ارتفاع قياسي.. سعر «برنت» يتجاوز 67 دولاراً ويشعل أسواق النفط العالمية

أسعار النفط تستقر وسط تحديات السلام بين روسيا وأوكرانيا مع تسجيل مكاسب أسبوعية

شهدت أسعار النفط استقرارًا ملحوظًا يوم الجمعة مع تراجع آمال التوصل إلى اتفاق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن النفط يتجه نحو تحقيق أول مكاسب أسبوعية خلال ثلاثة أسابيع، مما يعكس تحركات السوق المتقلبة وسط تطورات سياسية واقتصادية هامة.

تطورات أسعار النفط وسط الأوضاع الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا

استقرت أسعار النفط يوم الجمعة إلى حد كبير، مع تعثر جهود تحقيق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا، وحرص الأسواق على تقييم التطورات الجديدة بحذر شديد. تراجعت التوقعات حيال التوصل إلى اتفاق سلام قريب، لكن توقعات تسجيل أول مكاسب أسبوعية للنفط منذ ثلاثة أسابيع ظلت تسيطر على المشهد. إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار ثمانية سنتات أو 0.1% لتسجل 67.75 دولار للبرميل، بينما صعد العقد الآجل لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتًا أو 0.2% إلى مستوى 63.64 دولار. وعند إغلاق الجلسة، سجل كلا العقدين ارتفاعات تجاوزت 1%، الأمر الذي يعكس زيادة الطلب النسبي رغم الأجواء السياسية المتوترة.

دور جهود ترامب في التأثير على أسعار النفط واستقرار الأسواق

يربط محللون بارزون تحركات أسعار النفط بالخطوات القادمة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى حاليًا إلى ترتيب قمة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ضمن محاولات التوسط للحد من الصراع وتأمين اتفاق سلام محتمل. ومع ذلك، يرى جيوفاني ستونوفو، محلل السلع لدى يو بي إس، أن الأسواق تنتظر هذه الخطوة بحذر شديد، مع توقعات بعدم حدوث تقدم جوهري في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يعكس حالة الحذر لدى المستثمرين حول تأثير أي تطورات على سوق النفط.

انخفاض مخزونات النفط الأمريكية ودوره في دعم الأسعار

تلقت أسعار النفط دعمًا ملحوظًا عقب صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي كشفت عن انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأسبوع الماضي، مما يشير إلى قوة الطلب في السوق. فقد انخفضت المخزونات بمقدار ستة ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس/آب، متجاوزة توقعات المحللين التي لم تتجاوز 1.8 مليون برميل. هذا الانخفاض الكبير يعكس استخدامًا مكثفًا للنفط رغم حالة عدم اليقين السياسي، مما أسهم في تعزيز ثقة المستثمرين في استقرار السوق. وعلى صعيد آخر، يراقب المستثمرون تقارير ندوة جاكسون هول الاقتصادية المقامة في وايومنج، بحثًا عن مؤشرات حول احتمالية خفض سعر الفائدة الأمريكية خلال الشهر المقبل، وهو عامل يمكن أن يؤثر على أسعار النفط من خلال دفع الطلب أو تقييده.

• تراجع الآمال في اتفاق سلام سريع بين روسيا وأوكرانيا يؤدي إلى استقرار نسبي في أسعار النفط
• انتظار الأسواق لخطوات الرئيس ترامب في التوسط لتنظيم قمة بين بوتين وزيلينسكي
• انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأكثر من المتوقع يعزز ثقة الطلب في السوق
• متابعة ندوة جاكسون هول الاقتصادية لتوقعات سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار النفط

تستمر الأسعار في التذبذب ضمن إطار من الترقب للمستقبل القريب، حيث تتداخل العوامل السياسية والاقتصادية لتشكيل ملامح السوق، مع بقاء الدعم من انخفاض المخزونات الأمريكية وقرب الإعلان عن خطوات جديدة من اللاعبين الرئيسيين في المشهد الدولي.