100 طن.. دبي تحقق طفرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتحول المستقبل الطاقي

الهيدروجين الأخضر في دبي: مشروع رائد يدفع الطاقة المستدامة نحو مستقبل واعد

كشف معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن مشروع الهيدروجين الأخضر الذي أطلقته الهيئة في مايو 2021 تمكن من إنتاج أكثر من 100 طن من الهيدروجين الأخضر حتى الآن، حيث تم استخدام الغالبية العظمى من هذه الكمية لإنتاج أكثر من 1.15 جيجاوات من الطاقة الخضراء عبر محرك يعتمد على غاز الهيدروجين، ما أسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 515 طناً، إضافة إلى استخدام حوالي 11 طناً من الهيدروجين في تزويد سيارات خلايا الوقود بمحطة إينوك للخدمة المستقبلية في مدينة إكسبو دبي، التي تتيح سرعة شحن تصل إلى ثماني دقائق لكل سيارة.

محطة إينوك ودور الهيدروجين الأخضر في تعزيز النقل المستدام

تُعتبر محطة إينوك في مدينة إكسبو دبي الوحيدة في المنطقة التي تقدم الوقود الهيدروجيني الأخضر والهيدروكربوني (البنزين والديزل)، إلى جانب محطات شحن المركبات الكهربائية، وتزود الهيئة هذه المحطة بالهيدروجين الأخضر المنتج من مشروع الهيدروجين الأخضر في مركز البحوث والتطوير بمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مما يبرز أهمية الهيدروجين الأخضر في دفع مبادرات النقل المستدام للحد من الانبعاثات الكربونية بقطاع النقل. وأكد سعيد الطاير أن المشروع يعكس توجيهات قيادتي الدولة لتعزيز مكانة الإمارات التنافسية في مجال الهيدروجين وتسريع وصولها إلى قائمة أكبر الدول المنتجة للهيدروجين بأسعار منخفضة على مستوى العالم.

الهيدروجين الأخضر واستراتيجيات الإمارات الوطنية للحياد المناخي وطاقة نظيفة

يدعم مشروع الهيدروجين الأخضر استراتيجيات الإمارات المختلفة، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين واستراتيجية الحياد المناخي 2050، إلى جانب استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050، التي تهدف إلى تحقيق إنتاج 100% من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول منتصف القرن، إضافة إلى استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 التي تسعى لتعزيز استخدام المركبات الكهربائية والهجينة والهيدروجينية. ويمثل مشروع الهيدروجين الأخضر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يعتمد على الطاقة الشمسية لإنتاج الهيدروجين، ما يجعله نموذجاً فريداً يدعم تنمية الطاقة النظيفة محلياً وإقليمياً.

إنتاج الهيدروجين الأخضر وتأثيره في تكلفة الطاقة وكفاءة الإنتاج

ينتج مشروع الهيدروجين الأخضر نحو 20 كيلوغراماً من الهيدروجين في الساعة، مع قدرة تخزين تصل إلى 12 ساعة عبر خزانات الغاز، ويعمل المحرك باستخدام هذا الغاز بقدرة تقارب 300 كيلووات كهربائية، ما يسهل دمج الهيدروجين في منظومة إنتاج الطاقة النظيفة. ويساعد المشروع في تقليل تكلفة الإنتاج والتخزين للهيدروجين الأخضر، ما يؤدي إلى خفض تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة وزيادة كفاءتها. جاء تنفيذ المشروع ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد عالمياً بطاقة إنتاجية متوقعة تتجاوز 5 جيجاوات بحلول 2030، مما يساهم في تحقيق أسعار تنافسية للهيدروجين الأخضر. يُنتج الهيدروجين الأخضر عبر التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقة المتجددة؛ وقد حققت هيئة كهرباء ومياه دبي أرقاماً قياسية عالمية في انخفاض أسعار مشاريع الطاقة الشمسية، ليصبح معياراً عالمياً في هذا المجال.

• إنتاج أكثر من 100 طن من الهيدروجين الأخضر منذ مايو 2021
• استخدام الهيدروجين في إنتاج 1.15 جيجاوات من الطاقة الخضراء
• خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 515 طناً
• تزويد سيارات الهيدروجين بمحطة إينوك في إكسبو دبي
• دعم الاستراتيجيات الوطنية للحياد المناخي والطاقة النظيفة

يعزز مشروع الهيدروجين الأخضر مكانة دولة الإمارات كقائد عالمي في مجال الطاقة النظيفة، ويجسد التزامها بتحقيق الريادة في سوق الهيدروجين العالمي، حيث تستهدف الدولة الحصول على حصة تصل إلى 25% بحلول عام 2030، وقد صنفت الإمارات في المركز الأول ضمن تقرير القدرة التنافسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر لعام 2024 الذي أعدته شركة ألفاريز ومارسال. وتمتاز الإمارات بتوافر الطاقة الشمسية بشكل كبير، وخزانات الغاز الطبيعي المناسبة لإنتاج الهيدروجين الأزرق مع عمليات احتجاز وتخزين الكربون، إضافة إلى بنية تحتية قوية وشراكات استراتيجية متينة تدعم تعزيز هذه الصناعة الواعدة، مستفيدة من كونها السوق الأسرع نمواً في المنطقة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة. ترتكز أهمية الهيدروجين الأخضر على إنتاجه من خلال التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقة المتجددة، ما يجعله وقوداً نظيفاً خالياً من الكربون، ويسهم بشكل فعّال في التخفيف من آثار التغير المناخي، الأمر الذي حظي باهتمام استثماري وشراكات عالمية متزايدة، تدفع عجلة التنمية المستدامة نحو أفق أكثر إشراقاً.