أسعار الأرز.. انخفاض عالمي بنسبة 5% ينعش الأسواق ويخفض التكاليف.

انخفضت أسعار الأرز العالمية بشكل ملحوظ بنسبة 5%، مسجلة أدنى مستوياتها منذ عام 2017، مع تزايد الإنتاج خلال موسم الحصاد في مناطق عديدة ورفع الهند لحظر تصدير الأرز. وقد أسهم هذا الانخفاض في إعادة التوازن إلى السوق الدولية للأرز، بعد فترة شهدت ارتفاعات قياسية بسبب القيود المفروضة على الصادرات.

لماذا انخفضت أسعار الأرز العالمية بنسبة 5%؟

يرتبط انخفاض أسعار الأرز العالمية بنسبة 5% بسببين رئيسيين؛ الأول هو موسم الحصاد الاستثنائي الذي شهدته العديد من الدول المنتجة، مما زاد من المعروض في الأسواق بشكل كبير، والثاني رفع الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، القيود على تصدير الأرز في سبتمبر من العام الماضي. فقد فرضت الهند حظرًا جزئيًا على تصدير الأرز في السابق للسيطرة على الأسعار المحلية، لكن بعد تخفيف هذه القيود، أصبح بإمكانها شحن كميات أكبر إلى الخارج، مما أمام ضغوطًا تنافسية خفضت الأسعار العالمية بشكل عام. وتوضح منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن سعر الأرز الأبيض التايلندي المكسور، المعيار العالمي لقياس الأسعار، بلغ مؤخرًا 375.50 دولارًا للطن، وهو انخفاض واضح مقارنة بفترات سابقه.

تأثير رفع الهند لحظر تصدير الأرز على السوق العالمية

شكلت سياسة الهند المتعلقة بتصدير الأرز محورًا أساسيًا لتقلبات الأسعار العالمية، حيث أدت القيود التي فرضتها إلى ارتفاع جنوني في الأسعار في بداية العام الماضي، لبلوغها أقصى مستوياتها منذ 2008. هذا الارتفاع دفع المستهلكين إلى زيادة الطلب، ما سبب موجة شراء مذعورة. وعندما أزالت الهند الحظر، أخذت الأسواق الدولية تتجه نحو الاستقرار. ونتيجة لذلك، واجهت الدول المنتجة الأخرى تحديات، مما دفع بعضها لاتخاذ إجراءات حمائية للحفاظ على إنتاجها المحلي واحتياطاتها، وبالتالي أثر ذلك على أسواق التصدير بشكل كبير.

المرحلة المقبلة لأسعار الأرز العالمية وتأثيرها على المستهلكين

سيرتبط مستقبل أسعار الأرز العالمية بعدة عوامل مؤثرة ترتبط أساسًا بالعوامل المناخية وطبيعة موسم الحصاد، إضافةً إلى قرارات الدول المنتجة فيما يخص التصدير. يُتوقع استمرار انخفاض الأسعار أو استقرارها في حال حافظت الهند ودول أخرى على سياسات تصدير مرنة مع الحفاظ على زيادة الإنتاج. وقد يكون للمستهلكين فرصة للاستفادة من هذه الأسعار المنخفضة، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الأرز كمصدر أساسي للغذاء. ومن العوامل المؤثرة الأخرى في الاستقرار نسبيًا للأسعار ما يلي:

• زيادة وفرة المعروض العالمي من الأرز.
• رفع قيود التصدير تدريجيًا من قبل الدول الكبرى.
• تحسن الإنتاج الزراعي وتجنب الكوارث المناخية.

يشير التراجع الحاد في الأسعار، الذي تجاوز 5%، إلى أن الأسواق تسير نحو استقرار نسبي بعد فترة من التقلبات؛ حيث ينعكس هذا على أسعار الأرز المكسور في العديد من الأسواق العالمية. يبقى المحافظة على وفرة العرض وتنسيق السياسات التصديرية بين الدول المنتجة عوامل رئيسية للحفاظ على اتزان مستدام في أسعار الأرز العالمية.