تراجع عالمي.. أسعار الذهب تنخفض مع صعود الدولار والترقب لخطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي

انخفاض الذهب في المعاملات الفورية وتأثير كلمات جيروم باول على أسعار المعدن النفيس أصبحت محور اهتمام المتداولين بعد تراجع سعر الذهب بنسبة 0.3% إلى 3337.95 دولار للأونصة في جلسة الخميس، بالتزامن مع ارتفاع الدولار الأمريكي وانتظار كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوتها السنوية في جاكسون هول لمعرفة اتجاه سياسات الفائدة المستقبلية ومدى تأثيرها على أسعار الذهب.

تراجع الذهب في المعاملات الفورية وسط صعود مفاجئ للدولار الأمريكي

شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات الخميس انخفاضًا نسبته 0.3% في المعاملات الفورية لتصل إلى 3337.95 دولار للأونصة، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% إلى 3386.50 دولار عند الإغلاق؛ ويأتي هذا التراجع بعد ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.4%، مما رفع التكلفة على المستثمرين الذين يحملون عملات أخرى بخلاف الدولار الأمريكي. إذ يؤثر ارتفاع الدولار على الذهب بشكل سلبي لأن المعدن المقوم بالدولار يصبح أكثر كلفة للمشترين في الأسواق العالمية من خارج الولايات المتحدة، مما يقلل من الطلب عليه بشكل مباشر ويخفض أسعاره.

تأثير تصريحات جيروم باول وتوقعات خفض الفائدة على سعر الذهب

يركز المتداولون على تصريحات جيروم باول في ندوة جاكسون هول التي ستحدد مسار أسعار الذهب في الفترة القادمة؛ ففي رأي إدوارد ماير، المحلل في شركة ماريكس، إذا دل باول على خفض معدلات الفائدة في سبتمبر، فإن ذلك سيكون متوقعًا ومضمّنًا في الأسعار؛ أما الإشارات إلى خفض إضافي في أكتوبر أو ديسمبر فستضعف الدولار الأمريكي وتضغط أسعار الذهب صعودًا. وبحسب أداة FedWatch في بورصة شيكاغو، يتوقع المستثمرون احتمالًا بنسبة 71% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل؛ وهذا التوجه يدعم الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في ظل تخفيف الضغوط التضخمية.

مؤشرات اقتصادية وتحركات سوق المعادن الثمينة في ظل الأوضاع الراهنة

في سياق متصل، ارتفع عدد طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مسجلاً أكبر زيادة منذ نحو ثلاثة أشهر، مما يعكس بعض الضغوط الاقتصادية التي قد تؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وعلى صعيد الأحداث القانونية، تخطط وزارة العدل الأمريكية لفتح تحقيق مع عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك، بخصوص مزاعم احتيال في الرهن العقاري، وهو ما قد يعزز حالة الحذر في الأسواق المالية. من ناحية أخرى، رفعت خدمة الأبحاث BMI التابعة لشركة فيتش سوليوشنز توقعاتها لأسعار الذهب لعام 2025 بمقدار 150 دولارًا ليصل السعر المتوقع إلى 3250 دولار للأونصة، مستندة إلى احتمالية خفض معدلات الفائدة في سبتمبر.

وفي ما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت أسعارها تحركات متفاوتة خلال جلسات الخميس، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 38.10 دولار للأونصة، كما زاد سعر البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1354.20 دولارًا؛ بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.6% إلى 1107.41 دولارًا. لسهولة الاطلاع، إليكم جدول بأسعار المعادن خلال تداولات اليوم:

• متابعة تصريحات جيروم باول بدقة لرصد انعكاساتها على سعر الذهب
• مراقبة تحركات مؤشر الدولار الأمريكي وتأثيرها على طلب الذهب
• التنبه لأي مستجدات في طلب إعانات البطالة الأمريكية وتأثيرها على السياسة النقدية
• متابعة التطورات القانونية المتعلقة بعضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها المحتمل في الأسواق

يبقى انخفاض الذهب في المعاملات الفورية مرتبطًا بشكل وثيق بحالة الدولار ومواقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع المحللون والمستثمرون أن خفض الفائدة في سبتمبر قد يرفع أسعار الذهب، بينما أي إشارات لتعزيز السياسة النقدية قد تؤدي إلى استمرار الضغط على المعدن الأصفر مع تعزيز الدولار الأمريكي. توسع التوقعات الصادرة عن مؤسسات الأبحاث يعكس اهتمام السوق بالتحولات القادمة وتأثيرها على المعادن الثمينة، التي تبقى ملاذًا استثماريًا هامًا في ظل التوترات الاقتصادية المتلاحقة.