الذاكرة الخارقة.. كيف يحافظ كبار السن على صحة إدراكية مدهشة بعد تجاوز عمر الـ80؟

كبار السن وذاكرة خارقة؛ نامت دراسة علمية مؤخراً على كشف سر الصحة الإدراكية بعد عمر الثمانين، وهو ما يكذب الاعتقاد السائد بأن تراجع القدرات العقلية وفقدان الذاكرة حتميان مع تقدم العمر، إذ تبين أن بعض كبار السن يمتلكون ذاكرة قوية وقدرات ذهنية تضاهي تلك التي يملكها أفراد أصغر منهم بثلاثة عقود أو أكثر

من هم كبار السن وذاكرة خارقة؟ فهم الأشخاص فوق 80 عامًا بذكاء استثنائي

يشير مصطلح كبار السن وذاكرة خارقة إلى فئة فريدة من الأشخاص الذين تجاوزوا الثمانين من عمرهم ويحتفظون بأداء إدراكي وذاكري متميز جداً، يُقارن بالأشخاص في عمر الخمسين أو أقل، وهو ما دفع الباحثين إلى دراسة أدمغتهم بشكل مكثف من أجل معرفة العوامل التي تمنحهم هذه المرونة العقلية الاستثنائية رغم تقدم السن. هؤلاء الأشخاص يُعرفون باسم “المسنون الخارقون” ويشكلون نموذجاً يعاكس الفكرة التقليدية التي تربط التقدم في العمر بتدهور الوظائف العقلية

تفاصيل ونشأة بحث كبار السن وذاكرة خارقة: تحليل علمي عميق لأدمغة المتبرعين

راجع فريق بحثي أدمغة 79 من كبار السن الذين تبرعوا بأدمغتهم، وتمكنوا من رصد اختلافات جوهرية بين أدمغة كبار السن وذاكرة خارقة وأولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي مرتبط بالشيخوخة، حيث وجدوا أن بعض الأدمغة تحتوي على تراكمات من بروتينات الأميلويد وتاو المرتبطة بمرض الزهايمر، بينما أدمغة أخرى كانت إما خالية من هذه البروتينات أو احتوت عليها مع استمرار الأداء الإدراكي القوي لدى أصحابها، مما يشير إلى وجود مسارات بيولوجية متعددة في الشيخوخة؛ بعضها يحمي الدماغ من التدهور، والآخر يعتمد على قدرة الدماغ على التكيف والتعويض في مواجهة التغيرات العصبية

سمات كبار السن وذاكرة خارقة: الخصائص الدماغية والسلوكية التي تحافظ على الصحة الإدراكية

أظهرت الدراسة أن أدمغة كبار السن وذاكرة خارقة لا تعاني من ترقق قشرة الدماغ الخارجية التي تتحكم في اتخاذ القرارات وتنظيم العواطف، كما لوحظ وجود زيادة في خلايا فون إيكونومو العصبية وخلايا أنتورينالية عصبية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالذاكرة والسلوك الاجتماعي، وعلاوة على ذلك، يتسم هؤلاء الأشخاص بحياة اجتماعية نشطة وحفاظهم على علاقات شخصية قوية، ما يعزز صحتهم الذهنية ويشكل جزءًا من نمط حياتهم الذي يرسخ مرونة العقل ويحافظ عليها مع التقدم بالعمر

• اتباع نظام غذائي متوازن وصحي
• الحصول على قسط كافٍ ومنتظم من النوم
• ممارسة الرياضة بانتظام
• الحفاظ على التواصل الاجتماعي والعلاقات القوية
• علاج الأمراض المزمنة والابتعاد عن التدخين

تؤكد الدراسة على ضرورة تبني نمط حياة صحي للحفاظ على الصحة الإدراكية، حيث أن ما هو مفيد للقلب ينطبق أيضًا على الدماغ، وهذه العادات تقلل من عوامل خطر تدهور القدرات العقلية مع التقدم في السن، رغم أنها لا تضمن القضاء التام على المشكلات الإدراكية. الأبحاث الحديثة تبين أن فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر ليس أمرًا حتميًا، إذ إن هناك كبار سن يتمتعون بذاكرة فائقة وقدرة تفكير مرنة مستمرة. إن الجمع بين نمط حياة متوازن وبيئة اجتماعية داعمة يعززان صحة الدماغ ورفاهيته حتى في سن متقدمة نادرة ما يتوصل إليها البحث العلمي