كأس كل عامين.. فيفا يخطط لتغيير جذري في بطولة كأس العالم للأندية ابتداءً من 2029

فيفا يدرس إقامة كأس العالم للأندية كل عامين ابتداءً من 2029، وهي فكرة تحمل الكثير من الطموحات والتحديات في آنٍ واحد، خاصةً مع ما تحمله من تأثيرات بارزة على جدول المباريات الدولية للأندية والمنتخبات. يهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم من خلال هذا المقترح إلى تحويل البطولة إلى حدث أكثر انتظاماً واستمرارية، بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأخيرة التي أقيمت بالولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقاً.

دعم الأندية الأوروبية وتوقعات العوائد في كأس العالم للأندية كل عامين

تُشير تقارير عدة منها صحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن مجموعة من الأندية الأوروبية الكبرى مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وليفربول ونابولي تُؤيد تنظيم كأس العالم للأندية بشكل دوري كل عامين. وتبرر هذه الأندية دعمها للمقترح بناءً على الفوائد المالية المتوقعة، ويندرج ضمن ذلك ما حققه نادي تشيلسي من نحو 85 مليون جنيه إسترليني بعد تتويجه باللقب في نسخة سابقة. لذلك يُنظر إلى إقامة البطولة بشكل متكرر على أنها فرصة لتعزيز الموارد المالية للأندية، بجانب رفع قيمة التسويق والحقوق التلفزيونية، ما يمثل دعماً مادياً مهماً للفرق والبطولات المحلية.

التحديات الزمنية ومستقبل تنظيم كأس العالم للأندية كل عامين

وفق المعطيات المتوفرة حالياً، لن يتم تنظيم نسخة من كأس العالم للأندية في 2027، على أن تُقام النسخة التالية في 2029. ويُفترض أن يُناقش فيفا لاحقاً جدوى إضافة نسخة أخرى عام 2031، نظراً إلى ازدحام جدول المباريات الدولية حتى عام 2030. ويُعتبر تنظيم كأس العالم للأندية كل عامين حلاً وسطاً يراعي مطالب الأندية وتنظيم روزنامة المباريات بشكل أكثر توازناً، مع محاولة تفادي إرهاق اللاعبين وسد الفجوات الزمنية دون بطولات دولية مرموقة على غرار كأس العالم للأندية.

تعديلات في نظام التأهل وتوسيع عدد الفرق في كأس العالم للأندية كل عامين

يُجري الاتحاد الدولي لكرة القدم دراسة حول إمكانيات تعديل نظام التأهل إلى كأس العالم للأندية، حيث يقترح رفع الحد الأقصى لعدد الفرق الوافدة من نفس الدولة، إضافةً إلى توسيع عدد الفرق المشاركة ليصل إلى 48 فريقاً شبيهاً بكأس العالم للمنتخبات. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الطابع العالمي للبطولة، وزيادة فرص تمثيل القارات المختلفة، ما يساهم في تنويع المنافسات ورفع سقف المنافسة. يمكن تلخيص مقترحات التعديل في النقاط التالية:

  • رفع سقف عدد الأندية من بلد واحد في البطولة
  • توسيع حجم البطولة إلى 48 فريقاً
  • إعطاء فرصة أكبر لقارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية

وتُعد هذه التعديلات وسيلة أساسية لجعل كأس العالم للأندية كل عامين بطولة شاملة تخدم مصالح جميع الأطراف.

أزمة التوقفات الدولية وتأثيرها على كأس العالم للأندية كل عامين

من بين أبرز المداخل المثيرة للنقاش في اقتراح إقامة كأس العالم للأندية كل عامين، فكرة إلغاء التوقف الدولي في يونيو، وذلك للتقليل من ضغط المباريات المتتالية على اللاعبين والأندية وتمهيد الطريق لإقامة البطولة بشكل أسهل. لكن هذا المقترح يواجه رفضاً واضحاً من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الذي يخشى أن يؤثر ذلك سلباً على برامجه ومنافساته الكبرى مثل دوري الأمم الأوروبية، إذ يرى أن تلك القرارات قد تخل بالتوازن التنظيمي بالمنافسات المحلية والقارية، مما يزيد من صعوبة التوفيق بين البطولات.

توقعات صراع الاستضافة في ظل إقامة كأس العالم للأندية كل عامين

فيما يخص استضافة النسخ القادمة من كأس العالم للأندية كل عامين ابتداءً من 2029، يُخطط فيفا لإطلاق مناقصات رسمية لاختيار الدول المستضيفة للبطولات المقبلة. بعد استضافة الولايات المتحدة للنسخة الأخيرة دون منافسة، أبدت قطر وإسبانيا والمغرب رغبة واضحة في استضافة النسخة التالية، مما ينبئ بوجود منافسة شديدة تبرز أهمية الملف التنظيمي وخطط البنية التحتية، فضلاً عن التأثيرات الاقتصادية والسياحية المرتبطة باستضافة حدث بهذا الحجم.

النسخة العام عدد الفرق المتوقع البلد المضيف المحتمل
القادمة 2029 48 فريقاً (مقترح) قطر / إسبانيا / المغرب
لاحقة 2031 غير محدد قيد المناقشة

سيُشهد توجه فيفا نحو جعل كأس العالم للأندية كل عامين نموذجاً جديداً يُسهم في تطوير كرة القدم العالمية، خصوصاً مع الدعم المادي والتنظيمي الكبير من الأندية الكبرى، إلا أن القدرة على التوافق مع الاتحادات القارية ومتطلبات الأجندة الدولية ستحدد مدى نجاح هذه الخطوة.

في النهاية، يبدو أن إقامة كأس العالم للأندية كل عامين ابتداءً من 2029 تمثل محطة مهمة في تاريخ كرة القدم، تجمع بين الطموح لتطوير البطولة وتعقيدات استيعابها وسط جدول مكتظ بالمنافسات الدولية، ومن المتوقع أن تستمر النقاشات والمداولات حتى الوصول إلى قرارات نهائية تحقق توازناً بين مصالح مختلف الأطراف المشاركة.