تقلص الرهانات.. ارتفاع الدولار يتصاعد قبيل خطاب باول المنتظر

الاحتمالات المتجددة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع التضخم في اليابان تدفع اتجاهات الين والدولار نحو تحولات مهمة في السوق

شهدت أسعار الصرف تراجعًا ملحوظًا في احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال سبتمبر المقبل، ما أدى إلى نزول حاد في قيمة الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأخرى، وسط بيانات تضخم أعلى من المتوقع في اليابان التي ترفع من فرص زيادة أسعار الفائدة اليابانية، مما يعكس تغيرات جوهرية في السياسة النقدية وتأثيرها على السوق العالمية.

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وأثرها على حركة الين الياباني

في السوق الآسيوية يوم الجمعة، انخفض الين الياباني مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية، ليواصل خسائره لليوم الثاني على التوالي أمام الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوى له خلال الأسابيع الثلاثة الماضية؛ وذلك بسبب تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل. يظهر الين في طريقه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية في نحو شهر ونصف، رغم صدور بيانات التضخم الأساسي في اليابان أعلى من التوقعات، وهي بيانات تدفع البنك المركزي الياباني نحو خيار رفع أسعار الفائدة.

ارتفع صرف الدولار مقابل الين بنسبة تزيد عن 0.2% ليصل إلى مستوى 148.69 ين، وهو الأعلى منذ بداية أغسطس من افتتاح اليوم عند 148.37 ين، مسجلاً أدنى مستوى عند 148.24 ين. عاد الين ليستقر على هبوط نسبته 0.7% مقابل الدولار يوم الخميس، وهو أول انخفاض له خلال الثلاثة أيام الماضية، متأثرًا بصدور بيانات اقتصادية أمريكية قوية دفعت الدولار للصعود.

ارتفاع مؤشر الدولار مقابل العملات وتأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على توقعات الفائدة

ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% يوم الجمعة، موسعًا مكاسبه للجلسة الثانية على التوالي، ليصل إلى أعلى مستوياته خلال الأسبوعين الأخيرين عند 98.70 نقطة، معززًا وضع الدولار كأفضل عملة في السوق مقابل سلة العملات الرئيسية والثانوية. ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بزيادة الإقبال على الدولار كأفضل خيار استثماري في سوق الصرف، لا سيما بعد صدور بيانات اقتصادية قوية من القطاعات الأساسية في الولايات المتحدة لشهر أغسطس.

تظهر البيانات استمرار وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أفضل من التوقعات في الربع الثالث، رغم القلق حول السياسات التجارية العدوانية للرئيس دونالد ترامب، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على توقعات أسعار الفائدة الأمريكية.

وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، انخفضت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر من 81% إلى 75%، بينما ارتفعت فرص الإبقاء على الأسعار دون تغيير من 19% إلى 25%. وتنتظر الأسواق خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في منتدى جاكسون هول الاقتصادي السنوي لإعادة تقييم تلك الاحتمالات.

بيانات التضخم في اليابان واحتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية

شهد مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في اليابان ارتفاعًا بنسبة 3.1% خلال يوليو، متجاوزًا توقعات السوق التي حددتها عند 3.0%، بعد أن سجل المؤشر 3.3% في يونيو. تؤكد هذه البيانات استمرار الضغوط التضخمية في اليابان، مما يضاعف احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، خاصة في سبتمبر القادم.

تقدر احتمالات رفع أسعار الفائدة اليابانية بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر بحوالي 40% حاليًا، ويترقب المستثمرون صدور المزيد من البيانات المتعلقة بالتضخم والبطالة والأجور لتكوين صورة أدق عن مسار السياسة النقدية. من المتوقع أن يقدم محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، مزيدًا من المؤشرات حول توجهات السياسة النقدية خلال كلمته في منتدى جاكسون هول.

  • 63% من الاقتصاديين يتوقعون رفع سعر الفائدة إلى 0.75% على الأقل قبل نهاية العام
  • 92% يتوقعون بقاء سعر الفائدة عند 0.50% حتى نهاية سبتمبر
التاريخ مؤشر الدولار سعر صرف الدولار مقابل الين
1 أغسطس 148.00 ¥
22 أغسطس 98.70 نقطة 148.69 ¥

وفي إطار النظرة الفنية، يهاجم سعر الدولار مقابل الين مستوى مقاومة محورية بحسب توقعات 22 أغسطس 2025، ما قد يفتح الباب أمام تحركات سعرية جديدة في سوق العملات.

يتبين من المعطيات أن تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وافتراضات ارتفاع التضخم الياباني يؤثران بقوة على تحركات الين والدولار، مع توقعات متباينة لمسار السياسات النقدية لكل من الولايات المتحدة واليابان خلال الفترة القادمة، ما يجسد ديناميكية مستمرة في أسواق العملات العالمية.