قفزة هبوط.. هل يواجه الذهب تراجعًا قويًا قريبًا؟

التحركات الأخيرة في أسعار الذهب وتداعيات اتفاق التجارة الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا تؤثر بشكل واضح على سوق الذهب، خاصة مع استمرار التوترات حول عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا مما يعزز قلق المستثمرين ودببة الذهب للحفاظ على مراكزهم.

تأثير عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أسعار الذهب

عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب بين روسيا وأوكرانيا يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل أسعار الذهب؛ فقد أدت هذه التطورات إلى دفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التفكير بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته السابقة فيما يتعلق بـ”العواقب الوخيمة للغاية” على روسيا في حال عدم الاتفاق على وقف إطلاق النار، لعب دورًا في تعزيز قوة دببة الذهب الذين يسعون للبقاء في القمة، مستفيدين من حالة عدم الاستقرار السياسي والجيوسياسي العالمية. وفي سياق متصل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة استمرار دعم أوكرانيا والضغط على روسيا لتحقيق “سلام متين ودائم”، وهو ما يُبقي الضغوط السياسية قائمة، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على تحركات الذهب. ومن جانب آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ترتيبات للقاء الرئيس الأمريكي ترامب في واشنطن بعد قمة ألاسكا الفاشلة مع بوتين، حيث وصف مكالمته مع ترامب بـ”الطويلة والجوهرية”، مشيرًا إلى مناقشتهم عدة تفاصيل تتعلق بإنهاء الحرب، مع التشديد على أهمية دعم الأوروبيين لضمان ضمانات أمنية موثوقة من الولايات المتحدة، ما يضيف بعدًا جديدًا للتوترات التي تؤثر بدورها على أسعار الذهب.

تأثير التطورات الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا على حركة العقود الآجلة للذهب

وسط حالة الترقب لما ستسفر عنه نتائج اتفاق التجارة الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا، سجلت عقود الذهب آلية تداول مترددة تعكس حالة عدم اليقين السائدة. فبينما أُعلن إبقاء سبائك الذهب خارج دائرة التعريفات الجمركية الأمريكية، مما دفع الأسعار للارتفاع لثلاثة أيام متتالية، مالت الأنباء الأخيرة إلى تأجيل فرض رسوم جمركية ثقيلة على الصين لمدة 90 يومًا إضافية، مما سيدعم تحركات دببة الذهب لإبقاء الأسعار تحت السيطرة. وفي ظل انتظار موقف واضح من الرئيس الروسي بوتين تجاه الاتفاق الجمركي، تباينت ردود فعل المستثمرين الذين يعيشون حالة ترقب شديدة، نظرًا لأن أي تأخير أو نتائج سلبية في الاتفاق ستؤدي إلى انعكاسات سلبية على سوق الذهب بشكل عام. ويُذكر أن الذهب شهد حركة متقلبة جدًا يومي 8 و15 أغسطس، حيث ارتفعت الأسعار ثم هبطت، مع استعداد العقود الآجلة لاختبار المتوسط المتحرك لأسعار 100 يوم (100 DMA) عند 3325 دولارًا، مقابل مقاومة مباشرة عند 3413 دولارًا، وهو ما يعكس حالة الترقب وضغوط البيع والشراء.

مؤشرات وتحليل فني لحركة أسعار الذهب في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية

يظهر التحليل الفني لسوق الذهب استمرار حالة التردد بين الثيران والدببة، حيث ارتكزت الأسعار على مستويات حرجة مؤثرة على اتجاه السوق القادم، خاصة مع التطورات الجارية في جبهة هدنة روسيا وأوكرانيا واتفاق التجارة الجمركية. وفيما يلي جدول يوضح مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية التي تحدد حركات العقود الآجلة للذهب:

المستوى القيمة بالدولار
المقاومة المباشرة 3413
المتوسط المتحرك البسيط 50 DMA 3379
المتوسط المتحرك البسيط 100 DMA 3325
دعم إضافي 3210

في حال فشل الذهب في الحفاظ على مستوى الدعم عند المتوسط المتحرك 50 DMA عند 3379 دولارًا، فمن المتوقع أن يحاول اختبار المتوسط المتحرك 100 DMA عند 3325 دولارًا قبل أن يتجه نحو دعم أدنى عند 3210 دولارًا في الفترة القادمة، مع احتمالية استمرار هذه المؤشرات على الأقل حتى 28 أغسطس 2025. ومع استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية، يبقى الذهب عرضة لتقلبات مرتفعة ومستويات متغيرة من الطلب والعرض، مما يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر عند اتخاذ القرارات الاستثمارية.

  • تأثير السياسة الدولية على حركة الذهب
  • تداعيات اتفاق التجارة الجمركية على الأسواق
  • التحليل الفني لمستويات الدعم والمقاومة

تبقى حالة عدم الاستقرار السياسي وعدم تحقيق اتفاقات واضحة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الغموض في مستقبل الاتفاق الجمركي الأمريكي الروسي، عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على مراكز مشتري الذهب وكذلك المتحكمين بسوق الذهب، حيث أن كل تأجيل أو فشل في التوصل إلى حلول عاجلة يمد حالة التوتر ويزيد من احتمالات التقلبات في الأسعار. في الوقت ذاته، يشير التحليل الفني والردود السياسية إلى بقاء الذهب تحت ضغط الدببة مع وجود إشارات لامكانية انخفاضه تحت مستويات دعم مهمة، ما يجعل السوق في مرحلة حرجة تحتاج إلى مراقبة دقيقة في الأسابيع المقبلة.

إخلاء المسؤولية: يُرجى الانتباه إلى أن هذا التحليل قائم على ملاحظات وتحليلات فنية وسياسية ولا يشكل نصيحة استثمارية، ويتحمل القارئ مسؤولية اتخاذ أي قرارات تتعلق بالتداول أو الاستثمار في الذهب.