أرباح مباراة.. النرويج توجه إيرادات مواجهة منتخبها مع إسرائيل لدعم غزة الإنسانية

الاتحاد النرويجي لكرة القدم يخصص أرباح مباراة إسرائيل لدعم غزة

أكد الاتحاد النرويجي لكرة القدم تخصيص كامل أرباح مباراة منتخب النرويج أمام إسرائيل ضمن تصفيات كأس العالم، لدعم منظمات الإغاثة العاملة في قطاع غزة، ما أثار جدلاً واسعًا على المستويين الرياضي والسياسي. وبدءًا من 25 أغسطس، مع طرح تذاكر المباراة، برزت ردود فعل مختلفة من الأطراف المعنية، حيث اعتبر البعض هذه الخطوة ذات أهمية إنسانية، فيما انتقدها آخرون بوصفها تسييسًا للرياضة. نستعرض في هذا المقال التفاصيل الكاملة لهذا القرار وتأثيراته المحتملة على الساحة الرياضية الدولية.

الاتحاد النرويجي لكرة القدم ودعم غزة عبر أرباح المباراة

أوضح الاتحاد النرويجي لكرة القدم بقيادة ليزه كلافينيس أن العائدات المالية لمباراة النرويج أمام إسرائيل سيتم توجيهها مباشرة إلى منظمات إنسانية تقدم مساعدات عاجلة للمدنيين في قطاع غزة، معتبرة أن الرياضة تمتلك قدرة فريدة على توصيل رسائل الدعم والمساندة في أوقات الأزمات. وأكدت كلافينيس أن المعاناة المستمرة في غزة تضع المجتمع الدولي أمام واجب أخلاقي لا يتيح التفرج، وهو ما دفع الاتحاد لاتخاذ هذه المبادرة الإنسانية بالتزامن مع بدء بيع التذاكر في 25 أغسطس. هذا القرار يعكس إيمان الاتحاد النرويجي بأن الرياضة لا يمكن أن تكون محايدة تجاه مأساة إنسانية تؤثر على ملايين الأبرياء.

ردود فعل متباينة على قرار الاتحاد النرويجي لكرة القدم تجاه غزة

تصاعدت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على قرار الاتحاد النرويجي لكرة القدم تخصيص أرباح المباراة لدعم غزة، حيث وصف الاتحاد الإسرائيلي هذه المبادرة بأنها تسييس للرياضة ومحاولة لاستغلالها في قضايا سياسية بعيدة؛ مشيرًا بسخرية إلى موضوع صيد الحيتان في النرويج كونه “مشكلة أكبر”. كما طالب بتوجيه العائدات المالية بدلاً من ذلك إلى “ضحايا هجمات 7 أكتوبر” أو دعم “جهود تحرير الرهائن”، متحدّثًا عن مخاوف من وصول الأموال إلى جهات غير شرعية، وهو ما يزيد من تعقيد المسألة ويُثير قلقًا على مصداقية الاستخدام الفعلي لتلك العائدات. وعلى الرغم من ذلك، أكد المنتخب الإسرائيلي التزامه بخوض المباراة في موعدها المحدد بالعاصمة أوسلو، مما يبرز الحرص على استكمال المسابقة بالرغم من التوترات السياسية.

التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي والفيفا في ظل قرار الاتحاد النرويجي لكرة القدم

تبرز تساؤلات جدية لدى الصحف الأوروبية حول تداعيات قرار الاتحاد النرويجي لكرة القدم على الهيئات الرياضية الدولية مثل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) والاتحاد الدولي (الفيفا)؛ كون هذا الموقف يمس بنقاش الفصل بين الرياضة والسياسة. في ظل هذه القضية، دخلت رابطة المدربين الإيطاليين على خط الأزمة بتقديم توصية للاتحاد الإيطالي تطالب باعتماد مواقف إنسانية واضحة، منها دعوة “فيفا” و”يويفا” إلى تعليق مشاركة المنتخب الإسرائيلي مؤقتًا في البطولات الدولية، معتبرة أن القيم الإنسانية التي تحملها الرياضة تفرض مواقف واضحة تجاه الأزمات الإنسانية الكبرى.

تتضمن الخطوات المقترحة في هذا الصدد عدة محاور:

• مراجعة قرارات المشاركة عبر منظور إنساني لا سياسياً فقط
• تقييم تأثير الأحداث الجارية على بيئة المنافسات الرياضية
• تحديد معايير واضحة لسياسة الحياد والعدل في الرياضة
• التنسيق مع المنظمات الإنسانية لضمان توجيه المساعدات بأمان

تعكس هذه التطورات تحديًا جديدًا أمام الهيئات الرياضية لتحافظ على التوازن ما بين معايير الحياد الرياضي والقضايا الإنسانية، مما يضعها في موقع حسّاس يتطلب اتخاد قرارات دقيقة تنسجم مع القيم العالمية للرياضة وإنسانية الوقت الراهن.