عودة تاريخية.. تعرف على أقدم كنائس السيدة العذراء حول العالم في صومها

يُعد صوم العذراء مريم من أهم الأوقات الروحية لدى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يمتد الصوم لخمس عشرة يومًا ليختتم بعيد صعود جسد السيدة العذراء، الذي يصادف يوم الجمعة 22 أغسطس 2025، وهو أيضًا يوم صوم، ما يجعل الإفطار في اليوم التالي السبت 23 أغسطس 2025. يمتاز هذا الصوم بمكانة روحية وعاطفية خاصة لدى الأقباط الذين يكرمون العذراء بصورة مميزة.

تاريخ أقدم كنيسة بُنيت باسم السيدة العذراء مريم حول العالم

تُعتبر الكنائس التي بُنيت باسم السيدة العذراء مريم من أعرق المعالم الدينية، إذ يعود أقدم بناء يحمل اسمها إلى العصر الرسولي وربما أقدمها كنيسة فيلبي التي تقع في 21 بؤونة حسب التوقيت القبطي. وفي مصر، تمتلك الكنيسة القبطية أقدم كنيسة باسم العذراء تحت رعاية البابا ثاؤنا، البطريرك السادس عشر، التي تأسست عام 274 ميلادي. من بين الكنائس الشهيرة كنيسة دير المحرق التي تم تدشينها في عهد البابا ثاؤفيلس أوائل القرن الخامس (6 هاتور). كما توجد كنائس عديدة أقيمت في المواقع التي زارتها العذراء خلال رحلتها المقدسة لمصر، مما يعكس أهمية أثرها الروحي والتاريخي. ونشهد امتدادًا لشهرتها في أوروبا من خلال كنيستين تحملان اسم “عذراء الزيتون” في فرنسا وفي فيينا، ما يدل على تأثيرها العميق خارج حدود مصر.

أجواء روحية مميزة خلال صوم العذراء مريم في الكنيسة القبطية

يُدار صوم العذراء مريم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسط أجواء مفعمة بالروحانية والتمجيد. يستمر هذا الصوم خمسة عشر يومًا يكون خلالها التركيز على الصلاة والتأمل في سيرتها المباركة التي اتسمت بالمعجزات منذ ولادتها، وخلال مراحل حياتها المختلفة. يذكر البابا شنودة الثالث في كتابه “السيدة العذراء مريم” أن حياتها بدأت بمعجزة الحبل بها من أبوين عاقرين، وقد بشرها ملاك السماء، وظلت حياة العذراء مفعمة بالمعجزات مثل خطوبتها الإلهية، وحملها بالسيد المسيح وهي عذراء، واستمرار عذريتها بعد الولادة، وزيارتها لأليصابات حيث ارتكض الجنين فرحًا في بطن أمه، وامتلاء أليصابات بالروح القدس.

كيف تحتفل الكنيسة القبطية بأقدم كنائس السيدة العذراء مريم في فترة صومها

تحتفي الكنيسة القبطية بأقدم كنائس السيدة العذراء مريم عبر مجموعة من الطقوس الروحية الخاصة التي تعزز التواصل مع القديسة العذراء وتجعل الصوم لحظة من التجديد الروحي والاقتراب من الله. تتضمن هذه الاحتفالات الصلوات الخاصة، وقراءات توراتية وإنجيلية، إضافةً إلى القداسات اليومية التي تُقام داخل هذه الكنائس العريقة، فضلاً عن إشعال الشموع وترديد الترانيم التي تمتد عبر الزمن تحمل بين كلماتها حب العذراء وتبجيلها.

الفعالية الوصف الزمان
القداسات اليومية صلاة وقراءة الإنجيل والترانيم الخاصة بالعذراء خلال فترة الصوم الممتدة 15 يومًا
قداس عيد صعود جسد السيدة العذراء إحياء الذكرى مع صلاة خاصة وتقديم القرابين 22 أغسطس 2025
الاحتفالات في الكنائس القديمة إشعال الشموع وحمل الأيقونات في مواكب روحية خلال الصوم وقبيل العيد

يُظهر صوم العذراء مريم في الكنيسة القبطية كيف تتوارث الأجيال إحساسًا عميقًا بالقداسة والاحتفال بذكرى واحدة من أقدس الشخصيات الروحية، والتواصل مع أقدم كنائس السيدة العذراء مريم التي تمثل مساحات مقدسة تجمع بين التاريخ والروحانية. هذا الصوم لا يقتصر على الامتناع عن الطعام فقط، بل هو رحلة روحية تتخللها الطقوس والصلوات التي تعزز محبة وتبجيل العذراء في قلوب الأقباط في كل مكان.