أدنى مستوى.. تراجع سعر الذهب لأقل قيمة خلال 3 أسابيع وسط قوة الدولار المتصاعدة

الهبوط الحاد في أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار وتأثير ندوة الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول

شهدت أسعار الذهب هبوطاً ملحوظاً إلى أدنى مستوى لها منذ نحو ثلاثة أسابيع يوم الأربعاء، متأثرة بارتفاع مؤشر الدولار الأميركي، فيما تترقب الأسواق ندوة «الاحتياطي الفيدرالي» في جاكسون هول التي ستُعقد في وقت لاحق من هذا الأسبوع؛ بحثاً عن مؤشرات واضحة بشأن اتجاه السياسة النقدية. وجاء سعر الذهب الفوري مسجلاً 3318.07 دولار للأوقية عند الساعة 04:11 بتوقيت غرينيتش، في حين بلغت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم ديسمبر 3360.70 دولار للأوقية مما يعكس حالة التوتر وعدم اليقين التي تسود بين المستثمرين.

تأثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب وانعكاساته في الأسواق العالمية

ارتفع مؤشر الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من أسبوع، مما جعل الذهب أقل جذباً للمشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى؛ نظراً لتكلفة الشراء الأعلى في ظل ارتفاع قيمة الدولار، وهو العامل الذي ساهم بشكل مباشر في انخفاض أسعار الذهب الفوري والعقود الآجلة. وأوضح كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في «أواندا»، أن ارتفاع الدولار إلى جانب تحسن شهية المخاطرة نتيجة التطورات الجيوسياسية الأخيرة يلعب دوراً مهماً في خفض معدلات الطلب على الذهب، خصوصاً مع ترقب الأسواق لخطاب رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في ندوة جاكسون هول، الذي ينتظره المستثمرون بكثافة بحثاً عن دلائل تحدد مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

ندوة الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول ومحضر اجتماع يوليو وتأثيرهما على مسار الذهب

تخيم على سوق الذهب حالة من الحذر الشديد مع اقتراب خطاب جيروم باول المقرر في ندوة جاكسون هول التي ينظمها «الاحتياطي الفيدرالي» في كانساس سيتي يوم الجمعة؛ إذ يترقب المستثمرون أية إشارة عن مدى استمرار التشديد النقدي أو التوجه نحو التيسير. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع صدور محضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» لشهر يوليو الذي قد يوفر مزيداً من الرؤى حول موقف البنك المركزي مما يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة تستند إلى العقود الآجلة لأسعار الفائدة، والتي تشير إلى خفضين مرتقبين rates بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما خلال العام الحالي، مع ترجيح أن يكون الخفض الأول في سبتمبر. ويبرز هنا دور أسعار الفائدة المنخفضة في دعم أداء الذهب وسط بيئةٍ متقلبة تزايدت فيها حالات عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على أسواق المعادن الثمينة غير الذهبية

في الوقت الذي يعاني فيه الذهب من تراجع نسبي، تستمر التطورات السياسية في ميادين أخرى، حيث نفى الرئيس الأميركي دونالد ترمب نشر قوات برية في أوكرانيا، لكنه ألمح إلى احتمال تقديم دعم جوي كجزء من اتفاق محتمل لإنهاء النزاع الروسي في المنطقة، بينما أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحادثات البيت الأبيض واصفاً إياها بـ«الخطوة الكبيرة إلى الأمام» تجاه إنهاء أعنف صراع شهدته أوروبا منذ 80 عاماً، إذ يُخطط لعقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترمب. هذا المناخ الجيوسياسي انعكس على المعادن الأخرى، حيث تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 37.23 دولار للأوقية، في حين ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 0.3% مسجلة 1310.06 دولاراً، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1% ليبلغ 1103.95 دولاراً، ما يشير إلى تحولات متباينة في أسواق المعادن الثمينة.

المعدن السعر الحالي (دولار/أوقية) التغير (%)
ذهب فوري 3318.07 هبوط
عقود ذهب ديسمبر 3360.70 هبوط
فضة فورية 37.23 -0.4%
بلاتين 1310.06 +0.3%
بلاديوم 1103.95 -1%
  • ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي وتأثيره المباشر على أسعار الذهب
  • ترقب المستثمرين لخطاب جيروم باول وصدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
  • المستقبل المحتمل لأسعار الفائدة وتأثيره على سعر الذهب
  • الدور السياسي والجيوسياسي في تحديد تقلبات المعادن الثمينة

يراقب المستثمرون تحركات سعر الذهب بعناية في ظل التقلبات الراهنة، مع وعي كامل بتأثير متغيرات الأسواق النقدية والجيوسياسية على توقعات المعدن النفيس؛ حيث يصبح بؤرة اهتمام المستثمرين مع كل استجد في السياسة النقدية الأميركية أو تطورات الأوضاع الدولية، ما يجعل أداء الذهب مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمستقبل أسعار الفائدة وحالة عدم اليقين التي قد تزيد الطلب عليه كملاذ آمن.