طلب قوي.. ارتفاع أسعار النفط يعكس انتعاش الأسواق العالمية بشكل لافت.

ارتفاع أسعار النفط مدعوم بتراجع مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة يشير إلى استقرار الطلب العالمي، مما يعزز توجهات السوق نحو صعود الأسعار. شهد خام برنت ارتفاعاً طفيفاً إلى 66.97 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى 62.86 دولار، في ظل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي كشفت عن تخفيضات أكبر من المتوقع في المخزونات. هذا التقرير يستعرض أسباب صعود الأسعار وتأثير الأوضاع الجيوسياسية عليها.

أسباب ارتفاع أسعار النفط وتأثير انخفاض مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة

يعود ارتفاع أسعار النفط إلى تراجع مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة بشكل أكبر من التوقعات السابقة؛ حيث سجلت إدارة معلومات الطاقة انخفاضاً بمقدار 6 ملايين برميل من مخزونات الخام، مقابل توقعات بتراجع أقل بكثير عند 1.8 مليون برميل فقط، وهو ما يعكس قوة الطلب في السوق الأميركي خاصة مع موسم السفر الصيفي. وفي البنزين، انخفضت المخزونات بمقدار 2.7 مليون برميل، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى هبوط 915 ألف برميل، ما يعزز من فرضية تحسن حركة القيادة واستهلاك الوقود في تلك الفترة. كما أن زيادة استهلاك وقود الطائرات لأعلى مستوى له منذ 2019 تدل بدورها على نشاط سفر متزايد يعزز الطلب على النفط.

دور الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط العالمية

تُبيّن التطورات الأمنية سياسيًا تداخلًا واضحًا مع أسواق النفط، خاصة في ظل الأزمة الأوكرانية التي ما زالت تواجه تحديات كبيرة في مسارات الحل السياسي، إذ شددت روسيا على أن محادثات الأمن حول أوكرانيا دون مشاركتها لن تجدي نفعاً، بينما يدرس مستشارون غربيون ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الصراع. استمرار هذه الأزمة يدعم العقوبات الغربية المفروضة على النفط الروسي، الأمر الذي يضيف ضغطاً على الأسواق ويرفع من احتمالات زيادة الأسعار. في هذا السياق، تلقي التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية على مشتريات النفط الروسي من الهند بظلالها أيضاً على سوق النفط حيث تسعى الهند للحفاظ على إمداداتها الروسية رغم التحذيرات.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على أسواق النفط وتوريد النفط الروسي إلى الهند

تشكل القيود والرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على السلع الهندية، بنسبة 25% بداية من 27 أغسطس، رد فعل على مواصلة الهند شراء النفط الروسي، ما يعكس توتراً تجارياً مرتبطاً بالسوق النفطي. من جهة أخرى، أعلن دبلوماسيون روس في الهند أن موسكو مستمرة في توريد النفط الخام إلى السوق الهندية، مدفوعة برغبة في تعميق العلاقات التجارية والتغلب على القيود الغربية المفروضة على صادراتها النفطية. وهذا الصراع التجاري الدولي يبرز كيف تتشابك العوامل الجيوسياسية مع سوق النفط العالمي.

• انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بشكل أكبر من التوقعات
• زيادة قوة الطلب مع موسم السفر الصيفي واستهلاك وقود الطائرات
• التوترات السياسية المتعلقة بأوكرانيا وتأثير العقوبات الغربية على النفط الروسي
• فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية جديدة على السلع الهندية بسبب مشتريات النفط الروسي
• تأكيد روسيا استمرار توريد النفط إلى الهند رغم التحديات

تسير أسعار النفط اليوم في مسار يعكس استجابة متقدمة للعوامل الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يظل تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة الدافع الرئيسي لتعزيز الأسعار، بينما يلعب الصراع في أوكرانيا والضغوط التجارية دوراً أساسياً في تقلبات السوق. استمرار سلسلة التحديات هذه يعكس سيناريو معقد لسوق النفط العالمي، يربط بين استقرار الطلب وتوترات العرض وسط مشهد دولي متغير.