تقلبات مفاجئة.. الذهب يواصل ارتفاعه في السوق المصرية وسط قلق المتداولين

الارتفاع المتواصل لأسعار الذهب في السوق المصرية والتقلبات المتوقعة في الأسعار يشغلان بال المستثمرين بشكل كبير، لا سيما مع التوقعات بقرار خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماع منتصف سبتمبر القادم، مما يؤثر بشكل مباشر على حركة الذهب المحلية والعالمية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب في السوق المصرية وسط توقعات خفض الفائدة الأمريكي

تُعدّ التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المحرك الرئيسي وراء الارتفاع الأخير لأسعار الذهب في السوق المصرية، إذ يؤدي هذا القرار إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، ويضغط على قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى، مما يعزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي التي تشهدها الأسواق العالمية. رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إيهاب واصف، أكد أن تعاملات الأسبوع الماضي شهدت نشاطًا ملحوظًا في التداول، لاسيما على أعيرة 21 و24 جرامًا، مع زيادة تتراوح بين 5 و7 جنيهات للجرام مقارنة بالأسبوع السابق، وهو ما ينم عن توجه المستثمرين نحو التمركز في الذهب وسط توقعات متقلبة للأسواق.

العوامل المحلية والعالمية المؤثرة على حركة الذهب في السوق المصرية

تتأثر أسعار الذهب في السوق المصرية بعدة عوامل داخلية وخارجية مجتمعة تؤثر بشكل مباشر على حركة البيع والشراء، ويشير واصف إلى أن جانب الطلب على المشغولات الذهبية، والتغيرات الموسمية، بالإضافة إلى معدلات التضخم الداخلية، تلعب دورًا مهمًا في تحديد السعر النهائي. بجانب ذلك، لا يمكن إغفال التأثير الذي تحدثه البورصات العالمية وتقلبات سعر صرف الدولار على الأسعار المحلية، حيث يتابع المستثمرون والمؤسسات هذه المؤشرات بعناية لضبط مراكزهم الاستثمارية. وتتضح هذه التأثيرات من خلال الحذر الذي يظهره المستثمرون نتيجة حالة التذبذب السائدة في الأسواق العالمية، مما يجعل أي أخبار أو أحداث اقتصادية أو سياسية ذات الطابع المفاجئ عاملًا محوريًا قد يسبب تحركات سعرية حادة ومستديمة.

نصائح لإدارة استثمار الذهب وسط تقلبات الأسواق المحلية والعالمية

في ظل الارتفاع المتواصل والمتقلب لأسعار الذهب في السوق المصرية، دعا إيهاب واصف إلى أهمية توخي الحذر ورفع مستوى الوعي لدى المستثمرين والمستهلكين قبل اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، مع ضرورة اتباع بعض الخطوات المهمة التي تضمن استثمارًا آمنًا ومدروسًا، ومنها:

• متابعة أسعار الذهب اليومية وتغييراتها عبر مصادر موثوقة.
• مراعاة فروق المصنعية والرسوم التي تُضاف إلى سعر جرام الذهب.
• تنويع الاستثمارات وعدم الاعتماد الكلي على الذهب كمصدر وحيد للحفاظ على رأس المال.
• التزام الائتمان بتقلبات السوق وعدم التسرع في البيع أو الشراء خلال الفترات شديدة التذبذب.
• الاستفادة من تحليلات سوق الذهب وتقارير اتحاد الصناعات التي تتابع السوق بدقة.

يبقى الذهب في السوق المصرية خيارًا مفضلاً للكثير من المستثمرين خلال فترات الاضطراب الاقتصادي، لكن من الضروري متابعة المؤشرات الاقتصادية العالمية، وبخاصة تطورات السياسة النقدية الأمريكية وسعر صرف الدولار، حيث تؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على سعر الذهب محليًا. كما ينوه واصف إلى أن حالة التذبذب ستستمر ما دام هناك توترات جيوسياسية ومتغيرات اقتصادية غير مستقرة، وهذا يحتم تحلي المستثمرين باليقظة والذكاء عند التعامل مع السوق، لضمان اتخاذ قرارات متوازنة تحقق الحماية المثلى لرأس المال وسط تقلبات حادة محتملة تحملها الأسواق العالمية والمحلية.