تصاعد التوترات.. ارتفاع جديد في أسعار النفط مع تصاعد الخلاف بين موسكو وكييف

أسعار النفط ترتفع وسط أجواء عدم اليقين بشأن جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف بشأن تعثر محادثات السلام؛ حيث شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً ملحوظاً في عقود النفط الآجلة التي تعكس تغيرات العرض والطلب تحت تأثير التوترات الجيوسياسية الجارية.

تطورات أسعار النفط وأسباب ارتفاعها خلال تعاملات الخميس

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً عند إغلاق تعاملات يوم الخميس، مع تسارع العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر بنسبة 1.25%، أي بمقدار 83 سنتاً، لتصل إلى مستوى 67.67 دولاراً للبرميل، بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي تسليم أكتوبر –والذي يعد العقد الأكثر نشاطاً– بنسبة 1.3% بمقدار 81 سنتاً مسجلة 63.52 دولار للبرميل؛ هذا الارتفاع جاء نتيجة حالة من عدم اليقين التي تهيمن على مساعي إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن تعثر محادثات السلام بين موسكو وكييف التي تبادلت الاتهامات فيما بينها بشأن تعطيل هذه المفاوضات.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط

تأثرت أسعار النفط بشكل واضح بتصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث شنت روسيا هجوماً جوياً واسع النطاق داخل الأراضي الأوكرانية، ردت عليه كييف بإعلان استهداف مصفاة نفط روسية، مما أحدث حالة من عدم الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية؛ هذا التوتر بين موسكو وكييف ينعكس بشكل مباشر في تحركات أسعار النفط، ويزيد من المخاوف بشأن استمرار تعطل الإمدادات النفطية في المنطقة، ما يحفز ارتفاع أسعار النفط وسط المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.

• اشتداد المعارك الجوية بين روسيا وأوكرانيا
• تعثر محادثات السلام نتيجة تبادل الاتهامات
• استهداف منشآت نفطية مما يزيد من القلق بشأن الإمدادات

دور مؤشر مديري المشتريات الأمريكي في توقعات طلب النفط

على صعيد آخر، أظهر مسح صادر عن “إس آند بي جلوبال” الخميس أن مؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة ارتفع ليصل إلى 55.4 نقطة خلال أغسطس، وهو أعلى مستوى يسجله في ثمانية أشهر، مما يشير إلى مرونة الاقتصاد الأمريكي وتعزيز توقعات زيادة الطلب على النفط في الفترة المقبلة؛ هذا النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة يدعم تحفيز استهلاك الطاقة ويؤثر إيجاباً على أسعار النفط، حيث يُعتبر مؤشر مديري المشتريات بارومتر موثوق لقوة الاقتصاد واحتمالات نمو الاستهلاك الصناعي للطاقة.

في ضوء هذه التطورات، يبقى المشهد النفطي العالمي مرهوناً بالتطورات السياسية في أوكرانيا والاقتصاد الأمريكي، مما يجعل أسعار النفط مرشحة للتقلب والتغير تبعاً لنتائج المفاوضات ومستوى الطلب العالمي؛ إذ لم تنجح المحادثات بين موسكو وكييف في إحداث انفراجة تسهم في تهدئة الأسواق، فيما يواصل مؤشر مديري المشتريات الأميركي إمكاناته في تحفيز الطلب على الخام خلال الأشهر المقبلة.