رسالة قوية.. «فينيسيا السينمائي» يعلق رسميًا على دعم صناع الأفلام العالميين لقضية فلسطين

فينيسيا السينمائي يرد على رسالة صناع أفلام عالميين مؤيدين لفلسطين قبيل انطلاق الدورة الـ82 للمهرجان؛ حيث خاطب مجموعة من صناع السينما إدارة المهرجان بنداء واضح يطالب بموقف أكثر حسمًا للدفاع عن القضية الفلسطينية. هذا الموقف أثار رد إدارة فينيسيا التي أكدت أنها «منفتحة على الحوار» وتولي اهتمامًا لقضايا إنسانية واجتماعية حساسة من خلال أعمالها السينمائية.

نداء صناع الأفلام العالميين لـ فينيسيا السينمائي من أجل فلسطين

قبل انطلاق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، أطلق عدد كبير من صناع السينما العالميين رسالة مفتوحة تحت شعار «فينيسيا من أجل فلسطين» إلى إدارة المهرجان وأقسامه المستقلة مثل «أيام فينيسيا» و«أسبوع النقاد الدولي»؛ داعين إلى اتخاذ موقف واضح وشجاع في إدانة الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والتطهير العرقي الذي تمارسه الحكومة والجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وشملت الرسالة مخرجين إيطاليين بارزين مثل ماركو بيلوتشيو، ماتيو جاروني، وأليس روهرواشر، إضافة إلى أسماء دولية مثل أبيل فيرارا، كين لوتش، والمخرجة الفرنسية الحائزة على جائزة الأسد الذهبي أودري ديوان. كما تواجد في الرسالة المخرجان الفلسطينيان عرب ناصر وطرزان ناصر، الحائزان على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي لهذا العام عن فيلمهما الأخير «حدث ذات مرة في غزة».

رد إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي على رسالة صناع الأفلام العالميين من أجل فلسطين

أصدرت إدارة مهرجان فينيسيا بيانًا رسميًا أوضحت فيه أن البينالي والمهرجان لطالما كانا منبرًا للنقاش المفتوح وحساسين تجاه أهم القضايا التي تشغل المجتمع والعالم، مؤكدة أن المهرجان يمثل منصة لعرض الأعمال السينمائية التي تعكس الواقع وتثير الوعي. وقد استشهد البيان بالفيلم المشارك في المسابقة الرسمية هذا العام «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي يسرد دراما سياسية واقعية عن مقتل طفلة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات، تركت عالقة في سيارة عقب هجوم القوات الإسرائيلية على غزة عام 2024، وعثر عليها لاحقًا ميتة، حيث استخدمت المخرجة تسجيلات صوتية حقيقية لمكالمات بين الطفلة ووالدتها لتعزيز المصداقية والعمق الإنساني للفيلم.

أهمية مواقف مهرجان فينيسيا السينمائي في دعم القضية الفلسطينية من خلال السينما

تتجلى أهمية مهرجان فينيسيا السينمائي في كونه منصة عالمية تعزز من خلالها الأصوات السينمائية التي تتناول قضايا إنسانية ملحة، مثل القضية الفلسطينية. إن مواقف المهرجان الرسمية والرسائل التي يوجهها من خلال اختياراته للأعمال الفنية تؤكد دوره في السماح بصوت سينمائي حر وشجاع يعكس عبر السرد القصصي معاناة الشعوب ويشجع على الحوار الدولي. وضمن هذا السياق، يمكن تلخيص أهمية موقف المهرجان في النقاط التالية:

• توفير مساحة للنقاش المفتوح حول القضايا السياسية والاجتماعية ذات الطابع الإنساني.
• دعم الأعمال الفنية التي توثق معاناة الفلسطينيين وتسعى لنشر الوعي العالمي.
• تعزيز دور السينما كمحفز للتغيير وحامل لقضايانا الإنسانية المعاصرة.

يشكل مهرجان فينيسيا السينمائي نقطة التقاء حيوية بين الفن والسياسة، إذ يبرز من خلال اختياراته الفنية وروحه الحوارية منصة بصرية تساهم في مناصرة القضايا الإنسانية، لاسيما القضية الفلسطينية التي تجد صدى واسعًا بين صناع السينما العالميين. هذا الحراك السينمائي يثري فهم الجمهور ويسهم في التوعية بقضايا معقدة وحساسة، مما يدل على أن السينما ليست مجرد عرض للقصص فقط، وإنما أداة فاعلة في صنع تأثير ثقافي واجتماعي عميق.