قرار ناري.. البيانات الصادمة تكشف من أسقط الدولار في قمة ألاسكا؟

عمق الدولار خسائره خلال التعاملات المبكرة اليوم الاثنين بعد تقارب أظهره لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا، مما أدى إلى تراجع بعض المكاسب المحدودة التي تحققت عقب صدور بيانات تضخم المنتجين في الولايات المتحدة والتي جاءت مفاجئة وأعلى من التوقعات، بينما استمرت العملة الأوروبية في تعزيز قوتها وسط توقعات متزايدة بأن المفاوضات بين واشنطن وموسكو وكييف قد تضع حداً للحرب التي أثقلت كاهل أوروبا لما يقرب من ثلاث سنوات ونصف.

تداعيات لقاء ترامب وبوتين على خسائر الدولار اليوم

شهد الدولار انكماشاً كبيراً في قيمته خلال تعاملات يوم الاثنين، موسعاً الخسائر التي بدأها بعد أسبوع مليء بالأحداث والبيانات المهمة، حيث أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إمكانية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، الأمر الذي أثار حالة من التذبذب في الأسواق المالية حول مصير الدولار في المدى القريب؛ إذ تراجع مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من ست عملات رئيسية مثل اليورو والين والإسترليني، إلى مستويات قريبة من 97.6 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 27 يوليو الماضي، وفقاً لبيانات الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش.
وعلى الرغم من ارتفاع الدولار لفترة وجيزة في نهاية الأسبوع الماضي نتيجة صدور بيانات لأسعار المنتجين الأمريكية في يوليو تجاوزت التوقعات، إلا أن العملة الأمريكية فقدت معظم مكاسبها ولم تستطع الاستقرار عند مستويات مرتفعة، لتنهي الأسبوع بانخفاض نسبته 0.9%، وهو ما يعكس تأثير اللقاء بين ترامب وبوتين على معنويات المستثمرين في الأسواق المالية العالمية. 

تأثير الصدمة التضخمية وتوقعات خفض الفائدة على العملات الرئيسة

تجلى أثر بيانات تضخم المنتجين المفاجئة، التي وصفها كايل تشابمان محلل العملات الأجنبية في «بالينجر آند كو» بأنها صدمة، على أداء الدولار الذي واجه ضغوطاً كبيرة رغم غياب دلائل واضحة على ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية؛ إذ أشار تشابمان إلى أن الأسواق لا تزال تتوقع خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع تحوّل التركيز الآن إلى تداعيات اجتماع ألاسكا الذي أضعف تماسك الدولار مقابل العملات الرئيسية.
على صعيد العملات الرئيسة، جاء أداء السوق كالآتي:

  • انخفض الدولار مقابل اليورو بحوالي 0.2% مسجلاً 1.1707 دولار.
  • ارتفع الين الياباني مقابل الدولار بنسبة 0.1% إلى 147.3 ينا.
  • صعد الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.356 دولار.
  • زادت قيمة الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأميركي بنسبة 0.22% لتصل إلى 0.6514 دولار.

ومن المتوقع أن تستفيد العملة الأوروبية الموحدة بشكل خاص من أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، والتي تعد أكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ما جعل مستقبل اقتصاد القارة في حالة من عدم اليقين الطويل الأمد، وسط تبعات اقتصادية بالغة التأثير.

الضغوط السياسية وتوقعات خفض الفائدة في ظل اللقاءات الدولية

أشاد وزير الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي بالتأثير الكبير للبيانات المنقحة عن سوق العمل، والتي قد كانت كافية لتغيير توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة لو توفرت قبل الاجتماع الأخير؛ حيث اقترح صراحةً خفض سعر الفائدة القياسي بمعدل لا يقل عن 1.5 نقطة مئوية، مبدياً استعداد الأسواق لدخول سلسلة من التخفيضات تبدأ بخفض 50 نقطة أساس في سبتمبر.
في السياق ذاته، أعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن رغبة في تعيين رئيس جديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل مبكر، منتقداً سياسة البنك في عدم تخفيف أسعار الفائدة، وكشف عبر منصته «تروث سوشيال» أنه يدرس قائمة تضم ثلاثة إلى أربعة مرشحين محتملين لمنصب رئيس البنك، مما يضيف بعداً إضافياً من عدم اليقين للأسواق المالية.
وأخيراً، أوضح كايل رودا، المحلل في «كابيتال دوت كوم»، أن الأسواق لم تعد تتساءل عن وقوع خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بل تركّز على حجم هذا الخفض؛ حيث انخفضت توقعات الأسواق لخفض الفائدة من 98% إلى 89% بعد صدور البيانات الأخيرة، مع توقعات بخفض إضافي واحد على الأقل قبل نهاية العام. في حين تتوقع مؤسسات مالية كبرى مثل «غولدمان ساكس» و«جيه بي مورغان» خفضاً يتراوح بين ثلاث إلى أربع مرات حتى يناير المقبل، ما يعكس القلق المتزايد تجاه آفاق الاقتصاد الأميركي في المستقبل القريب.

التاريخ توقعات خفض أسعار الفائدة
سبتمبر 2023 89% احتمالية خفض الفائدة
نهاية 2023 خفض واحد على الأقل متوقع
يناير 2024 ثلاث إلى أربع تخفيضات متوقعة