الحكم الشرعي.. تعرف على موقف الدين من شراء حلوى المولد النبوي

هل شراء حلوى المولد حلال أم حرام؟ هو سؤال يتكرر مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، إذ ارتبطت هذه المناسبة بالعديد من الطقوس والعادات الاجتماعية، من بينها شراء حلوى المولد وتقديمها للأهل والأصدقاء، خاصة في مصر والعالم الإسلامي؛ ما يثير التساؤل حول مدى جواز هذه العادة شرعًا.

ما حكم شراء حلوى المولد حلال أم حرام في الشريعة الإسلامية؟

أصبح شراء حلوى المولد من العادات الشعبية الراسخة على مدار قرون طويلة، فتزدحم الأسواق بمحلات الحلوى قبل أيام من المناسبة، وتكثر عمليات الشراء من قبل الأسر التي ترغب في الاحتفال المشترك. وبسؤال دار الإفتاء المصرية عن حكم شراء حلوى المولد، أوضحت مرارًا أن لا حرج شرعي في ذلك، بل إن الأمر يدخل تحت العادات المباحة التي تستهدف إدخال السرور على النفس والآخرين، كما أن هذه العادة تُعد طريقة لإظهار الفرح بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط خلو المناسبة من المحرمات والجوانب الدينية غير المستندة إلى دليل. وأضافت أن تناول الحلوى يصنف كعادة اجتماعية لا تدخل في نطاق العبادات، ولذلك فهي من الأمور التي يجوز فعلها ضمن المباحات.

الفرق بين العبادات والعادات في شراء حلوى المولد حلال أم حرام؟

لفهم حكم شراء حلوى المولد حلال أم حرام لا بد من التمييز بين مفهوم العبادة والعادة، فالعبادات لا يجوز القيام بها إلا بناء على دليل شرعي واضح، ولا يُمكن الابتداع فيها، أما العادات الاجتماعية فهي مقبولة مادامت لا تتضمن مخالفة صريحة للشريعة. بناءً على ذلك، فإن شراء الحلوى أو تقديمها للأطفال من مظاهر الفرح المشروعة، ولا علاقة لها بمخالفة دينية، فهي تعبير عن إحياء تقاليد ثقافية واجتماعية. ورغم وجود بعض الأصوات التي تعتبر العادة بدعة، يرى معظم العلماء أن هذا التشدد غير مبرر؛ لأن الاحتفال والمشاركة في شراء حلوى المولد لا يتضمنان أمورًا محرمة كالإسراف أو انتهاك الضوابط الشرعية، بل تضيف هذه العادة إلى التراث الثقافي والديني بعدًا يعزز الروابط المجتمعية.

كيف يمكن الاحتفال بشراء حلوى المولد حلال أم حرام بطريقة متوازنة؟

شراء حلوى المولد وسيلة فعالة لنشر البهجة بين الأطفال وإحياء التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، حيث تقوم العديد من الجمعيات الخيرية خلال هذه المناسبة بتوزيع الحلوى على المحتاجين، مما يضفي بعدًا إنسانيًا يعزز المحبة والألفة. ومع أن شراء الحلوى مباح شرعًا، يبقى الاعتدال في تناولها ضروريًا، نظرًا لما تحويه من نسب عالية من السكر التي قد تسبب أضرارًا صحية. وطبقًا للشرع، تشجع القيم الإسلامية على الوسطية والابتعاد عن الإسراف، وهذا ينطبق على استهلاك الحلوى في المولد، ليُحقق الاحتفال التوازن بين الفرح والمصلحة الصحية، بما يضمن الاستمتاع دون تجاوز الحدود.

• شراء حلوى المولد لا حرج فيه شرعًا، وهو من العادات المباحة.
• الاحتفال بالمولد مرتبط بإظهار الفرح بذكرى النبي الكريم، ولا يدخل في نطاق العبادات التي تلزم دليلًا.
• الاعتدال في تناول الحلوى ضروري للحفاظ على الصحة والالتزام بالوسطية الشرعية.
• توزيع الحلوى على الفقراء والمحتاجين يعزز روح التكافل والمحبة في المجتمع.