عودة مفاجئة.. عائشة الغيص تكشف كيف أن «الخراريف» الشعبية كنز حقيقي للاستثمار

الكتابة للأطفال والتي تضم التراث الإماراتي مع الخيال والتشويق تمثل تحديًا فنيًا وتربويًا يضع الكاتب أمام مسؤولية الحفاظ على الهوية الوطنية مع ملائمة محتوى القصص لاحتياجات الفئة العمرية. الكاتبة الإماراتية عائشة الغيص تؤكد أن الطفل عالم واسع يتطلب مزاجًا إبداعيًا خاصًا عند الكتابة، بحيث تُراعى خصائص هذا النوع الأدبي مع تقديم قصص جذابة تحمل رسائل تربوية توعوية وطنية تعزز القيم والهوية الوطنية لدى الناشئة.

الكتابة للأطفال التي تضم التراث الإماراتي ودورها في تعزيز الهوية الوطنية

تعتبر الكاتبة عائشة الغيص أن تضمين التراث الإماراتي في الكتابة للأطفال ضرورة تُثري المحتوى القصصي وتغني تجارب الصغار بالمعرفة والقيم، من دون أن يغيب عن النصوص عنصر الخيال والتشويق الذي يشد اهتمام الطفل ويغمره في تفاصيل القصة. تتنوع قصصها بين الحكايات الشعبية ومشاهد الحياة الإماراتية القديمة، مستندة إلى مخزون الجدّات وكبار السن، ضمن مشروع شامل لإحياء التراث الإماراتي وتوثيق مفرداته وذكريات الطفولة التي تشكل ركيزة أساسية لتعريف الأجيال الجديدة بهويتهم وموروثهم الثقافي.

كما تؤكد الغيص على أن الطفل يحتاج إلى قصة تُناسب قدراته العقلية والعمرية، مع لغة بسيطة عصرية تحمل روح التراث وتراعي ذائقة الأجيال الجديدة، باحترام عقل الطفل وإيصال جوهر الحكاية دون تعقيد أو إرباك، ما يساعد على بناء علاقة حب متبادلة بين القارئ الصغير والقصص.

أساليب الكتابة للأطفال التي تضم التراث وتوظيف الخبرات الشخصية والأمثال الشعبية

في ممارسة الكتابة للأطفال التي تضم التراث الإماراتي، تنطلق الغيص من تجربتها الخاصة وطفولتها، فتستلهم الأفكار من تفاصيل الحياة اليومية وتحولها إلى سيناريوهات قصصية تحمل الحكمة والمغامرة. تسلط الضوء على إعادة صياغة الحكايات الشعبية، مع دمج الأمثال الشعبية التي تعبر عن لهجة ومفردات دارجة تحافظ على جمالية الحياة القديمة في الإمارات.

تصف الغيص “الخراريف” الشعبية بأنها مستودع لا ينضب من الحكمة والتشويق والقيم التي لا بد من الحفاظ عليها وتطويرها بأساليب حديثة، لتصل إلى الطفل بحلة جديدة تشبع فضوله وتغذي خياله. وترجع الغيص أول عمل أدبي للأطفال إلى قصة «وللنخلة حكاية»، التي شاركت بها في جائزة وزارة الثقافة لتعزيز قيمة النخلة ورموز البيئة الإماراتية.

  • استلهام الأحداث من التجارب الشخصية
  • إعادة صياغة الحكايات الشعبية مع لغة مبسطة
  • دمج الأمثال الشعبية لتقريب القصة إلى عقل الطفل
  • مراعاة الخيال والتشويق لضمان جذب الانتباه

توثيق التراث الإماراتي وأثر الكتابة للأطفال التي تضم التراث في مواجهة تحديات العصر الرقمي

الكتابة للأطفال التي تضم التراث الإماراتي تلعب دورًا محوريًا في توثيق مكونات الهوية الثقافية التي تشمل الموسيقى، الشعر الشعبي، الأهازيج، الحرف التقليدية، والمأكولات، وتلك العناصر التي تمثل غنى تراث الإمارات. تعمل الكاتبة عائشة الغيص على تعزيز هذا التراث عبر المنصات والمنابر كافة، وخاصة الرقمي منها، كجزء من مشروع وطني لإبراز مفهوم الأصالة والحداثة المتناغمة، وهو التحدي الأكبر أمام الكاتب الإماراتي في زمن العولمة والانفتاح الثقافي.

مع الاعتراف بالسائدية المتنامية للكتابة الرقمية والكتب الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات، تؤكد الغيص أن للكتاب الورقي قيمة لا تضاهى؛ إذ يمنح علاقة خاصة بين الطفل وكتاب يحمل محتوى ورسومات وملمسًا يعزز الخيال والاتصال بالمادة المكتوبة، ويبقى الكتاب الورقي في منافسة دائمة مع انتشار المحتوى الإلكتروني الذي يتميز بعناصر بصرية وصوتية متحركة.

الإنجازات الأدبية لعائشة الغيص عدد الجوائز
عدد الأعمال الأدبية الصادرة أكثر من 50 عملًا في الشعر، القصة، قصص الأطفال
عدد الجوائز التي حصلت عليها 22 جائزة وطنية وعربية
جوائز مهمة جائزة “كنز الجبل” وجائزة خليفة التربوية للإبداع

تمثّل تجربة الكاتبة عائشة الغيص نموذجًا للكتابة للأطفال التي تضم التراث، وتُبرز أهمية الإخلاص في الإبداع دون انتظار الجوائز التي تأتي حتمًا نتيجة طبيعية للعمل الدؤوب. قصصها مثل «نسخة لا تشبهني»، «السر الدفين»، و«كيف انتصرت ريم؟»، وغيرها، تتميز بعناصر الغنى الثقافي والبعد التربوي الوطني، مع لمسة فنية تجذب الطفل وتُقدر ذكاءه. تلك التجربة تعبّر أيضًا عن احترام عميق للقارئ الصغير وأهمية تأسيس جيل يتمسك بجذوره الوطنية في خضم عالم متغير، مما يجعل الكتابة للأطفال التي تضم التراث مهمة رحبة بالمسؤولية والإبداع المستمر.