حملة تغيير.. الليرة السورية تظهر بتصميم جديد بعد سنوات الركود والتراجع المالي

إعادة هيكلة الليرة السورية عبر حذف صفرين من العملة الوطنية تعد خطوة استراتيجية تهدف لتعزيز ثقة المواطنين في الليرة، التي فقدت أكثر من 99% من قيمتها مقابل الدولار خلال السنوات الأخيرة، مما يفتح أفقًا لتحسين الأوضاع النقدية وتسهيل المعاملات المالية داخل سوريا بشكل ملحوظ

تحديات التعامل اليومي مع الليرة السورية وكيف تسهم إعادة هيكلة الليرة السورية في تخفيفها

يشكل الانخفاض الحاد في قيمة الليرة السورية عبئًا يوميًا على المواطنين في المعاملات المالية، حيث تضطر العائلات لحمل أكياس مليئة بأوراق فئة 5000 ليرة لإتمام مشترياتهم، ما يعكس عمق خسارة الليرة لقوتها الشرائية. وللتخفيف من هذه الصعوبات، يتجه البنك المركزي إلى إصدار أوراق نقدية جديدة بحذف صفرين من الليرة السورية، الأمر الذي سيسهل عمليات الدفع ويحسن الاستقرار النقدي، وهو ما أبرزته مصادر رسمية في مصرف سوريا المركزي خلال الاجتماعات التي ترأسها نائب الحاكم مخليس النازر ومهدت للخطوات التنفيذية للتغيير المنشود.

طرق إعادة هيكلة الليرة السورية: بين إعادة التصميم وإصدار عملة جديدة بالكامل

تنقسم وسائل إعادة هيكلة الليرة السورية إلى خيارين رئيسيين حسب تصريح الخبير المصرفي الدكتور عز الدين حسانين؛ الأول يتمثل في تحديث تصميم العملة دون تغيير قيمتها الأساسية، إذ ستبقى سعر صرف الليرة كما هو (مثلاً 10000 ليرة مقابل الدولار) لكن بألوان وتصاميم معاصرة أكثر جاذبية. أما الخيار الثاني فهو إصدار عملة جديدة تحل محل القديمة تمامًا، ما يتطلب تخطيطًا شاملًا ومتوازنًا بين السياسات النقدية والبنية التحتية المصرفية لضمان انتقال سلس وسليم. وأوضح حسانين أن البنك المركزي يمنح فترة سحب مرنة تمتد من شهر إلى سنة، بحيث تسمح بمراعاة الاستقرار في المعاملات المالية يوميًا.

تأثير إعادة هيكلة الليرة السورية على السيولة النقدية والثقة السياسية في العملة الوطنية

تنطوي خطة حذف الأصفار على تبعات واضحة على السيولة النقدية، خاصة مع غياب البنية التحتية الحديثة للمدفوعات الرقمية في سوريا، مما يخلق تحديات في توفير الكميات الكافية من النقد في الأسواق. لكن المسؤولين المصرفيين يؤكدون أن من ضمن أهداف إعادة هيكلة الليرة السورية استرجاع نحو 40 تريليون ليرة منتشرة خارج النظام الرسمي، بهدف ضبط السوق النقدي بشكل أفضل. وعلى الجانب السياسي، تعكس الأوراق النقدية الجديدة رمزية واضحة؛ حيث تظهر ورقة فئة 2000 ليرة باللون البنفسجي وتحمل صورة الرئيس بشار الأسد، بينما تبرز ورقة 1000 ليرة الخضراء صورة والده حافظ الأسد، ما يشير إلى استمرارية حكم أسرة آل الأسد على مدى خمسة عقود.

الفئة النقدية الصورة لون الورقة المعنى الرمزي
2000 ليرة بشار الأسد بنفسجي تمثيل السلطة الحالية
1000 ليرة حافظ الأسد أخضر عهد حكم الأسرة السابقة

تأتي هذه التغييرات النقدية في سياق أزمة إنسانية متزايدة، حيث يعيش حوالي 90% من السوريين تحت خط الفقر، ويحتاج نحو 16 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة بحسب تقارير منظمة الأغذية والزراعة، مما يجعل استقرار الليرة السورية ونظام نقدي فعال من العوامل الأساسية لتخفيف معاناة السكان ومساعدتهم في تأمين احتياجاتهم اليومية.

  • زيادة سرعة تنفيذ عمليات الدفع والتحويلات النقدية
  • تقليل كمية الأوراق النقدية المستخدمة في التعاملات اليومية
  • تعزيز الثقة لدى المواطنين والمستثمرين في النظام النقدي السوري
  • ضبط السوق النقدي والحد من السيولة المتداولة خارج الأطر الرسمية