القيادة الفعالة.. كيف يحدد المدير 75% من نجاح أو فشل الموظفين؟

أثبتت الدراسات أن المدير يتحمل مسؤولية 75% من نجاح الموظفين أو فشلهم، مما يؤكد أهمية القيادة الفعالة في تحقيق الأداء الإداري الأمثل؛ وهذا ما أكده المهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة. الجهاز الإداري بالدولة، كما هو الحال في أغلب الأجهزة حول العالم، يحتوي على عناصر متعددة من الكفاءة، تتفاوت بين كفاءات عالية وأخرى أقل، لكن يبقى هناك جنود مجهولون يعملون بصمت لخدمة المواطن.

تأثير المدير على نجاح الموظفين في الجهاز الإداري للدولة

أكد رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة أن معظم نجاح أو فشل الموظف يعود إلى المدير الذي يشرف عليه، حيث تشير الدراسات إلى أن القدرات الإدارية للدائرة القيادية تعادل 75% من أداء العاملين، مقابل 25% فقط يتحملها الموظف نفسه، وهو ما يبرز أهمية اختيار قيادات ذات مهارات تحفيزية وتشجيعية. هذه القيادات القادرة على تمكين فرق العمل وتدريبهم، تساهم بشكل كبير في استثمار العنصر البشري بكفاءة عالية ضمن الجهاز الإداري لكل وحدة حكومية. يعاني الجهاز، مثل أي مؤسسة أخرى، من وجود بعض العناصر الأقل كفاءة، لكن مع الاهتمام بتقويم وتحسين تلك الكفاءات يصبح بالإمكان تحقيق صورة إيجابية تسيطر على المشهد العام.

الجهاز الإداري وأداء الخدمات الأساسية رغم التحديات

خلال حوار مع «المصري اليوم»، أشار المهندس حاتم نبيل إلى أن الجهاز الإداري المصري حافظ على استقراره وكفاءته رغم مرور البلاد بثورتين كبيرتين. ولم تتعرض الخدمات الأساسية التي يقدمها الجهاز لأي انقطاعات تُذكر، كالمياه والبنزين، وهو إنجاز يعود بشكل رئيس إلى الموظفين المخلصين الذين يحرصون على أداء واجبهم رغم الظروف. هذا الاستقرار الإداري يعبر عن قوة الجهاز ومتانة بنيته الإدارية التي تعتمد على الموظفين الذين يُعتبرون الجنود المجهولين في مواجهة التحديات اليومية.

خطط التدريب والتطوير لتعزيز كفاءة القيادات والموظفين في الجهاز الإداري للدولة

على صعيد التطوير والتنمية، يشير حاتم نبيل إلى التوسع الملحوظ في منظومة التعليم والتدريب عن بعد، حيث تتاح للمتدربين برامج تدريبية متكاملة داخل مقار عملهم في مختلف المحافظات، يليها إجراء اختبارات تقييم القدرات لقياس مدى فاعلية التدريب. الهدف من هذه المنظومة هو رفع كفاءة أكبر عدد ممكن من القيادات، بغض النظر عن عددهم الذي سيتم اختياره لشغل المناصب القيادية. لا تقتصر برامج التدريب على القادة فقط، بل تشمل أيضًا الموظفين المستهدف ترقيتهم بين الدرجات الوظيفية، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تطوير قدرات الكوادر البشرية بالدولة.

• توفير برامج تدريبية عن بعد تشمل جميع المحافظات
• اختبارات تقييم القدرات بعد التدريب
• تطوير منظومة إدارة التعلم (LMS) لتوسيع فرص التعليم المستمر
• تركيز خاص على تطوير الكفاءات القيادية والموظفين المرشحين للترقية

يجري العمل حاليًا على تحسين منظومة إدارة التعلم (LMS) بما يتيح فرصًا موسعة ومستدامة للتدريب والتعليم المستمر في بيئة العمل، الأمر الذي يعكس حرص الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على استثمار العنصر البشري بشكل فعّال في كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة؛ وهو ما يعزز من استمرارية الأداء المتميز وتقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين.