عودة الانتقادات.. جدل جديد حول تحويل «البكالوريا» بديلاً للثانوية العامة في مصر

نظام البكالوريا في مصر يثير جدلاً واسعاً بين أولياء الأمور والجهات الرسمية مع اقتراب تطبيقه اختيارياً كبديل لنظام الثانوية العامة في العام الدراسي المقبل، ما دفع إلى انتقادات حادة وسط شكاوى تتحدث عن إجبار الطلاب على الالتحاق بنظام البكالوريا، وهو ما تنفيه وزارة التربية والتعليم بشدة.

نظام البكالوريا في مصر بين الاختيار والانتقادات من أولياء الأمور

عاد نظام البكالوريا في مصر إلى دائرة الجدل بعدما تلقت الحكومة المصرية شكاوى من أولياء الأمور تتهم المدارس بإجبار الطلاب على الالتحاق بالنظام الجديد، الذي تقرر تطبيقه اختيارياً بداية من سبتمبر المقبل، كبديل لنظام الثانوية العامة الحالي. ورغم نفي وزارة التربية والتعليم لهذا الأمر، وتصريح المتحدث الرسمي شادي زلطة بأن القانون يكفل للطلاب حرية الاختيار بين شهادة الثانوية العامة وشهادة البكالوريا، إلا أن تكرار الشكاوى في محافظات مختلفة أثار مخاوف من وجود توجيه غير مباشر من بعض المدارس يدفع الطلاب للتسجيل في نظام البكالوريا، ما أثار تساؤلات حول شفافية التطبيق وفعاليته.

ويتميز نظام البكالوريا بأنه يمنح الطالب فرصتين للامتحان في كل مادة سنوياً، مع إمكانية دفع رسوم لا تتجاوز 200 جنيه للفرصة الثانية، بالإضافة إلى منح الطالب إمكانية دراسة مواد إضافية في أي مستوى بعد الانتهاء من المسار الأساسي، مع تحديد حد أقصى لأعوام الدراسة بالمرحلة الرئيسية تصل إلى أربع سنوات، مما يتيح مرونة أكثر مقارنة بالنظام التقليدي. ولكن هذه المميزات لم تمنع من انتشار انتقادات شديدة بسبب ما يرونه إجباراً ضمنياً على اختيار النظام الجديد.

تفاصيل نظام البكالوريا المصري وأبرز آراء الخبراء والبرلمانيين حوله

نظام البكالوريا المصري الذي أقره مجلس النواب مؤخراً يعتمد على مرحلتين أساسيتين؛ الأولى هي المرحلة التمهيدية في الصف الأول الثانوي، حيث يدرس الطالب 9 مواد تتضمن 6 مواد أساسية و3 مواد خارج المجموع، كما يشمل نجاح الطالب بمادة التربية الدينية بنسبة لا تقل عن 70% في إطارها الأساسي، والثانية هي المرحلة الرئيسية التي تمتد على عامين في الصفين الثاني والثالث الثانوي. وتؤكد وزارة التعليم أن المناهج المطروحة في النظامين متطابقة إلى حد كبير، باستثناء بعض الفروقات البسيطة في مواد المستوى الرفيع بشهادة البكالوريا التي لا تزيد نسبتها عن 20%.

وتأتي ردود الفعل البرلمانية على شكل تحذيرات من عضو مجلس النواب فريدي البياضي، الذي اعتبر أن هناك توجيهاً غير مباشر من المدارس لدفع الطلاب للالتحاق بالنظام الجديد، وأشار إلى أهمية النظر لجودة التعليم المقدمة والنظام الأكاديمي نفسه كمقياس للنجاح بدلاً من الاعتماد على أعداد الملتحقين فقط. وأضاف البياضي أن النظام الجديد قد لا يحد من تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية بل قد يزيدها، نظراً إلى عدد فرص التحسين المحددة بنظام البكالوريا.

آراء المتخصصين حول تأثير نظام البكالوريا على التعليم والطلاب في مصر

من جهة أخرى، يرى أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، حسن شحاتة، أن الشكاوى المتعلقة بإجبار الطلاب على نظام البكالوريا قد تكون نتاج تضخيم من جانب المستفيدين من النظام القديم، مؤكداً قدرة نظام البكالوريا على جذب الطلاب من خلال المزايا التي يقدمها مثل تقليل الضغوط النفسية بسبب قلة عدد المواد الدراسية، بالإضافة إلى منح الطالب أربع فرص لتحسين درجاته، مما يتيح له فرصة أفضل للالتحاق بالكليات التي يرغب بها. وأوضح شحاتة أن النظام الجديد يسعى لتقليل العبء على الطلاب مقارنة بالثانوية العامة، رغم التحديات والحذر من مدى تطبيقه بسلاسة في المرحلة الأولى.

ويبرز من بين الانتقادات التي تواجه نظام البكالوريا في مصر موضوع إجبار بعض المدارس للأهالي على التسجيل في النظام الجديد أو نقل الطلاب إلى مدارس أخرى مخصصة للثانوية العامة، وهو ما نفت الوزارة صحته باعتباره غير قانوني، مؤكدة أن نظام البكالوريا مجاني ويعتمد اختيارياً وفقاً للقانون، كما أنه معترف به دولياً، مما يضع أمام الحكومة تحدي إقناع الجميع بجديته وفاعليته.

• إعطاء الطالب فرصتين للامتحان سنوياً مع رسوم محددة
• دراسة مواد إضافية وتعدد المسارات بعد المسار الأساسي
• المرحلة التمهيدية في الصف الأول الثانوي مع 9 مواد دراسية
• مرحلة رئيسية تمتد عامين في الصفين الثاني والثالث ثانوي
• شروط نجاح محددة بمادة التربية الدينية بنسبة 70%