ارتفاع النفط.. المستثمرون يتأهبون لقرارات حاسمة في مساعي السلام بأوكرانيا

الدولار الأمريكي استقر وسط ترقب المستثمرين لخطاب جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال ندوة جاكسون هول السنوية، حيث يترقب المتعاملون إشارات واضحة حول اتجاه السياسة النقدية المقبلة، خاصة في ظل توقعات خفض الفائدة في سبتمبر. في المقابل، هبط الدولار النيوزيلندي بعد خفض سعر الفائدة، مما أثار اهتمامات واسعة في الأسواق المالية.

تأثير خطاب جيروم باول على السياسة النقدية ومسار الدولار الأمريكي

يركز السوق على خطاب جيروم باول الذي سيُلقيه الجمعة خلال ندوة جاكسون هول، إذ يسعى المستثمرون إلى فهم توجهات الاحتياطي الفيدرالي حيال أسعار الفائدة والسياسة النقدية المستقبلية؛ إذ من المتوقع أن يمنحوا احتمالاً بنحو 85% لخفض ربع نقطة مئوية في اجتماع منتصف سبتمبر، مع توقع تخفيضات إجمالية تصل إلى 54 نقطة أساس بنهاية العام. ويأتي هذا الاهتمام بعد ضعف تقرير الوظائف الأمريكية الشهر الماضي وبيانات أسعار المستهلكين التي أظهرت ضغوطًا محدودة من الرسوم الجمركية، ما عزز من احتمالية خفض الفائدة. بالمقابل، قد يزيد ارتفاع أسعار المنتجين من حذر الفيدرالي، بحسب كيرستين كوندبي-نيلسن، محللة العملات في بنك “دانسك”، التي أشارت إلى احتمال تغير لهجة باول بين التوازن والتشدد خلال خطابه المقبل.

في هذا السياق، ستصدر الأربعاء محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للقاء 29 و30 يوليو، الذي قرر فيه تثبيت سعر الفائدة، لكن المحضر قد لا يكشف عن جديد بسبب توقيته قبل صدور بيانات العمالة الضعيفة، ما يجعل تركيز المستثمرين حاليًا منصبًا على خطاب باول بشكل خاص.

خسائر الدولار النيوزيلندي بعد خفض سعر الفائدة وتوقعات التيسير النقدي

تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 1.3% إلى 0.5815 دولار أمريكي، وهو الأدنى منذ 11 أبريل، إثر قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة إلى 3.0% مع إشارة المجلس لمناقشة خفض أكبر بنحو نصف نقطة. وأدى ذلك إلى تعديل توقعات الحد الأدنى لسعر الفائدة من 2.85% إلى 2.55%. في رأي براشانت نيو نها، استراتيجي أسعار الفائدة لدى “تي دي سيكيوريتيز”، لم يتوقع السوق إشارة تيسيرية قوية تدفع لمزيد من التخفيضات، لكنه رفع توقعاته لتصل إلى 2.5% بحلول نوفمبر، مما يعكس تزايد احتمالات المزيد من التيسير النقدي.

هذا التغيير يعكس ضغطًا متزايدًا من صناع السياسات على الاقتصاد المحلي وسط توقعات النمو والضغوط التضخمية، مما يجعل سوق الصرف الأجنبي أكثر حساسية لأي توجهات نقدية جديدة من بنك الاحتياطي النيوزيلندي.

التطورات في العملات العالمية وتأثيراتها وسط ديناميكيات التضخم والأسواق المشفرة

شهدت العملات العالمية تقلبات طفيفة، حيث استقر الكرونة السويدية عند 2% بعد تثبيت البنك المركزي لسعر الفائدة وفق التوقعات. بينما سجل اليورو انخفاضًا بنسبة 0.1% مقابل الدولار إلى 1.1636 دولار، مقابل ارتفاع الدولار أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.1% إلى 0.8078 فرنك، وتراجع أمام الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 147.61 ين. أما الجنيه الإسترليني، فقد ارتفع قليلاً أمام اليورو والدولار بعد صدور بيانات تضخم أعلى من المتوقع، مما يعكس تفاقم مشكلة التضخم في بريطانيا، التي تسجل أعلى معدلات بين الاقتصادات الكبرى الغنية.

يرجح خبراء مثل كريس تيرنر في “ING” أن بنك إنجلترا يشعر بقلق أكبر حيال تضخم أسعار الغذاء، الذي لم يتغير كثيرًا، وأن تقرير مؤشر أسعار المستهلك قد لا يؤثر كثيرًا على توجهات السياسة النقدية الحالية. ويرجع جزء من زيادة التضخم في قطاع الخدمات إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، التي تتزامن مع موسم العطلات المدرسية.

في الأسواق الرقمية، استقر سعر البيتكوين عند نحو 113,897 دولارًا، بعد أن هبط سابقًا لأدنى مستوى منذ 3 أغسطس عند 112,578.38 دولارًا، متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي، ما يعكس التقلبات والعلاقة الوثيقة بين العملات الرقمية والعملات التقليدية.

• استقرار مؤشر الدولار عند 98.319 بعد وصوله إلى 98.441
• تراجع الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوياته في 5 أشهر
• تثبيت سعر الفائدة في السويد وتراجع طفيف لليورو
• ارتفاع التضخم في بريطانيا وقلق بنك إنجلترا بشأن أسعار الغذاء
• تباين أداء العملات مقابل الدولار الأمريكي

تجمع هذه المتغيرات المتقلبة بين تأثيرات السياسة النقدية المنتظرة للدولار الأمريكي، والتعديلات المفاجئة في أسعار الفائدة حول العالم، مع استمرار الأسواق في رصد المؤشرات الاقتصادية الأساسية وتحركات العملات الرقمية، في انتظار ما سيعلنه جيروم باول خلال الأيام المقبلة.