مكاسب أسبوعية.. الغاز الأوروبي يواصل الارتفاع رغم تعثر محادثات السلام في أوكرانيا

تتجه أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لتحقيق أول ارتفاع أسبوعي منذ ثلاثة أسابيع، مع تراجع التفاؤل الأولي تجاه جهود الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، مما دفع العقود المستقبلية القياسية للارتفاع يوم الجمعة، مسجلةً مكاسب تقترب من 8% خلال الأسبوع.

تراجع آمال السلام وتأثيره على أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا انخفاضًا حادًا إلى أدنى مستوياتها خلال عام وسط تفاؤل واسع بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ مطالبة روسيا بالدور في ضمانات الأمن الخاصة بأوكرانيا وفرض سيطرتها على بعض الأراضي عرقلت مساعي التسوية. يرى معظم المتداولين أن فرص تحقيق السلام تبقى محدودة، مثلما تقلّص إيجاد تدفقات إضافية من الغاز الروسي إلى السوق؛ ما يعني استمرار أوروبا في المنافسة الشديدة مع المشترين الآخرين على إمدادات الغاز الطبيعي في ظل استعدادات موسم التدفئة المقبل.

كتب محللو شركة “إنرجي أسبكتس” بقيادة إريسا باسكو في مذكرة صدرت خلال هذا الأسبوع: “ما زلنا بعيدين جدًا عن التوصل إلى اتفاق شامل يحظى بموافقة جميع الأطراف”، إذ يعكس هذا الوضع عدم الاستقرار وتذبذب الأسعار في سوق الغاز الطبيعي في أوروبا.

تأثير صيانة خطوط الغاز في النرويج على سوق الغاز الطبيعي في أوروبا

تستعد سوق الغاز في أوروبا لأعمال صيانة مهمة ستبدأ قريبًا في النرويج، التي تعد من أبرز موردي الغاز للقارة، وهذا الإجراء سيرتب عليه تقليص الإمدادات المتاحة في السوق مما يدفع الأسعار للارتفاع. من المتوقع أن تدفع هذه الصيانة إلى زيادة الطلب على شحنات الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في الأسواق الأوروبية، مع وجود خطر توجه هذه الشحنات إلى الأسواق الآسيوية بسبب فروقات الأسعار الجذابة هناك.

ارتفعت العقود المستقبلية لشهر أقرب استحقاق في السوق الهولندية، وهي المؤشر الرئيسي لأسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، بنسبة 1.1% لتصل إلى 33.55 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند بداية التداول صباح يوم الجمعة بتوقيت أمستردام.

عوامل مستقرة تدعم ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا

تتأثر أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا نتيجة عدة عوامل مركبة تجمع بين الأوضاع السياسية الجيوسياسية، والصيانة الفنية لمزودي الغاز الرئيسيين، والتنافس العام على الموارد خلال المواسم الباردة. يمكن تلخيص أهم هذه العوامل في النقاط التالية:

  • تلاشي التفاؤل باتفاقيات السلام بين روسيا وأوكرانيا مما يضع ضغوطاً مستمرة على الإمدادات.
  • الاستعدادات الفنية لصيانة خطوط الإمداد في النرويج، مما سيقلص بعض الإمدادات المؤقتة.
  • المنافسة الشرسة بين المشترين الأوروبيين والآسيويين على شحنات الغاز الطبيعي المسال لعقد صفقات تسليم مُربحة.
العامل التأثير
التوترات الروسية الأوكرانية تقييد الإمدادات وعدم استقرار الأسعار
أعمال الصيانة في النرويج تقليص مؤقت في الإمدادات ورفع الأسعار
طلب الغاز الطبيعي المسال زيادة في المنافسة وارتفاع الأسعار

تُظهر هذه العوامل كيف أن حركة أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا لن تكون مستقرة في القريب، بل ستشهد تقلبات مرتبطة بالتطورات السياسية والفنية والتنافس على المورد الحيوي، ما يؤكد أهمية متابعة تحركات السوق بشكل دائم لفهم توجهات الأسعار.