تنويه هام.. خبير بيئي يشرح تأثير الحزام الزلزالي على ليبيا بالتفصيل

خبير بيئي يوضح تأثير الحزام الزلزالي على ليبيا ويشرح طبيعة الهزات الأرضية الأخير التي شهدتها منطقة البحر المتوسط، والتي تعد نتاجًا للنشاط المستمر في الحزام الزلزالي المعروف باسم “حزام الألب”، حيث تتراوح شدتها بين خفيفة إلى متوسطة نتيجة زلازل قوية في دول مجاورة مثل تركيا وجنوب اليونان وجنوب إيطاليا وشمال الجزائر والمغرب.

تأثير الحزام الزلزالي على الساحل الليبي والهزات الارتدادية

أظهرت الدراسات الزلزالية أن الحزام الزلزالي يؤثر بشكل ملحوظ على المناطق الساحلية المجاورة لمناطق التصدع، بما في ذلك أجزاء من الساحل الشمالي والشرقي لليبيا، حيث تنعكس الهزات الأرضية الارتدادية على هذه المناطق بشكل متكرر، لكنها لا تُحدث عادةً أضرارًا كبيرة؛ نتيجة لطبيعة هذه الهزات التي تتفاوت في تكرارها بين فترات قصيرة وأخرى تمتد لأشهر، وهو ما يعكس الديناميكية المتغيرة لحركة الصفائح التكتونية في البحر المتوسط.

ويمكن تصنيف هذه الهزات الارتدادية ضمن نطاق نشاط الحزام الزلزالي الذي يُعد من الأنظمة الجيولوجية المعقدة على الصعيد الإقليمي، إذ تلعب الصفائح التكتونية دورًا محوريًا في نشأة هذه الاهتزازات التي تشعر بها بعض المدن الساحلية الليبية، مع تركيز هذه الهزات ضمن مناطق محددة مثل منطقة الجبل الأخضر وسهل البطنان، في حين يشهد الساحل الغربي نشاطًا أقل بسبب وجود تصدعات معينة في القشرة الأرضية.

موقع ليبيا بالنسبة للحزام الزلزالي ودور النشاط التكتوني

أوضح فارس فتحي، مدير إدارة النظم الجغرافية والبيئية بوزارة البيئة في ليبيا، أن ليبيا تقع خارج النطاق المباشر للحزام الزلزالي المعروف بـ”حزام الألب”، الذي يمتد أكثر من 12 ألف كيلومتر، بداية من المحيط الأطلسي مرورًا بسلسلة جبال الهملايا والأناضول ثم إلى منطقة البحر المتوسط، ويشمل مناطق ذات نشاط زلزالي مكثف مثل تركيا وجنوب اليونان وجنوب إيطاليا، مما يعرض هذه الدول لهزات أرضية متكررة نتيجة قربها من مناطق التقاء الصفائح التكتونية.

ويتميز النشاط التكتوني في ليبيا بأنه أقل حدة مقارنة بدول الجوار، حيث أن الاهتزازات التي يُسجلها النظام الجيولوجي الليبي هي بعيدة نسبيًا عن مركز الحزام الزلزالي، وتعود أغلب الاهتزازات المسجلة في ليبيا إلى موجات ارتدادية لزلازل قوية تقع في الخارج، وبالتالي تكون شدتها بين خفيفة ومتوسطة، وهو ما يفسر استمرار شعور المناطق الساحلية لمثل هذه الهزات دون سقوط خسائر كبيرة.

الهزات الأرضية في ليبيا: المخاطر والتدابير الوقائية المطلوبة

في تفسيرات مفصلة، أشار خبير البيئة إلى أن الزلزال الأخير الذي سجل بقوة 6 درجات على مقياس ريختر في منطقة بالكسير بتركيا أثار بعض القلق، لكنه يندرج ضمن النشاط الزلزالي الطبيعي للطبيعة في الحزام الزلزالي، حيث تحدث هذه الزلازل على طول صدوع نشطة ومعروفة عالميًا ولا تشير إلى قرب حدوث زلازل قوية في ليبيا أو دول الجوار، مما يخفف من حدة المخاوف الشعبية.

وأكد فتحي أن الأدلة العلمية الحالية لا تشير إلى احتمال وقوع زلزال كبير في ليبيا في المستقبل القريب، بل قد تظهر هزات خفيفة طبيعية تتبع الزلازل الكبرى في الدول المجاورة، ما يستوجب ترسيخ أهمية فهم بنية القشرة الأرضية في ليبيا والتوسع في الدراسات الزلزالية المتخصصة للحد من المخاطر المحتملة، خاصة مع ازدياد التزاحم السكاني في المدن الساحلية الرئيسية مثل طرابلس وبنغازي، الأمر الذي يتطلب وضع خطط وقائية تشمل:

  • منشآت تعليمية وتوعوية للسكان حول كيفية التصرف أثناء الهزة الأرضية
  • تعزيز معايير البناء الهندسية لتتحمل الهزات الصغرى
  • تطوير نظام رصد زلزالي متكامل لرصد أي نشاط غير اعتيادي
  • خطة طوارئ للتدخل السريع في حال تسجيل هزات أرضية

وفي جدول موجز يوضح مناطق التركيز الزلزالي في ليبيا:

منطقة نشاط زلزالي
الساحل الشمالي هزات خفيفة إلى متوسطة
الساحل الشرقي (الجبل الأخضر، سهل البطنان) نشاط ملحوظ ومتكرر
الساحل الغربي نشاط محدود نتيجة تصدعات في القشرة الأرضية

يظل الحزام الزلزالي عاملًا مهمًا في تفسير طبيعة الهزات الأرضية في ليبيا، ورغم وقوع البلاد خارج نطاق الحزام الزلزالي مباشرةً، فإن التأثيرات المرتدّة تظل قائمة ومهمة في تصور الأمن الجيولوجي للمنطقة، مما يوجب متابعة مستمرة واستعدادات مدروسة لتحسين قدرة التنبؤ وتقليل المخاطر إلى أدنى حد.