ظهور نادر.. ما وراء الأسطوانة المشروخة؟! | رائد برقاوي

الأسطوانة المشروخة حول محاولات التشكيك في نجاح الإمارات ودبي تظل من أبرز المواضيع المثارة في الإعلام الغربي، حيث يسعى البعض إلى نشر أجندات تخدم مصالح جهات منافسة ومتصادمة، أو إلى إثارة البلبلة لزيادة نسب المشاهدة على حساب التميز الذي حققه المجتهدون في الإمارات، خاصة في مجالات المال والأعمال والتطوير العمراني والاقتصادي.

كيف تتصدر الإمارات ودبي مراكز المال والأعمال العالمية رغم التشكيك الإعلامي

الإعلام الغربي يتقن فن رواية القصص التي غالباً ما تصب في مصلحته، مستنداً إلى مبادئ حرية الصحافة التي تخدم توجهاته، فإذا لم تخدم تلك الوسائل مصالحه يبقى النقد مجرد قصة لا أكثر؛ ومن هنا تظهر الأسطوانة المشروخة التي تدور حول نهاية المجد الإماراتي ودبي، ومحاولة تصوير مركزهما المالي كأنه بلغ ذروة نجاحه وصل إلى حدود التراجع، وأن سوق العقار الذي تجاوز تداولاته يومياً أسواق عريقة في مدن غربية، أصبح مرشحاً للهبوط، وأن الإمارات فقدت جاذبيتها للمواهب والمبتكرين العالميين، على الرغم من الأدلة الواضحة على العكس. هذه المحاولات هي مجرد محاولات تشكيك لا تؤثر على النموذج الإماراتي الناجح والمتميز في بيئته الاقتصادية والتنموية، بالإضافة إلى رفاهية الخدمات والاستقرار الذي بات مثالاً للعالم.

الإمارات منافس عالمي متكامل في المال والأعمال والابتكار والذكاء الاصطناعي

الفرق الجوهري مع السابق هو أن الإمارات لم تعد تنافس على المستوى الإقليمي أو العربي فحسب، بل أصبحت واحداً من أهم المنافسين العالميين في مختلف المجالات مثل المال والأعمال، الابتكار، الفضاء، الذكاء الاصطناعي، والطيران، حيث يجذب اقتصادها المستثمرين من كافة أنحاء العالم. يأتي إليها آلاف الأثرياء من بريطانيا وأوروبا وأمريكا والصين والهند وغيرها، ويصل عدد المليونيرات الوافدين إلى الإمارات إلى معدل لا يقل عن مليونير كل ساعة؛ ما يعكس مكانة لا تضاهى على الخريطة العالمية. كما تحتضن أبوظبي أكبر مجمع عالمي للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة بقدرة 5 GW، يزود خدمات بيانات متقدمة تغطي ما يقرب نصف سكان العالم ضمن دائرة يبلغ قطرها 3,200 كيلومتر، ويعتمد في طاقته على النووي والطاقة الشمسية.

دور الإمارات في قطاعات الطيران والنفط واللوجستيات يعزز تنافسيتها العالمية

تمتلك الإمارات أكبر قاعدة طيران دولية للنقل الجوي، يأتي في مقدمتها مطار دبي الدولي الذي يتعامل مع ما يقارب 100 مليون مسافر دولي سنوياً، وهو مقصد سياحي يستقطب 25 مليون زائر من أصحاب الإنفاق العالي. البنية التحتية متطورة ومتكاملة لخدمة القطاع التجاري والاستثماري، مع صناديق سيادية تعد الأكبر عالمياً وأكثرها نشاطاً، إضافة إلى قاعدة نفطية آمنة بحجم إنتاج يصل إلى خمسة ملايين برميل يومياً، مدعومة بقطاع بتروكيماوي متطور بالإضافة إلى مصادر الطاقة النووية والشمسية والكهربائية. الإمارات تعتبر اللاعب الإقليمي الأول في النقل البحري والموانئ، وتمتلك شبكة واسعة من الموانئ والمناطق الحرة حول العالم، وتحقق تجارة خارجية تفوق التريليونات من الدولارات، بدعم من شراكات استراتيجية مع أكبر الاقتصادات العالمية، الأمر الذي يجعلها بوابة استراتيجية عالمية تربط آسيا بأفريقيا وأوروبا.

  • مركز مالي عالمي يجذب كبار المستثمرين والأثرياء من مختلف القارات.
  • تطور تكنولوجي شامل في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
  • بنية تحتية متقدمة في القطاعين السياحي والجوي والموانئ البحرية.
  • صناديق استثمارية ضخمة تدعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.
القطاع الإنجازات الرئيسية
الذكاء الاصطناعي أكبر مجمع عالمي خارج الولايات المتحدة بقدرة 5 GW
النقل الجوي مطار دبي الدولي يستقبل ما يقارب 100 مليون مسافر سنوياً
قطاع النفط إنتاج خمسة ملايين برميل يومياً بقاعدة نفطية مستقرة
النقل البحري امتلاك وإدارة عشرات الموانئ والمناطق الحرة المتخصصة

هذه الحقائق وغيرها تجعل من محاولات التشكيك في مستقبل الإمارات مجرد تكرار لسيناريوهات سابقة، غير أن قوة الإمارات تكمن في رؤيتها الواضحة وثبات عزمها، فضلاً عن العمل المستمر نحو مستقبل يعكس صلابة الأسس التي بُنيت عليها. الإمارات لا تتقدم فقط في الواقع، بل تبني وتواكب المستقبل وتقنياته بمستوى عالمي، مستحقة ثقة المستثمرين والمواهب والجهات الفاعلة حول العالم.