شراكة ضخمة.. الإمارات وأنغولا تعززان التجارة غير النفطية بقيمة 2.2 مليار دولار

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جمهورية أنغولا تشكل نقطة تحول أساسية في تعزيز العلاقات الإماراتية الأنغولية الاقتصادية والتنموية، حيث تتخذ العلاقات الثنائية منحى متصاعداً يوفر فرص تعاون استراتيجية في مختلف القطاعات الحيوية، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز التنمية المستدامة لشعبيهما.

تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنغولا وأثرها على التنمية المستدامة

تمثل العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنغولا دعامة رئيسية في مسار التعاون المشترك، خاصة مع ازدياد الاستثمارات المتبادلة التي تشمل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية البحرية، إلى جانب فرص التوسع الواعدة في الأمن الغذائي والزراعة التي تعد من الأولويات التنموية لكلا الطرفين. ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1997، شهدت التعاونات الثنائية تطوراً ملحوظاً، حيث تم توقيع اتفاقيات مهمة مثل اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي التي دخلت حيز التنفيذ في فبراير 2018، واتفاقية حماية الاستثمارات المتبادلة عام 2017، بالإضافة إلى اتفاقية التعاون في مجال الطيران عام 2021.

وعلى الصعيد التجاري، بلغ حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وأنغولا 2.2 مليار دولار في عام 2024، مسجلاً زيادة بنسبة 36.3% مقارنة بعام 2019، تعكس النمو الاقتصادي المتسارع ورغبة الطرفين في تعزيز شراكتهما على المدى الطويل.

أبرز الاتفاقيات والمشاريع المشتركة بين الإمارات وأنغولا وأهميتها في تعزيز العلاقات الاقتصادية

شهد عام 2021 تبادل عدد من مذكرات التفاهم بين شركة أبوظبي للطاقة “مصدر” ووزارة الطاقة والمياه الأنغولية، لاستكشاف مشاريع الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، بالإضافة إلى مذكرة نوايا للتعاون في قطاع النقل بين شركة موانئ أبوظبي ووزارة النقل الأنغولية. كما جاءت مذكرات التفاهم بين مجموعة “إيدج” وشركة “بريسايت” مع الحكومة الأنغولية لتسليط الضوء على التعاون في مجالات التحول الرقمي والتقنيات المتقدمة.

في عام 2023، عقدت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقيات استراتيجية لتطوير البنى التحتية والخدمات البحرية، ومنها اتفاقية إطارية مع وزارة النقل الأنغولية، واتفاقية لتأسيس مشروع مشترك مع شركة “يونيكارغاس” التي تشغل محطة متعددة الأغراض بميناء لواندا، الذي يمر عبره نحو 70% من الواردات و80% من الصادرات غير النفطية في البلاد.

أما في القطاع التكنولوجي، وقع مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس) اتفاقيات تمويل بقيمة 445 مليون درهم لإنشاء مراكز بيانات وأنظمة إنارة صديقة للبيئة في عدة مدن أنغولية، فيما تم توقيع عقد بقيمة مليار يورو مع شركة “أبوظبي لبناء السفن” لبناء أسطول فرقاطات بحرية متطورة.

إضافة إلى ذلك، وقعت “دبي للاستثمار” مذكرة تفاهم مع شركة “E20 Investment” لاستصلاح 3750 هكتارًا من الأراضي الزراعية، كما أعلنت شركة “مصدر” في “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023” عن اتفاقية لإنشاء مشاريع طاقة متجددة بقدرة 2 غيغاواط.

المبادرات الإماراتية في أنغولا لدعم الصحة والتعليم والتحول الرقمي

تتجاوز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وأنغولا لتشمل مبادرات إنسانية وتنموية شاملة تخدم قطاعات الصحة والتعليم والتحول الرقمي، حيث أرسلت الإمارات في يناير 2024 خمساً وعشرين سيارة إسعاف مزودة بمعدات طبية، في إطار المبادرة الإماراتية لدعم الصحة في إفريقيا التي تبلغ قيمتها 220 مليون دولار.

وفي الجانب التعليمي، نفذت مؤسسة “دي بي ورلد الخيرية” مبادرة لتجديد المدارس وبناء مكتبة في لواندا بتكلفة 250 ألف دولار، بينما أطلقت “المدرسة الرقمية” التابعة لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم شراكة مع أنغولا تهدف لتوفير فرص تعليمية للأطفال في المناطق الريفية والمحرومة عبر تطبيق التكنولوجيا الحديثة.

• توفير سيارات إسعاف ومعدات طبية متقدمة
• تجديد المدارس وإنشاء مكتبات تعليمية
• توظيف التقنيات الرقمية لتوسيع فرص التعلم

لقد شكلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إطاراً متكاملاً للدفع بعلاقات الإمارات وأنغولا قدماً نحو مستقبل مزدهر، يعبر عن شراكة حقيقية تنطلق من التفاهم المشترك وتتكامل بين مكونات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتجسد في مشاريع استراتيجية تعزز من مكانة البلدين على المستويين الإقليمي والدولي.