فقاعة متصدعة.. انهيار مؤثر في أسهم الرقائق يهز الأسواق العالمية ويثير قلق المستثمرين

تراجعات أسهم الرقائق وتأثيرها على نفسية المتعاملين وشهية المخاطر في أسواق الأسهم العالمية شهدت أسوأ أيامها خلال تعاملات أمس وأول أمس، حيث تأثرت أغلب البورصات الكبرى بموجة واسعة من الانخفاضات اليوم الأربعاء، مما يعكس حالة من التوتر والقلق وسط المستثمرين بشأن مستقبل قطاع التكنولوجيا الحيوية والرقائق الإلكترونية المتقدمة.

تراجع أسهم الرقائق وأثرها على نفسية المتعاملين في الأسواق العالمية

انخفض مؤشر «ناسداك» المجمع لأسهم التكنولوجيا بشكل ملحوظ عند نهاية تعاملات أمس الثلاثاء، مع تصاعد المخاوف من تحول ارتفاعات أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى إلى فقاعة سعرية تهدد استقرار الأسواق، إذ بلغت هذه الأسهم مستويات قياسية غير مسبوقة الأسبوع الماضي، لكن التراجعات الأخيرة هدأت من وتيرة المكاسب الحادة. منذ بداية العام، تمكن مؤشر «ناسداك» من كسر مستوياته القياسية حوالي 20 مرة، فيما قفزت القيمة السوقية لشركة إنفيديا بنحو تريليوني دولار خلال أربعة أشهر فقط، من 3.2 تريليون في مايو إلى 4.283 تريليون دولار حتى إغلاق أمس، لكن هذه المكاسب تواجه اختبارًا حقيقيًا مع حالة التراجع الراهنة.

تراجع أسهم الرقائق وتأثيره على التحركات الأوروبية والآسيوية في الأسواق المالية

شهدت الأسواق الأوروبية هبوطًا واضحًا في الأسهم، خصوصًا أسهم شركات التكنولوجيا، التي تأثرت بتراجع نظيراتها في وول ستريت. فقد انخفض مؤشر قطاع التكنولوجيا الفرعي في أوروبا بأكثر من 1% بعد يوم من تخفيضات مماثلة في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من فقاعة بأسهم شركات الذكاء الاصطناعي وعدم وضوح توقعات أسعار الفائدة. كما انخفض قطاع شركات الدفاع بنسبة 2% تحت ضغط أنباء عن قمة محتملة بين أوكرانيا وروسيا، ما أدى إلى تراجع الطلب على الأصول المرتبطة بالعقود العسكرية. في آسيا، شهد مؤشر نيكي الياباني تراجعًا لليوم الثاني على التوالي متأثرًا بانخفاض أسهم شركات الرقائق، بينما انتعشت الأسهم في الصين بدعم من تثبيت البنك المركزي على أسعار الفائدة واستمرار الأنشطة الحكومية لتحفيز قطاعات معينة في الاقتصاد.

تصريحات الحكومة الأميركية وتأثيرها على أسهم الرقائق العالمية

رفعت المخاوف من تدخل الحكومة الأميركية في قطاع أشباه الموصلات من حدة التراجع ضمن أسهم الرقائق، حيث أفاد فوميكا شيميزو، خبير في شركة «نومورا»، بأن موقف الحكومة قد يؤثر بشكل ملموس على أسهم شركات التكنولوجيا المتقدمة في الولايات المتحدة والشركات اليابانية المرتبطة بالقطاع. في أحدث تصريحاته، أعلن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك أن الحكومة تطمح إلى حصة في أسهم شركة «إنتل» مقابل منح مالية تمت الموافقة عليها سابقًا، تزامنًا مع استثمار «سوفت بنك» بقيمة ملياري دولار في شركة الرقائق الأميركية المتعثرة. هذا الخبر دفع سهم «إنتل» للارتفاع بنسبة 7% إلى 25.31 دولار عند نهاية تعاملات أمس، بينما تعافت بعض الأسهم الأخرى مثل «ميكروسوفت» وإنفيديا، لكنها ظلت تحت ضغوط التراجع.

  • سهم مجموعة «سوفت بنك» انخفض 7.1% إلى 1145 يناً
  • سهم «طوكيو إلكترون» تراجع 1.4% إلى 20925 يناً
  • سهم «تي إس إم سي» هبط 4.22% إلى 1135 دولاراً تايوانياً
  • سهم «إنفيديا» نزل 3.5% إلى 175.64 دولار
المؤشر أو السهم النسبة / السعر
ناسداك تراجع 1.45% إلى 21315.95 نقطة
ستاندرد آند بورز 500 هبوط 0.58% إلى 6411.53 نقطة
داو جونز الصناعي ارتفاع 0.02% إلى 44922.64 نقطة

يتابع المستثمرون عن كثب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول في ندوة جاكسون هول المرتقبة، حيث تكمن توقعاتهم في إمكانية أن يتجه باول إلى تشديد السياسة النقدية أكثر من التوقعات الحالية، الأمر الذي قد يعزز تقلبات سوق الأسهم، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والرقائق المتقدمة. هذه التوترات بين المناخ الاقتصادي الحالي وتدخلات السياسات الحكومية تعكس تحديات كبيرة أمام أسهم الرقائق التي تتحرك بين موجات صعود وهبوط متقلبة، تؤثر بقوة على شهية المخاطر ونفسية المتعاملين في الأسواق المالية العالمية اليوم.