المذنب الغامض.. مياه تشبه الأرض تثير جدلاً حول أصول الكون الحقيقية

المياه في المذنب الشيطان 12P/Pons-Brooks تكاد تكون مطابقة لتركيبة مياه الأرض، ما يعزز الفرضية التي تقول إن مصدر مياه كوكبنا هو اصطدام المذنبات به قبل مليارات السنين؛ هذا الاكتشاف العلمي يعد خطوة هامة نحو فهم نشأة الحياة؛ فقد نشرت مجلة Nature Astronomy دراسة حديثة تؤكد هذه العلاقات الكيميائية الدقيقة بين مياه المذنب والأرض.

أهمية اكتشاف تطابق مياه المذنب الشيطان 12P/Pons-Brooks مع مياه الأرض

يوضح الباحثون أن المياه في المذنب الشيطان تحمل تركيبة كيميائية شبيهة للغاية بمياه الأرض، وهو ما يمثل دليلاً قوياً على أن المذنبات لعبت دوراً أساسياً في جلب المياه إلى كوكبنا؛ إذ كشفت التحليلات عن انبعاث متكرر لذرات الكربون بمعدل يزيد على المعدل الكوني الطبيعي بنحو سبع مرات، وهي ظاهرة فريدة تعزز فكرة أن المذنبات ليست مجرد أجسام عابرة في النظام الشمسي، بل كانت وسيلة نقل رئيسية لمياه الأرض التي أوجدت الظروف الملائمة لظهور الحياة.
صرح الدكتور مارتن كوردينر، عالم الفيزياء الفلكية الجزيئية في وكالة ناسا ورئيس الفريق البحثي، موضحًا: “نتائجنا تقدم الدليل الأقوى حتى الآن على استخدام الهيدروجين الموجود في مذنب هالي في تكوين مياه كوكب الأرض”؛ هذا التأكيد العلمي يضيف وزنًا كبيرًا لمنظومة الأبحاث المختصة بأصل الحياة على كوكبنا.

كيف تم رسم خريطة مياه المذنب الشيطان 12P/Pons-Brooks بدقة عالية

للمرة الأولى، استخدم العلماء تقنيات متقدمة مثل مرصد أتاكاما المليمتري/دون المليمتري الكبير (ALMA) وتلسكوب IRTF لرسم خريطة دقيقة لحدود المياه في المذنب الشيطان؛ كانت الخطوة الكبرى تتمثل في التمييز بين الماء العادي (H2O) والماء الثقيل (HDO) المحتوي على الديوتيريوم، مما مكن الفريق من دراسة مكونات الغازات للمذنب بشكل تفصيلي لفهم تركيبته الكيميائية بشكل أعمق.
المفاجأة الكبرى تمثلت في تطابق نسبة الديوتيريوم إلى الهيدروجين (D/H) في مياه المذنب مع تلك الموجودة على الأرض، وهو أمر كان سابقًا محل جدل بسبب الفروقات الملحوظة في مذنبات أخرى؛ هذا التطابق يشكل دعماً قوياً للفرضية التي ترى أن المياه على كوكب الأرض نشأت من اصطدامات مذنبات شبيهة بالمذنب الشيطان.

الدلالات العميقة لاكتشاف تطابق مياه المذنب الشيطان 12P/Pons-Brooks مع مياه الأرض

يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف لا يقتصر على حل لغز أصل مياه الأرض، بل يفتح آفاقًا واسعة لدراسة تطور نظامنا الشمسي وتكوين العوالم القابلة للحياة، فكل خطوة علمية تساهم في كشف المحيطات المجهولة من أصل الحياة؛ كما يُمكّن العلماء من الاقتراب أكثر من فهم التعقيدات الكونية التي شكلت بيئة كوكبنا.
في ضوء هذا الكشف، يمكن تلخيص الجوانب الرئيسية التي يبرزها بحث مياه المذنب الشيطان ضمن النقاط التالية:

  • المياه في المذنب تمتلك تركيبة كيميائية قريبة جدًا من مياه الأرض
  • رسم خريطة دقيقة للمياه باستخدام تقنيات متطورة
  • تطابق نسب الديوتيريوم والهيدروجين يؤكد مصدرًا مشتركًا للماء
  • هذه البيانات تعزز فرضية قيام المذنبات بنقل المياه إلى كوكب الأرض ولدعم ظهور الحياة
العنصر النسبة أو الملاحظة
انبعاث ذرات الكربون أكثر بسبع مرات من المعدل الكوني الطبيعي
نسبة الديوتيريوم إلى الهيدروجين (D/H) في ماء المذنب متماثلة مع مياه الأرض
تاريخ النشر 8 أغسطس، مجلة Nature Astronomy