قرار صادم.. ناسا تستكمل مناورات مدارية لمهمة PUNCH وتشارك بيانات شمسية للجمهور

الشمس وبيئتها الفضائية تحت مراقبة مستمرة تحققها مهمة PUNCH التي أطلقتها وكالة ناسا في 11 مارس، حيث تمركزت أربعة أقمار صغيرة بحجم حقيبة سفر على خط الفاصل بين النهار والليل حول الأرض؛ لتبدأ بذلك مرحلة فريدة من الرصد المتواصل للشمس وتأثيراتها في الفضاء القريب من الأرض، مما يعزز فهمنا للطقس الفضائي وتأثيراته على النظام الشمسي.

مهمة PUNCH ودراسة انتقال الهالة الشمسية إلى الرياح الشمسية

تُركز مهمة PUNCH بشكل رئيس على دراسة النقطة الحيوية التي تتحول عندها الهالة الشمسية، وهي الغلاف الجوي الخارجي للشمس، إلى تيار ثابت من البلازما يُعرف بالرياح الشمسية، التي تنتشر بشكل واسع عبر النظام الشمسي وتلعب دورًا رئيسًا في تغيرات الطقس الفضائي المحيطة بالأرض، فتحليل هذه المرحلة يُعد جوهريًا لفهم كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع البيئة الفضائية، وتأثيراتها على الكوكب ومحيطه الفضائي.

الأجهزة المتطورة في مهمة PUNCH لرصد شامل ومتواصل للشمس

تحمل الأقمار الأربعة التابعة لمهمة PUNCH مجموعة متقدمة من الأجهزة الرصدية، حيث يقع على أحد الأقمار جهاز تصوير ضيق المجال (Narrow Field Imager) يُستخدم ككورونوجراف قادر على حجب قرص الشمس لعرض تفاصيل دقيقة لهالتها الشمسية، في حين تمتاز الأقمار الثلاثة الأخرى بكاميرات واسعة المجال (Wide Field Imagers) تلتقط صورًا شاملة تغطي الرياح الشمسية والهالة في الفضاء القريب، وتُدمج هذه الصور لتشكيل فسيفساء بصرية واسعة النطاق، ما يوفر رؤية متكاملة للظواهر الشمسية ويتابع مسارها حتى وصولها إلى الأرض، وبهذا يساهم المركب في تقديم معلومات دقيقة لمجتمعات العلوم والطقس الفضائي.

رصْد متكامل للطقس الفضائي وبيانات مفتوحة للجمهور

تكمل مهمة PUNCH الجهود العلمية لعدد من بعثات الفضاء مثل مسبار باركر الشمسي، وستريو، وسوهو، وSolar Orbiter التابع لناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، حيث تقدم رؤية شاملة تدمج مشاهدات هذه المهام التي تركز على تفاصيل أصغر وزوايا مختلفة من الظواهر الشمسية، وبالتالي تسهم PUNCH في بناء صورة متكاملة لآليات ارتباط الشمس بالأرض عبر تدفق الرياح الشمسية، ويتضح هذا التكامل من خلال إتاحة البيانات العلمية للجمهور، إذ أعلنت عالمة المهمة نيكولين فيال من مركز غودارد لرحلات الفضاء عن توفير المشاهدات المجمعة الأولى كمجموعة بيانات علمية مبكرة من المستوى الثاني (Level 2)، مما يعزز الشفافية العلمية ويدعم البحث المستقبلي لفهم ديناميكية الشمس وتأثيراتها في الفضاء المحيط.

  • انطلاق المهمة ورصد متواصل منذ مارس 2023
  • استخدام أجهزة تصوير ضيقة وواسعة المجال لالتقاط تفاصيل متعددة
  • دمج مشاهدات PUNCH مع بعثات فضائية أخرى لإنشاء صورة شاملة
  • إتاحة البيانات العلمية المبكرة من المستوى الثاني للباحثين والجمهور
التاريخ الحدث
11 مارس 2023 إطلاق مهمة PUNCH
7 أغسطس 2023 اختتام مناورات الأقمار حول الأرض وبدء الرصد المتواصل

تشكل مهمة PUNCH نقلة نوعية في مراقبة الشمس وبيئتها الفضائية، حيث توفر مراقبة شاملة ودقيقة تجعل العلماء قادرين على رصد التغيرات في الهالة الشمسية والرياح الشمسية بشكل مستمر، ما يفتح آفاقًا أوسع لفهم تأثيرات هذه الظواهر على النظام الشمسي والطقس الفضائي للأرض بطريقة غير مسبوقة، وتبقى البيانات المتاحة مفتوحة المصدر بمثابة ركيزة لدعم الأبحاث العلمية وتطوير النماذج التنبؤية الخاصة بالطقس الفضائي في المستقبل.