وفاة مفاجئة.. انتقادات حادة تنهال على منصة “كيك” بعد حادث البث المباشر

واجهت منصة البث الأسترالية كيك انتقادات حادة بسبب وفات مدون الفيديو الفرنسي جان بورمانوف، الذي تعرّض للإساءة والمعاملة القاسية خلال 12 يوماً من البث المباشر، مما دفع هيئة تنظيم المحتوى الرقمي الفرنسية أركوم إلى حجب قناته. هذا الحدث أثار تساؤلات حول مدى التزام منصة كيك بقواعد الرقابة والإشراف على المحتوى، خاصة في ظل وجود متابعين يتجاوز عددهم 200 ألف.

تداعيات وفاة جان بورمانوف وتأثيرها على سياسة منصة كيك للبث المباشر

جان بورمانوف، المعروف باسمه الحقيقي رافاييل غرافن، كان يبث محتواه من منطقة قرب مدينة نيس جنوب فرنسا، ويعيش ظروفاً صعبة خلال البث المباشر، حيث تعرض بشكل متكرر للإهانة والاعتداء الجسدي والتهديد، بالإضافة إلى رمي مقذوفات تجاهه، كما كان يرافقه مشارك يعاني من إعاقة جسدية واضحة يُلقب بـ “كودو”؛ ورغم تلك الظروف، كان غرافن يحقق دخلاً شهرياً يصل إلى 6 آلاف يورو من الاشتراكات والتبرعات. هذه القضية أثارت غضب جهات رقابية عديدة، خاصة أن الصور التي بثتها القناة أظهرت مستوى غير مسبوق من العنف والإساءة قبل الوفاة.

كيف تؤثر القوانين الأوروبية على إدارة المحتوى في منصة كيك؟

تواجه منصة كيك تحديات قانونية كبيرة في ظل قانون الخدمات الرقمية (DSA) الذي يلزم المنصات بسرعة التعامل مع المحتوى غير القانوني فور الإبلاغ عنه؛ إلا أن عدد مشرفي المحتوى في كيك لا يتجاوز 75 مشرفاً، ولا يوجد بينهم من يتحدث اللغة الفرنسية، مما يصعّب عليها مراقبة المحتوى الفرنسي بشكل فعّال. هذه المعطيات تضع المنصة تحت المجهر، خاصة مع ازدياد الضغط من الهيئات التنظيمية التي تطالب بتشديد الرقابة وتحسين آليات الإشراف على المحتوى لمنع تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.

منصة كيك: من نشأة مرنة إلى تحديات الرقابة الصارمة في عالم البث المباشر

تأسست منصة كيك في عام 2022 على يد الأسترالي إد كرافن والأميركي بيجان طهراني، اللذين حصلا على ثروات ضخمة من المراهنات بالعملات المشفرة؛ وبفضل سياسات إدارة المحتوى المرنة، سرعان ما أصبحت منصة كيك ملاذاً مفضلاً لمؤثرين ومدونين تم حظرهم من منصات منافسة مثل تويتش. ومع ذلك، أدت المرونة في سياسة المحتوى إلى ظهور تحديات كبيرة تتعلق بمراقبة التجاوزات والعنف، كما ظهر جلياً في قضية جان بورمانوف التي كشفت نقائص واضحة في إدارة المحتوى والإشراف على المنصة، مما دفع كيك إلى وعد هيئة أركوم بمراجعة وتحديث قواعدها.

تطرح قضية جان بورمانوف سؤالاً مهماً حول قدرة المنصات على حماية مستخدميها من الانتهاكات خلال البث المباشر، ليس فقط من الناحية التقنية بل أيضاً القانونية والأخلاقية؛ إذ تعكس هذه الحادثة الحاجة الملحة لتطوير سياسات أكثر صرامة وتوظيف مشرفين مختصين بلغة وثقافة الجمهور المستهدف لضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصة كيك وغيرها من المنصات المنافسة.