع الأرز القديم أكثر من الجديد؛ بسبب جودته الأعلى ومقاومته للعفن والتلف. يجدر الإشارة إلى توفر كميات وفيرة من الأرز في الأسواق والمخازن لهذا الموسم، مما ينذر باستقرار نسبي في الأسعار قريبًا رغم تقلبات موسم الانتقال بين المحصولين.

تأثير نسبة الرطوبة على أسعار الأرز في مصر 2024

أوضح مجدي الوليلي، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، أن نسبة الرطوبة في الأرز الجديد لموسم 2024 تراوحت بين 18 و20%، ما أدى إلى زيادة وزن الأرز عند الحصاد لكنه ينخفض بعد عملية التجفيف، مؤثرًا على تفضيلات السوق؛ إذ يفضل التجار والمستهلكون التعامل مع الأرز القديم الذي يمتاز بجفاف أعلى وقدرة أكبر على مقاومة التلف وتغير اللون، خصوصًا مع زيادة الطلب على تعبئة الأرز في أكياس صغيرة محكمة الإغلاق بوزن كيلوغرام واحد، حيث يتطلب الأمر أرزًا جافًا لمنع تعرضه للعفن.

في الأسواق، يتداول الأرز العريض الجديد بأسعار تتراوح بين 13 و13.5 ألف جنيه للطن، مقابل حوالي 12.5 ألف جنيه للطن للأرز القديم، أما الأرز الرفيع فأسعاره تتراوح بين 12.5 و13 ألف جنيه للطن، ويعود الفرق في الأسعار إلى اختلاف جودة المحصول واختلاف مستويات الرطوبة بين المحصولين.

أسعار الأرز في مصر 2024 في فترة انتقالية بين موسمين

تأتي هذه الفروق السعرية نتيجة طبيعية لفترة انتقالية بين موسمين زراعيين، حسب ما أوضح الوليلي، حيث يؤثر وجود المحصول الجديد ذو الرطوبة المرتفعة على حركة السوق والطلب، لكن في ذات الوقت، تظل آليات العرض والطلب هي المحدد الأساسي لاستقرار الأسعار أو تحركها، ومن المتوقع أن تستمر مستويات الأسعار مستقرة خلال الفترة المقبلة بفضل الكميات الكبيرة المتوفرة في الأسواق.

كما أشار إلى أن موسم الحصاد الجديد بدأ فعليًا في أغسطس 2025 ويستمر حتى أكتوبر، إلا أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثرت على خصائص الأرز الجديد، مما يجعل التجار يميلون إلى شراء الأرز القديم رغم ارتفاع سعره.

خريطة زراعة الأرز وجهود الدولة في مواجهة أزمة الموارد المائية وتأثيرها على أسعار الأرز في مصر 2024

تستهدف الخريطة الزراعية التي تضعها وزارتا الزراعة والري زراعة نحو مليون و150 ألف فدان من الأرز هذا الموسم موزعة بين:

• 750 ألف فدان بالري بالغمر
• 150 ألف فدان بالري بالتنقيط
• مساحات تجريبية مزروعة بمياه عالية الملوحة

لكن الواقع يكشف عن تجاوزات في المساحات المزروعة، حيث تصل إلى مليون و600 ألف وحتى مليون و700 ألف فدان، متجاوزة الخطة الرسمية، وهو ما يعكس رغبة الفلاحين في الاستفادة من زراعة الأرز رغم قيود الخطة الزراعية.

وأضاف الوليلي أن الدولة تتعامل مع أزمة الموارد المائية عبر مشروعات ضخمة تتضمن إنشاء محطات متقدمة لإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الزراعي، والتي تتم عبر ست أو سبع مراحل معالجة متتالية، لتوفير كميات إضافية من المياه يمكن استخدامها في الزراعة.

وهذه الخطوات تسهم في التوسع بزراعة المحاصيل الاستراتيجية التي تعزز الأمن الغذائي للمواطن المصري وتقلل من الاعتماد على الاستيراد، وهو ما ينعكس بدوره على استقرار أسعار الأرز في مصر 2024 ويحد من تقلباته.