قرار دبلوماسي.. الإمارات تعزز علاقاتها المتوازنة مع القوى العظمى

الإمارات تسعى إلى تحقيق علاقات متوازنة مع القوى العظمى من خلال بناء شراكات استراتيجية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم الانحياز، الأمر الذي يتجلى بوضوح في تعاملها مع كل من الولايات المتحدة وروسيا. فقد حرصت دولة الإمارات على تطوير علاقات قوية مع هذه القوى، مع الحفاظ على استقلالية قرارها في السياسة الخارجية، مما يعزز موقعها كدولة فاعلة في الساحة الدولية والتنموية.

السياسة الخارجية للإمارات في تحقيق علاقات متوازنة مع القوى العظمى

تمثل السياسة الخارجية لدولة الإمارات نموذجاً فريداً في بناء علاقات متوازنة مع القوى العظمى، حيث تؤكد الوثائق الرسمية منذ تأسيس الاتحاد عام 1971 على الحرص على التعاون العالمي واحترام استقلالية القرار الوطني، مع الابتعاد عن الانحياز لأي طرف أو الدخول في تحالفات تؤدي إلى الإساءة للدول الأخرى، أو تعريض الأمن الإقليمي للخطر، وهو ما ظهر جلياً في تصريحات الباحثة آنا بورشيفسكايا من معهد واشنطن التي أوضحت أن الإمارات تنتهج سياسة خارجية متنوعة غير منحازة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين، محافظةً على مسافة متساوية مع الجميع. ويعكس ذلك رؤية أبوظبي الرامية إلى دعم السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي دون الإضرار بمصالح أي دولة.

علاقات الإمارات مع روسيا.. شراكة استراتيجية وتعاون اقتصادي متنامٍ

تعكس الزيارتان الرئيستان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى موسكو خلال فترة قصيرة حرص القيادة الإماراتية على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، التي تشهد تطوراً متسارعاً منذ توقيع اتفاقيات عام 2018، وهو ما أدى إلى توسيع آفاق التعاون في عدة مجالات ذات الاهتمام المشترك، وتدعيم العمل المشترك بين البلدين، بما يتوافق مع تطلعاتهما التنموية. وتشير البيانات الرسمية إلى وجود نحو أربعة آلاف شركة روسية في الإمارات، بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري غير النفطي إلى 42.2 مليار درهم خلال العام الماضي، ما يعتبر قفزة بنحو 200% خلال خمس سنوات مقارنة بعام 2019. كما تم توقيع اتفاقية تجارة الخدمات والاستثمار التي تكمل الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ما يعزز فرص الاستثمار المشترك خصوصاً في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، والاقتصاد الدائري.

العام حجم التبادل التجاري غير النفطي (مليار درهم)
2019 12.8
2023 42.2

التبادل السياحي والتجاري بين الإمارات وروسيا يعزز علاقات متوازنة مع القوى العظمى

يشهد التبادل السياحي بين الإمارات وروسيا نمواً ملحوظاً، حيث يتجاوز عدد السياح الروس في مختلف إمارات الدولة نحو مليوني سائح سنوياً، وذلك بفضل مزيج فريد من الحداثة والتقاليد والبنية التحتية المتطورة والمناخ الدافئ، مما يجعل الإمارات وجهة مفضلة على مدار العام. وفي المقابل، ارتفع عدد السياح الإماراتيين إلى موسكو من 18 ألفاً عام 2019 إلى نحو 62 ألف سائح عام 2024، مع توقعات بمزيد من الزيادة خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تقديم عروض سفر حصرية وتقوية الروابط السياحية بين البلدين، مما يعكس نموذجاً حياً لعلاقات متوازنة مع القوى العظمى تحت مظلة التعاون والتنمية المشتركة.

  • السياسة الخارجية الإماراتية تقوم على التعاون وعدم الانحياز
  • توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع روسيا لتعزيز العلاقات
  • زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المباشرة بين الإمارات وروسيا
  • تنامي أعداد السياح بين البلدين يعكس عمق العلاقات وتحقيق المصالح المتبادلة

تؤكد هذه التطورات على أن الإمارات تواصل مسيرتها بثقة نحو ترسيخ علاقات متوازنة مع القوى العظمى، تنطلق من أسس راسخة من الاحترام والثقة المتبادلة، وترتكز على إرث ثقافي وسياسي يمتد لأكثر من خمسة عقود من التعاون البنّاء والعمل المشترك، مما يعزز مساهمة الدولة في تحقيق السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم.