تغيير جذري.. الليرة السورية تكشف عن تصميم جديد بعد عقود من التثبيت

الاستعلام عن إصدار الليرة السورية الجديدة وحذف صفرين من العملة هو محور اهتمام المواطنين في ظل الانهيار الكبير لقيمة الليرة خلال السنوات الماضية، حيث تسعى سوريا من خلال هذه الخطوة لاستعادة الثقة الاقتصادية وتحسين الاستقرار النقدي الذي تدهور بشكل ملحوظ منذ بدء الحرب عام 2011، مع توقعات بانطلاق الإصدار خلال ديسمبر المقبل وسط تحركات للبنك المركزي لإدارته.

التعاملات اليومية وتأثير إصدار الليرة السورية الجديدة على السوق

تسبب الانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية بتعقيد التعاملات المالية وتحويل الأموال، حتى أن الأسر تعمد بشكل يومي إلى حمل أكياس تحتوي على ضخمة من أوراق الـ5000 ليرة وهي أعلى فئة نقدية متاحة حاليًا؛ ما يجعل إصدار الليرة السورية الجديدة عبر حذف صفرين خطوة مهمة في تسهيل العمليات النقدية. البنك المركزي السوري أعلن ضمن خطته لتحسين الاستقرار النقدي نية إصدار هذه العملة الجديدة التي ستسهم في تخفيف الحمل اليومي للمواطنين وتسهل العمليات المصرفية والتجارية، وذلك بعد اجتماعات عُقدت برئاسة نائب الحاكم مخليس النازر بحضور مسؤولين اقتصاديين ومصرفيين.

خيارات تغيير العملة السورية وأبعاد إصدار الليرة السورية الجديدة

يرى الخبير المصرفي د. عز الدين حسانين أن تغيير العملة السورية ينقسم إلى خيارين: الأول هو تغيير تصميم العملة دون تعديل قيمتها، بحيث تبقى الليرة على سعرها الحالي لكن بمظهر جديد؛ والخيار الثاني هو إصدار عملة جديدة كليًا تحل محل القديمة، مع ضرورة التخطيط الدقيق للسياسات النقدية والبنية التحتية المصرفية. في حالته، سيكون إصدار الليرة السورية الجديدة عبر حذف صفري اليسار خطوة يتبعها سحب العملة القديمة تدريجيًا خلال مدة زمنية قد تمتد من شهر إلى سنة، حسب الظروف الاقتصادية. كما أن البنك المركزي يلتزم بمعايير دولية في إصدار العملات الجديدة لضمان جودتها واستقرار قيمتها أمام العملات الأجنبية، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل العرض والطلب والحالة الاقتصادية العالمية والمحلية.

نقص السيولة وتأثير إصدار الليرة السورية الجديدة على الاقتصاد والسياسة النقدية

أثارت خطة إعادة هيكلة العملة ومبادرة إصدار الليرة السورية الجديدة تساؤلات حول إمكانية حدوث نقص في السيولة، خصوصًا مع قلة البنية التحتية اللازمة للمدفوعات الرقمية في سوريا، إضافة إلى وجود نحو 40 تريليون ليرة سورية متداولة خارج النظام المالي الرسمي حسب مصادر مصرفية. تحوي الأوراق الجديدة وجوه بشار الأسد على ورقة 2000 ليرة البنفسجية وصورة والده حافظ الأسد على ورقة 1000 ليرة الخضراء، مما يعكس رمزية سياسية تعبر عن انفصال معين عن حكم الأسرة الذي استمر لعقود عدة. الجدير بالذكر، أن سوريا وقعت اتفاقًا مع شركة جوزناك الروسية لطباعة الأوراق النقدية الجديدة، بعد زيارة وفد سوري رسمي إلى موسكو، وتأتي هذه الخطوة وسط أزمة إنسانية خانقة، حيث يعاني حوالي 90% من السكان من الفقر، ويحتاج نحو 16 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية، بينما يواجه 14 مليون خطر انعدام الأمن الغذائي، بينهم 1.3 مليون في وضع صحي حرج.

العملة الحالية العملة الجديدة (بعد حذف صفرين)
10000 ليرة سورية 100 ليرة سورية
5000 ليرة سورية 50 ليرة سورية
  • إصدار الليرة السورية الجديدة بحذف صفرين لتسهيل المعاملات اليومية
  • تخطيط البنك المركزي لسحب العملة القديمة خلال فترة زمنية محددة
  • ضمان جودة وتثبيت قيمة الليرة وفق معايير دولية
  • التعاون مع شركة جوزناك الروسية لطباعة العملات الجديدة
  • مواجهة تحديات نقص السيولة والعملة غير الرسمية في السوق