نتائج اللقاء.. ترامب وزيلينسكي يفشلان في توحيد الموقف بشأن الحرب الأوكرانية

لقاء ترامب وزيلينسكي لم يسفر عن موقف موحد فيما يخص الحرب الأوكرانية، حيث أكد الدكتور رمضان أبو جزر، رئيس مركز بروكسل للدراسات الاستراتيجية، أن القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقادة الاتحاد الأوروبي لم تُفضِ إلى توافق حول المسائل المتعلقة بالنزاع في أوكرانيا، رغم حضور كبار المسؤولين الأوروبيين على غير المتوقع؛ إذ رغم أن الدعوة كانت موجّهة فقط لزيلينسكي، فإن الأوروبيين ترددوا في الثقة بسياسات ترامب، مما دفعهم إلى المشاركة لإيصال رسائل سياسية تعكس أهمية المصالح والضمانات الأمنية لأوروبا أكثر من أوكرانيا نفسها.

انعكاسات لقاء ترامب وزيلينسكي على الموقف الأوروبي والأمريكي من الحرب الأوكرانية

أوضح الدكتور رمضان أبو جزر في مقابلة مع قناة ten أن الجهود الأوروبية الداخلية تمت بشكل جيد، لكنها لم تؤثر على موقف ترامب إزاء الأزمة الأوكرانية، خاصة بعد تصريحاته في لقاء مع قناة CNN التي استبعد فيها قبول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو منحها ضمانات دفاعية مماثلة لأعضاء الحلف الحاليين؛ الأمر الذي أبرز الخلافات المتجددة بين الأوروبيين والأمريكيين. في الوقت نفسه، أشار أبو جزر إلى أن مواقف الأطراف كلها لا تزال متباعدة؛ فالدول الأوروبية وأوكرانيا تصرّان على ضرورة توفير ضمانات أمنية واضحة، بينما من غير المرجح أن يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي اتفاقية مقترحة، لا سيما في ظل غموض ماهية هذه الضمانات التي تحتاجها أوكرانيا.

ترامب يعيد تأكيد معارضته لانضمام أوكرانيا لحلف الناتو خلال لقاءاته السياسية

عزّز ترامب موقفه الرافض لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو رغم دعوات الأوروبيين لفتح هذا الباب أمام كييف، وهو ما يشير إلى وجود تفاهمات غير معلنة بين ترامب والرئيس الروسي الذي لم يتخل عن موقفه الرافض أي توسع للناتو شرقي أوروبا. في هذا السياق، شهدت القمة الأوروبية الافتراضية التي دُعي إليها في بروكسل نقاشًا مكثفًا حول الضمانات الأمنية لإقليم أوروبا عموماً، مع التركيز على حماية بعض الدول الأعضاء من احتمالات التهديد الروسي في المستقبل، إذ أصبح تأمين الاتحاد الأوروبي ضد تزايد التوترات الروسية أولوية واضحة.

التحديات الأمنية الأوروبية والأوكرانية في ظل نتائج لقاء ترامب وزيلينسكي

تأتي مشاركات الأوروبيين في اللقاء مع ترامب وزيلينسكي لتعكس حرصهم على إيصال رسائل سياسية تتمحور حول ثلاثة محاور رئيسة:

  • ضرورة احترام مصالح أوروبا الأمنية والاقتصادية في المفاوضات.
  • التأكيد على أهمية تقديم ضمانات أمنية واضحة ومحددة لأوروبا وأوكرانيا.
  • رفض تسليم أوروبا لمفاوضات أحادية الجانب قد تهدد استقرار المنطقة.

لكن يبقى الغموض مستمراً حول تفاصيل الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا وسط رفض ترامب المتكرر لانضمامها للناتو، وعدم استعداد بوتين لقبول أي حلول وسط قد تلبي مطالب كييف. ولذلك، فإن المشهد الحالي يعكس واقعًا معقدًا من التوترات والتباينات بين الأطراف الثلاثة، مما يصعب التنبؤ بآفاق تسوية ضاغطة على الحرب الأوكرانية في الأمد القريب.

الطرف موقفه من الحرب الأوكرانية
الولايات المتحدة (ترامب) رفض انضمام أوكرانيا للناتو ورفض تقديم ضمانات دفاعية
الاتحاد الأوروبي الضغط من أجل إيجاد ضمانات أمنية لأوروبا وأوكرانيا
روسيا (بوتين) رفض الاتفاقيات المقترحة وعدم القبول بتوسعة الناتو

يبقى لقاء ترامب وزيلينسكي نقطة محورية لفهم حجم الانقسام والتعقيدات المحيطة بالحرب الأوكرانية، في ظل عدم وضوح الاتفاقات الأمنية التي تعكس مصالح دول متعددة ومتعارضة، ما يحتم استمرار البحث عن حلول وسطية تحقق توازنات تحمي مصالح أوروبا وأوكرانيا من جهة، وتحافظ على الاستقرار في المنطقة من جهة أخرى.