تراجع خطير.. الساحل السوري يفقد 30% من غطائه الأخضر ويخسر 10 آلاف هكتار إثر الحرائق

الساحل السوري يفقد 30% من غطائه الأخضر بسبب الحرائق والتغيرات المناخية التي قضت على أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية والغابات، مما يشكل تهديدًا جديًا للقطاع الزراعي واستدامة سبل العيش لآلاف العائلات في المنطقة. الأزمة تتعمق مع تراجع اهتمام الشباب بالزراعة وانتشار التصحر الذي يفاقم من حجم الخسائر في الساحل السوري.

تأثير فقدان الغطاء الأخضر في الساحل السوري على القطاع الزراعي

تشهد الأراضي الزراعية في الساحل السوري تدهورًا حادًا بفعل انخفاض الغطاء الأخضر بنسبة 30% خلال العقد الماضي، نتيجة الحرائق المتكررة وإزالة الغابات غير المنظمة، إضافة إلى استخدام الأشجار في التدفئة. وأدت هذه الخسائر إلى تضرر واسع للمحاصيل ومرافق البنية التحتية، مثل محطات الكهرباء وخطوط الجهد المتوسط، ما زاد من أزمة المنطقة الزراعية، خصوصًا مع نزوح أكثر من 1100 شخص بعد امتداد النيران إلى المناطق السكنية المجاورة. وتأتي هذه الأضرار لتلقي بظلالها على التنوع الزراعي والإنتاج في الساحل السوري، ما يضع القطاع الزراعي في مواجهة ضغوط متزايدة.

الحرائق والتغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء الأخضر في الساحل السوري

أظهرت تقارير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أن حوالي 40 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في سوريا تعرضت للتصحر خلال العشر سنوات الماضية، وتشكل مناطق واسعة في الساحل جزءًا كبيرًا منها. الأسباب الرئيسية لهذه الظاهرة هي إزالة الغابات، الرعي الجائر، الحرائق المستمرة، وتلوث التربة. كما أوضحت مصادر بيئية أن غياب السياسات البيئية المنظمة وارتفاع نسبة قطع الأشجار ساهم بشكل مباشر في تقلص الغطاء الأخضر بمحافظة الساحل السوري، الأمر الذي انعكس سلبًا على جودة المحاصيل الزراعية واستدامة القطاعات المرتبطة بالزراعة.

التحديات والحلول المقترحة لتعزيز استدامة الغطاء الأخضر في الساحل السوري

تواجه الزراعة في الساحل السوري تحديات مركبة؛ فالجيل الشاب يتجه نحو مجالات غير زراعية أو الهجرة، مما يؤدي إلى ترك مساحات كبيرة من الأراضي دون استثمار أو بيعها، وهو ما يُضعف استدامة القطاع الزراعي. لتصحيح هذا الوضع، أوصت وزارة الزراعة في ورشة عمل خاصة بإدارة مكافحة الحرائق بتشكيل لجنة تنفيذية فنية لوضع خطة عاجلة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، ومراعاة النظم البيئية المتضررة. كما أكد الخبير الزراعي سامر نصر على الحاجة الملحة لإعادة التشجير قبل تحول الأراضي المحروقة إلى مناطق تصحر نهائي، بالإضافة إلى أهمية دعم المزارعين وتشجيع الزراعة المستدامة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج. ويشمل دعم الإستراتيجية انتشار فرق إطفاء في مناطق ريف حماة واللاذقية، لضمان مراقبة النيران ومنع تجددها.

  • تشكيل لجنة تنفيذية فنية لإعادة تأهيل المناطق المحروقة
  • إطلاق برامج دعم مباشر للمزارعين
  • تشجيع ممارسات الزراعة المستدامة
  • تعزيز سياسات حماية الغابات وتقليل القطع الجائر
  • توسيع نشاطات فرق الدفاع المدني للحد من الحرائق وضمان الاستقرار الزراعي
العامل النسبة/الكمية
نسبة فقدان الغطاء الأخضر 30%
مساحة الأراضي المحروقة أكثر من 10,000 هكتار
مساحة الأراضي المتصحرة حوالي 40,000 هكتار
عدد النازحين جراء الحرائق أكثر من 1100 شخص

تظل الزراعة في الساحل السوري متأثرة بشكل مباشر بتدهور الغطاء الأخضر، وسط حاجة ملحة لوضع حلول عاجلة تتضمن إعادة التشجير ودعم المزارعين، إلى جانب إدارة فعالة للموارد الطبيعية؛ إذ يُعد الحفاظ على الغطاء الأخضر في الساحل السوري عنصرًا حيويًا لضمان استمرار المنطقة كسلة غذائية هامة للبلاد وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للسكان.