قرار صادر.. ابتعاث الإعلام ينقذ المهنة من ضجيج المشاهير

مع انتشار الفوضى في القطاع الإعلامي بالمملكة، جاءت مبادرة الابتعاث المتخصصة في الإعلام لتعزز وجود الكلمة المفتاحية في سياق حقيقي يعيد ترتيب الساحة المهنية، ويضع حدًا لتدهور مستوى المضمون الإعلامي، خاصة مع هيمنة مؤثرين يفتقرون إلى الأدوات والمعايير المطلوبة في هذا المجال الهام. هذه الخطوة تحمل أملًا في استعادة هيبة الإعلام بشكل علمي ومنهجي بعيدًا عن العشوائية.

دور ابتعاث متخصصين في الإعلام في إعادة بناء محتوى إعلامي محترف

تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة يتنافس عليها عدد هائل من “المشاهير” الذين يطلقون على أنفسهم إعلاميين فقط بسبب كثرة المتابعين، دون إدراك حقيقي لأهمية الدراسة أو الالتزام بالأخلاقيات المهنية في الإعلام، وهذا ما تسبب في انتشار محتوى يفتقر للذوق والاحتراف، خاصة أن الجاذبية باتت تُقاس بالخروج عن الإطار الأخلاقي والعامي. من هنا، يبرز دور ابتعاث متخصصين في الإعلام كاستراتيجية ضرورية لإعادة تنظيم هذا الواقع، إذ لا يمكن للإعلام الحقيقي أن يُبنى في أجواء عشوائية أو بث مباشر غير مدروس، وإنما يجب أن يُصقل في بيئات أكاديمية تتضمن تدريبًا مهنياً متكاملاً يهيئ الكوادر المؤهلة لقيادة الرأي العام بطريقة مسؤولة ومحترمة.

أهمية ابتعاث متخصصين في الإعلام ضمن رؤية 2030 والآفاق الاقتصادية المستقبلية

يمثل الإعلام السعودي قطاعًا حيويًا يواكب التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المُتسارعة، حيث تسجل الأرقام توقعات بنمو كبير لهذا المجال، والذي من المتوقع أن يساهم بأكثر من 45 مليار ريال في الناتج المحلي، مع توفير 160 ألف وظيفة مقارنة بـ 67 ألفًا في عام 2024. تؤكد هذه الأرقام أن الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح صناعة قائمة على فرص العمل والنمو الاقتصادي. وتأتي مبادرة ابتعاث متخصصين في الإعلام لتعزز هذا التوجه الوطني، عبر إعداد كفاءات قادرة على تحقيق تأثير إيجابي ومهني، بما يتواءم مع تحديات السوق واحتياجات الوطن.

كيفية نجاح مبادرة ابتعاث متخصصين في الإعلام وتأثيرها على المشهد الإعلامي الوطني

ليكون للابتعاث أثر فعلي، يجب أن يرتبط التخطيط والتطبيق الإعلامي والتعليمي؛ فالمبادرة لا تقتصر على إرسال طلاب للدراسة في الخارج وحسب، بل تتطلب استراتيجية محكمة لإعادة هيكلة الإعلام الوطني، وفق معايير مهنية وأخلاقية صارمة. هناك حاجة إلى بيئة تضع الإعلام في موقعه الصحيح الذي يعكس قيم المجتمع وصورته بأمانة واحتراف، مع توفير فرص تعليمية متخصصة تساهم في إنتاج محتوى راقٍ ومؤثر، يبعد عن الفوضى والسلوكيات غير المهنية المنتشرة حاليًا. إن نجاح هذه المبادرة سيشكل فارقًا حقيقيًا في استعادة مصداقية الإعلام السعودي، ويقرب القطاع لما هو متوقع منه ضمن أهداف رؤية 2030.

العنصر المتوقع في 2024 المتوقع في المستقبل القريب
عدد الوظائف 67 ألف وظيفة 160 ألف وظيفة
المساهمة في الناتج المحلي غير محدد أكثر من 45 مليار ريال
نوع الاستثمار تقليدي مبتكر ومستدام
  • إعداد المختصين في الإعلام على أسس علمية وأكاديمية
  • تطوير مهارات القيادة والرأي العام المهني
  • توفير محتوى إعلامي متوازن ومرجعي يحترم القيم والأخلاق
  • تحويل الإعلام من مجرد منصة اجتماعية إلى قطاع اقتصادي مؤثر
  • دعم الأهداف الوطنية لرؤية 2030 في تمكين الشباب وتحسين الصناعة الإعلامية

يبقى التحدي الحقيقي في استغلال هذه الفرصة بشكل ذكي ومنهجي، فالابتعاث المتخصص في الإعلام يعد خطوة مبتغاة طويلة الأمد تضع الأساس القيادي الواعي للإعلام في المملكة، مساهمة في مواجهة الفوضى التي باتت تسيطر على المنصات الرقمية، وتعزيز صورة الإعلام كعامل ثقافي واقتصادي لا غنى عنه.