صوت مؤثر.. الشيخ ياسين التهامي وحكاية الإلهام التي أسرت قلوب ملايين في مصر والعالم.

الشيخ ياسين التهامي صوت صوفي أسر القلوب في مصر والعالم العربي، وامتدت شهرته لأكثر من خمسة عقود في مجال الإنشاد الديني والصوفي، حيث جمع بين العذوبة والعمق الروحي في أدائه، مما جعله مدرسة متفردة في عالم الإنشاد الصوفي.

نشأة الشيخ ياسين التهامي وبدايات صوته الصوفي في مصر

وُلد الشيخ ياسين التهامي عام 1949 في قرية الحواتكة بمركز منفلوط في محافظة أسيوط، وسط بيئة ريفية متدينة كانت تتعانق فيها المساجد والزوايا وحلقات الذكر، فكانت مصدر إلهام وجداني وروحي له منذ طفولته؛ إذ حفظ القرآن الكريم وتأثر بالتراث الصوفي والديني المحيط به. بدأ مسيرته الفنية في أوائل السبعينيات من خلال مشاركته في الاحتفالات الدينية والمناسبات الشعبية بصعيد مصر، قبل أن يمتد صيته إلى القاهرة والمحافظات الأخرى، حيث أصبح صوت صوفي يُحتفى به في المجالس الروحانية وحلقات الذكر، جامعًا بين الطرب الروحي والفن الرفيع.

أسلوب الشيخ ياسين التهامي الفني وأثره في عالم الإنشاد الصوفي

يمتاز صوت الشيخ ياسين التهامي بأنه ليس تقليديًا يكرر القصائد، بل صاغ أسلوبًا فنيًا خاصًا قائمًا على أداء قصائد كبار المتصوفة مثل ابن الفارض، الحلاج، ورومي، معتمداً على مقامات موسيقية متعددة تزيد من ثراء الإنشاد وروحه. يتميز أداؤه بالطول والعمق؛ إذ يمكن أن يستمر الإنشاد لساعات دون أن يفقد تفاعل الحضور، بحالة وجد صوفي يتجلى فيها الانسجام بين الصوت والكلمات، ما يجعل المستمع يعيش تجربة روحانية حصرية. قدرته على أسر القلوب بصوته الجهوري المؤثر، الذي يدمج القوة والعذوبة، جعلت له مكانة متميزة بين منشدين الإنشاد الصوفي، وأرسى مدرسة فريدة نتاج رحلة فنية وروحية طويلة.

الانتشار الواسع وتأثير الشيخ ياسين التهامي وصوته الصوفي على الأجيال الجديدة

لم يقتصر حضور صوت الشيخ ياسين التهامي الصوفي على مصر فقط، وإنما امتد ليشمل أغلب الدول العربية، كما أحيا حفلات وملتقيات دينية في أوروبا وإفريقيا، حيث ساهم في نقل الإنشاد الصوفي إلى منصات عالمية، محققًا جسرًا ثقافيًا وروحانيًا بين الشرق والغرب. لهذا السبب، أصبح رمزًا للتراث الروحي المصري، وأيقونة من أيقونات الإنشاد الصوفي. في نفس الوقت، ترك إرثًا تأسيسيًا فتح الأبواب أمام أجيال جديدة من المنشدين، أبرزهم ابنه الشيخ محمود التهامي، الذي يُعد من أبرز الأصوات الشابة في مجال المديح الصوفي، حيث ألهمت مدرسة صوت الشيخ ياسين العديد من الشباب في الوطن العربي والإسلامي للاستمرار في الحفاظ على هذا الفن العظيم.

  • حفظ القرآن وحلقات الذكر في بيئة ريفية صعيدية
  • تجديد فن الإنشاد الصوفي باستعمال المقامات الموسيقية المتنوعة
  • نقل الإنشاد من الزوايا إلى المسارح والمهرجانات الدولية
  • تأثيره المستمر عبر الأجيال، خاصة من خلال أبنائه والتلاميذ
  • الاعتماد على قصائد لها عمق روحي كبير تعبر عن عشق الله

يرتبط صوت الشيخ ياسين التهامي الصوفي ارتباطًا وثيقًا بعالم التصوف الحقيقي؛ إذ جعل من الأداء وسيلة للتعبير عن الحب الإلهي والشوق الروحي، مفضلاً القصائد التي تتناول فكرة الفناء في حب الله والتسليم الكامل له، ما يخلق حالة وجد وبكاء وتفاعل عميق بين المستمعين، مؤكدًا على بُعد الرسالة الروحية التي يحملها. رغم انتشاره الكبير، حافظ على بساطته وارتباطه بالجمهور البسيط بعيدًا عن الأضواء الإعلامية والتلفزيونية، وبقي صوتاً صوفيًا شعبيًا يخاطب القلوب بعذوبة وصدق، كما حفظت منصات الإنترنت العديد من تسجيلاته النادرة التي ما زالت تلهم عشاق الإنشاد حتى اليوم.

العنصر الوصف
تاريخ الميلاد 1949
مكان الولادة قرية الحواتكة، منفلوط، أسيوط
البداية الفنية أوائل السبعينيات في الاحتفالات الدينية
الأسلوب استخدام مقامات موسيقية متعددة، أداء طويل النفس
الأكبر تأثيرًا ابنه الشيخ محمود التهامي

لقد ترك صوت الشيخ ياسين التهامي الصوفي إرثًا خالدًا يمزج الفن بالروحانية، حيث توجت مسيرته الطويلة التي عززت حضوره كأيقونة حية للإنشاد الصوفي، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق هذا الفن، يعبر عن الأصالة والثقافة الروحية لمصر والعالم العربي، مصدراً لا ينضب يعكس أسمى معاني العشق الإلهي.